تفيد الاستطلاعات بأن الغالبية العظمى من الذين يتوقفون عن التدخين يعودون إليه مجدداً بسبب النيكوتين الذي يجعل البعض يلهث وراء السجائر والشيشة والمعسل، والنيكوتين مادة عضوية اكتشفها علماء ألمان في العام 1828حيث تتواجد في أوراق نبات التبغ. وهو عبارة عن سائل عديم اللون والرائحة، طعمه لاذع، ويتأكسد عند تعرضه للهواء فيعطي الرائحة المعروفة للتبغ. ويعرف النيكوتين الموجود في التبغ بأنه أحد العقاقير المسببة للإدمان، فالمدخن يعتاد عليه ويشعر بالحاجة المستمرة إليه، وتحتوي السجائر على كمية صغيرة نسبيا من النيكوتين، قسم منها يدمره احتراق السيجارة، لكن الباقي منه يكفي لإحداث الإدمام والمضاعفات الصحية الأخرى. وعند تدخين السيجارة ينساب النيكوتين عبر الأغشية المخاطية في الفم والرئتين إلى الدم، ومنه إلى الدماغ الذي يصل خلال ثوان لا أكثر. ويؤدي النيكوتين في الجسم إلى آثار سريعة وأخرى بعيدة المدى تتمثل في زيادة ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب وارتفاع كثافة الدم (أي أنه يصبح أكثر لزوجة) وحدوث انقباض في الشرايين وتسارع في حركات التنفس وانخفاض درجة حرارة الجلد بالإضافة إلى إثارة المخ والجهاز العصبي المركزي، أما بالنسبة لآثاره على المدى الطويل فتتركز بمرض ارتفاع ضغط الدم وانسدادات الزوعية الدموية الأمر الذي يفتح الباب لوقوع الأزمات القلبية والدماغية المسببة لتعطيلات عظيمة في حياة الإنسان أحياناً وقاتلة في أحيان أخرى والنقص المزمن والمستمر في مستوى الفيتامين ب ونقص الوزن وضعف الجهاز المناعي وما يترتب عنه من زيادة خطر التعرض للعدوى بالميكروبات المتربصة بالجسم والإصابة بسرطانات الفم والحنجرة والرئة والمعدة ومشكلات في الخصوبة وفي الدورة الشهرية لدى النساء وجفاف الجلد وشيخوخته المبكرة كما ويؤدي النيكوتين إلى الإصابة بالعجز الجنسي، فهو يزيد من احتال الإصابة بالتضييق المزمن في شرايين العضو الذكري، بحيث يقود إلى قلة التدفق الدموي وبالتالي إلى صعوبة الحصول على انتصاب طبيعي، أما عند المرأة فيسبب نقصاً في انسياب الدم إلى أعضائها الجنسية، فتتعرض هي الأخرى للبرود الجنسي أما لدى الحوامل فالنيكوتين يسبب مشكلات صحية مثل انفصال المشيمة المبكر، نقص وزن المولود، الولادة قبل الأوان، الاجهاض، موت الجنين، الموت المفاجئ للرضيع، ارتفاع نسبة تعرض الطفل لفرط النشاط، أو لمشكلات في النمو الجسماني. وبما أن النيكوتين يسبب الإدمان، أي أن الجسم يعتاد عليه، وهذا الإدمان يكون كيماوياً، نتيحة تأثير النيكوتين على مستقبلات هرمون السيرتونين في الخلايا الدماغية، ونفسياً لأن الشخص يعتاد على القيام بحركات معينة أو اتخاذ أوضاع خاصة تزيد من ثقته بنفسه. إن التزود بالنيكوتين بشكل مستمر،يصبح أمراً ملزماً لصاحبه من أجل الحفاظ على توازن معين، وإذا لم يوفق الشخص المدمن في الحصول عليه، فإنه يتعرض لما يعرف بأعراض الانسحاب، التي تتظاهر بعوارض وعلامات مختلفة منها: الهيجان، القلق، الأرق، النزق، الشعور بالإحباط، عدم الشعور بالراحة، التوتير العصبي، ردود بطيئة في الأفعال، خفض ضغط الدم، الإمساك، الرغبة الملحة في العودة إلى التدخين، التعب، العجز عن التركيز وغيرها. @ وكالة ميديا إدج