استفاد نحو (47) ألف مريض من برامج الرعاية العلاجية والتأهيلية التي قدمتها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية العام الماضي. وأوضح تقرير صدر عن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية أنّ أعداد المستفيدين من خدمات المدينة زادت بنسبة تصل إلى 11% عن العام ما قبل الماضي، وأنّ المدينة تبنت العديد من البرامج الحديثة، وعملت على التوسع في خدماتها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتطلعين لبرامجها التأهيلية المتخصصة خاصة في ظل تضاعف ثقة المجتمع في مستوى أدائها وإنجازاتها غير المسبوقة. وأشار التقرير إلى أنّ عدد المرضى المنومين بالمدينة بلغ نحو (1100) مريض، فيما وصل عدد العمليات الجراحية التي تم إجراؤها خلال العام الماضي إلى (482) عملية جراحية، وزاد معدل الإشغال اليومي لوحدات المدينة بنسبة 20%. وإضافة إلى التوسع في أداء الخدمات وتضاعف أعداد المستفيدين قامت المدينة باستكمال برامجها التدريبية وهياكلها، وإبرام عدد من اتفاقيات التعاون وتبني برامج علاجية وتأهيلية جديدة منها: - برنامج تأهيل إصابات العمود الفقري الذي يوفر رعاية تأهيلية مستمرة للأشخاص المصابين بأنواع مختلفة من الشلل نتيجة لإصابة أو لمرض في الحبل الشوكي، ويركز على استعادة أكبر نسبة من القدرات الحركية وذلك أثناء تدريب وتعليم المصاب وأسرته للتأقلم مع التغيرات الحياتية التي نتجت عن الإصابة. - برنامج تأهيل الإصابات الدماغية للمصابين دماغياً نتيجة حوادث مختلفة أو نتيجة للاختلالات العصبية أو اختلالات النمو . - برنامج تأهيل مبتوري الأطراف الذي يُقدم تأهيلاً وعلاجاً متكاملين، يتم بعد عملية البتر أو للحالات المستقرة للبتر السابق، أو العيوب الِخلقية وحتى تركيب الطرف الصناعي وعودة الشخص إلى منزله وبيئته . - برنامج تأهيل الجلطات الدماغية ويعمل على استعادة القدرات التعليمية والنشاطات الحركية للتعجيل في الشفاء من آثار الجلطات الدماغية - بإذن الله - والحد من الإعاقة المرتبطة بها . - برنامج تأهيل الأطفال والتدخل المبكر وهو يركز على تأمين خدمات تأهيلية شاملة للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة، ويشتمل على العلاج الطبيعي، والتعليم الخاص، والخدمات الاجتماعية والنشاطات الترفيهية، إضافة إلى توعية وتدريب أسرة الطفل لتمكينها من المشاركة في البرنامج بشكل مباشر. - كما توجد بالمدينة عيادات خارجية تحتوي على التخصصات الطبية والخدمات المساندة لها كافة وخاصة تلك التي ترتبط بالتأهيل. وأشار التقرير إلى أنّ المدينة عملت على رفع مستوى رضا المرضى عن خدماتها العلاجية والتأهيلية لتصل إلى 97% وهي نسبة تُعد منافسة على المستوى الدولي، كما تزايدت أعداد المرضى المحولين للمدينة من القطاعات الأخرى المختلفة داخل المملكة وخارجها مثل وزارة الصحة ووزارة الداخلية وهيئة الصحة (بأبوظبي) بدولة الإمارات العربية المتحدة. ولتمكين المدينة من أداء مهامها الطبية والتأهيلية المتخصصة، عملت على استقطاب الكفاءات المتميزة من الأطباء والعاملين في مجال التمريض والتأهيل والتخصصات الطبية الأخرى المختلفة لتسيير أعمالها بجودة وتميز، حيث بلغ إجمالي القوى العاملة بالمدينة لهذا العام (1380) موظفاً وموظفة، تصل نسبة السعوديين منهم إلى 28%. توطين الوظائف ولتنفيذ برامج توطين الوظائف فقد بذلت المدينة جهوداً كبيرة في مجالات تدريب وتطوير العاملين فيها، سواء على رأس العمل، أو من خلال برامج التدريب المتخصص خارج المدينة، إضافة إلى برامج التعليم المستمر للأطباء والأخصائيين الصحيين، حيث استفاد من البرامج ما يزيد على الألفي موظف وموظفة استفادوا من العديد من البرامج التدريبية يتمثل أبرزها في تدريب المشرف العيادي، التأهيل التمريضي، إعادة التأهيل للجهاز العظمي العضلي، علاج الجروح، التغذية للتمريض، العلاج عن طريق الحقن الوريدي، أسس تخطيط القلب والإنعاش القلبي. وتقديراً لجهود المدينة بهذا الصدد فقد تم اعتماد المدينة من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتقديم برامج التعليم الطبي المستمر. نشاط توعوي وثقافي وإدراكاً من المدينة بأهمية التوعية والتثقيف في مجال الإعاقة وقضاياها المختلفة فقد عملت المدينة على تنفيذ فعاليات متعددة للمرضى خلال اليوم العالمي للإعاقة شملت جوانب رياضية وعروضاً مسرحية وثقافية وترفيهية، إضافة إلى تنفيذ اليوم المفتوح لأطفال المدينة وتكثيف التوعية بمخاطر السرعة وحوادث الطرق التي تتسبب في رفع نسبة الإعاقة في المملكة، كما شاركت المدينة في اللقاءات والمناسبات والمؤتمرات المحلية والدولية ضمن مجال أعمالها. وتتويجا لإنجازاتها الطبية الرائدة حصلت المدينة على اعتماد الهيئة الدولية لاعتماد المستشفيات (JCI) joint commission international . بعد أن عملت المدينة على تحقيق معدلات غير مسبوقة في مجال تطبيق معايير الجودة والسلامة في الرعاية المقدمة للمرضى، إضافة إلى تحديث واعتماد (381) سياسة وإجراء تنظيمياً تم تطبيقها بنجاح تام، وإكمال (2138) ساعة من التدريب والتعليم المكثف للطواقم العاملة في المدينة من أجل الارتقاء بمستوى الجودة واجتياز برامج الاعتماد الدولية. كما حظيت المدينة بزيارة عدد من كبار المسؤولين والمتخصصين في مجالات أعمالها، ولقيت تقدير تلك الشخصيات وثناءها على إنجازاتها المختلفة، حيث قالت الملكة رانيا العبدالله : "شاهدت عن كثب جهودكم المبذولة في تقديم الخدمات الإنسانية ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب وإنما على مستوى الوطن العربي، كما اطلعت على الأساليب المميزة في التأهيل والعلاج لذوي الاحتياجات الخاصة، وما يصاحبها من خدمات رعاية ومتابعة ذات مستويات متقدمة"، كما وصف المدينة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور حسين الجزائري بأنها: "تعتبر وبحق مفخرة للمملكة وللعاملين فيها" وأشادت وفود دولية بدور المدينة في علاج وتأهيل المعوقين بالمنطقة، حيث أكد وفد جامعة هارفارد الأمريكية، وكذلك وفد المجموعة الدولية الأمريكية للتأمين والخدمات المالية (AIG) على تميز الخدمات التي تقدمها المدينة على المستوى العالمي. توقيع اتفاقيات تعاون ولتوفير خدمة أشمل عملت المدينة على توقيع عدد من الاتفاقيات يتمثل أبرزها في اتفاقية علاج مرضى التأهيل بالتعاون مع وزارة الصحة وتوفير أجهزة المعوقين بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية إضافة إلى اتفاقية رعاية وتأهيل الأطفال السياميين بالتعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني، واتفاقية تحويل المرضى للمدينة من الهيئة الصحية بإمارة (أبو ظبي) بالإمارات العربية المتحدة. ونفذت المدينة عدداً من برامج التعاون الدولية المهمة، كما تم اعتمادها مركزاً تمثيلياً للتأهيل في منطقة الشرق الأوسط من قِبل منظمة الصحة العالمية. وتعمل المدينة على تنفيذ العديد من البرامج المستقبلية لتحسين حالات المرضى منها على سبيل المثال: برنامج تأهيل مرضى القلب، وبرامج تأهيل الإصابات الرياضية، وبرنامج علاج قوقعة الأذن لدى الأطفال، وعلاج السكري والسمنة، ومسح ضعف النظر لدى الأطفال المعاقين، وبرامج تعليم قيادة السيارات لمصابي الحبل الشوكي، وبرامج الكشف الشامل على الأطفال من مرضى التوحد. وتقديراً لبرنامجها المتميز في علاج المعاقين بركوب الخيل انضمت المدينة كعضو مشارك في الهيئة الاتحادية لعلاج المعاقين بركوب الخيل في أستراليا، كما تم الاعتراف بالبرنامج من قِبل الهيئة السعودية للتخصصات الطبية بواقع (52) ساعة للأخصائيين، ويستفيد من هذا البرنامج الفريد العديد من الكوادر الوطنية، سواء من الأخصائيين أو المساعدين لضمان نقل الخبرة واستمراريتها.