نشر في يوم الاثنين العدد 14672بجريدة "الرياض" تحقيقاً عن تدخين الفتيات للصحفية حورية الجوهر، حقيقة تحقيق أكثر من رائع ومثير للدهشة والذهول للكثير، وذلك بما حمله من نسب مرتفعة لتدخين الفتيات في مناطق المملكة لا سيما إذا أرجعناها لمجتمعنا المحافظ. عجبت من تلك الردود والتعليقات على ذلك التحقيق التي أجازت اجتماعياً تدخين الرجل واستنكرته على المرأة، لماذا نصنف تدخين الفتاة على أنها جريمة اجتماعية لا تغتفر أما تدخين الشباب جهاراً نهاراً فهو حق اجتماعي مكتسب؟!، وكأن المرأة من كوكب آخر وليست من فصيلة البشر، أليس نفس الفعل؟!. ألم يخضعا لنفس الظروف، فكم وكم من رجل يقول أتمنى الإقلاع عن التدخين ولكنه الابتلاء، إذن، كيف لا يقبل هذا الابتلاء من باب أولى حين يقع على فتاة لكونها أكثر عرضة وأضعف خلقة. في ذلك التحقيق أجمع 88بالمائة من الشباب على أنه من غير الممكن أن يرتبطوا بفتاة مدخنة، ومما يؤكد صحة هذه النسب ومصداقية تلك الردد والتعليقات ورود خبر في صحيفة الحياة في نفس يوم صدور التحقيق يفيد بقيام زوج برفع دعوى على والد زوجته يطالبه فيها بما دفعه من مهر وتكاليف بعد يومين من الزواج وذلك لاكتشافه أن زوجته مدخنة، هنا لنا أن نتخيل أعداد حالات الطلاق لو قامت الزوجات بطلب الطلاق لكون أزواجهن مدخنين وذلك معاملة بالمثل وأسوة بالدعوى المقامة سالفة الذكر؟!. ألم يكن من الحكمة بدلاً من رفع الدعاوى بعد يومين فقط من الزواج، احتساب الأجر وفعل المستحيل مع تلك الفتاة لمساعدتها على الإقلاع عن التدخين، ما أدراه لعل هذا الفعل منه يكون سبباً له بالتوفيق والسداد بالدنيا والآخرة؟!، صدقاً، لماذا نحن السعوديين سريعون في قراراتنا؟!، لماذا نطلق لأتفه الأسباب؟!، لماذا الطلاق عندنا أسهل من شرب الماء؟!، السؤال الجدير بالطرح، كيف نتخلى عن فتياتنا وهن بأمس الحاجة لنا؟!، ولمن نتركهن يا عباد الله؟!. عزيزتي المدخنة: إن كان التدخين يأخذ الحكم نفسه أياً كان جنس متناوله، فإن تأثيره الصحي على المرأة أشد وطأة من الرجل ففي جريدة "الرياض" العدد 14014الصفحة الأخيرة وفي معرض استعراض أحد البحوث والدراسات كان هناك السؤال التالي: لماذا يزيد عدد النساء اللاتي يصبن بسرطان الرئة على عدد الرجال المصابين به؟ تجيب الدكتورة جينيفير غرست الأستاذ المساعد للطب في مركز السرطان الشامل التابع لجامعة كان السبب هو أن أجساد النساء لا تعمل على تحييد السميات (التوكسين) على الوجه المطلوب. وتقول الدكتورة جنيفير إن النساء قد يكن أكثر حساسية وسرعة تأثير بالتدخين والتدخين السلبي بسبب الهرمونات في أجسامهن. وتردف قائلة إنهن أيضاً أكثر تعرضاً لنوع معين من أنواع سرطان الرئة يسمى الورم الغدي السرطاني (Adenocatcinoma) والذي يستشري وينتشر سريعاً في بقية أجزاء الجسم. وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن النساء المدخنات يصبن بسرطان الرئة بصورة أسرع وبمعدلات تدخين أقل بالمقارنة مع الرجال، كما تزداد لديهن احتمالات التعرض لسرطان الرئة الذي يصيب الخلايا غير الصغيرة، وهو نوع مميت ينتشر في الجسم انتشار النار في الهشيم. ويحتل هذا النوع نسبة 87% من مجمل حالات الإصابة بسرطان الرئة. عزيزاتي المدخنات: كما قرأتن فأثر ووقع التدخين على خلقتكن اللطيفة أشد وقعاً منها على الرجال، كما أن التدخين يتعارض مع الأنوثة ومعيق في مرحلة الأمومة وليس هناك مفر من تركه، وقدوم شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية للإقلاع عنه، فأعقدن العزم مستعينات بالله تعالى ثم بعزيمتكن التي آن الأوان أن تقول كلمتها. قبل الختام، التجاهل والهروب والتعامل مع قضايا المجتمع بنفور وصدود ستجعل المشاكل بلا حدود، على سبيل المثال كم وكم من أب طرد ابنه من المنزل شر طردة حين علم على أنه مدخن فكانت النتيجة وقوع الابن بالمسكرات والمخدرات والكثير من الانحرافات، هذا التصرف الخاطئ الذي كان يمارسه بعض الآباء يمارسه للأسف اليوم المجتمع حين يرفض قبول الفتيات المدخنات ويقسو عليهن أيما قسوة. ختاماً، نعم للزواج من المدخنات والوقوف معهن للإقلاع عنه، آن الأوان لتقبل الأمر الواقع والتعامل معه بحكمة وعقلانية، فلا فرق بين الفتيات والشباب ابتلاء وحاجة للمكافحة وللعلاج، آن الأوان للتوعية بضرر التدخين بالجامعات ومدارس البنات، كما أن تفهم الظروف التي جعلت فتياتنا يدخن ومن ثم العمل وقابة أمر لا بد منه. واحتواؤهن جزء من العلاج حتى لا يقعن بما هو أدهى وأمر، وما يصح إلا الصحيح.