للهلال مع البطولات تايخ ولتأسيس نادي الهلال حكاية أغرب من الخيال، فهل سأل أحد نفسه من هو مؤسس نادي الهلال؟ يعتبر الشيخ عبدالرحمن بن سعيد أو (أبو مساعد) كما يحب أن يطلق عليه، أحد رواد الحركة الرياضية وشيخ الرياضيين ومؤسس الزعيم، وكان مولد النادي صعباً للغاية، لكن الشيخ الصبور استفاد من التجارب، فقد كان من الراسخ في فكره أن الرياضة تعدل السياسة، فلا بد للرياضي أن يتحلى بالصبر عملاً بالحكمة القائلة "أعقل الناس أعذرهم للناس"، فقد كان لا يطلب مالاً من أحد لأن المال في ذاك الوقت كان قليلاً في أيدي الناس، بدأ في إنشاء هذا النادي منذ عام 1377ه، وانضم إليه عدد من اللاعبين من نادي الشباب بعد حمى الانقسام الإداري، وبدأ النادي نشاطاته الرسمية في عام 1380ه، باع هذا الرجل فلة له في الملز للصرف على نادي الهلال في بداياته، ولم لا وهو الشيخ عبدالرحمن بن سعيد أحد الأسماء الساطعة في تاريخ الرياضة السعودية، رجل مخلص إلى حد التفاني، قام بدور فاعل في دفع الحركة الرياضية السعودية قدماً، استمر الرجل الأسطورة في الميدان الرياضي ردحاً طويلاً من الزمن رغم معاناته الصحية، كانت البطولات التي يحققها النادي هي علاجه الوحيد، وقد أسعدت هذه البطولات كل من ينتسب إلى الهلال وعلى رأسهم شيخ الرياضيين "أبو مساعد"، كان للجهود المخلصة والتفاني في سبيل تحقيق الهدف وهو بث الحياة في الحركة الرياضية السعودية أكبر الأثر في تكوين هذا الكيان العظيم ووصوله إلى مكانة لا يدانيها أي ناد آخر. لم يكن نادي الهلال هو أول الأندية التي يؤسسها "أبو مساعد" بل كان له دور كبير في تكوين نادي الشباب في الستينات الهجرية، ففي عام 1365ه بدأ مشواره الرياضي عضواً في فريق موظفي الدولة، وبعد عامين من هذه البداية شارك في تأسيس نادي الشباب وعمل رئيساً له ل 10سنوات متتالية، أسس ورأس نادي الاتفاق بجدة عام 1374ه إضافة إلى جانب رئاسته لنادي الشاب، ثم كانت نوبة الانقسام والاستقالات التي تمخض عنها مولد النادي الأولمبي (الهلال حالياً)، كذلك رأس نادي الثغر بجدة (الأهلي حالياً) عام 1378ه واستقال عام 1380ه، ووضع منزله بجدة مقراً للنادي بعد أن تخلى عنه المسؤولون الرسميون. تقلد هذا الرجل الشامخ عدة وظائف بمسميات مختلفة، أسندت إليه رئاسة قسم الأندية الرياضية بالمديرية العامة لرعاية الشباب، ثم اختير مديراً لإدارة الشؤون الرياضية في حقبة التسعينيات، وترك رعاية الشباب عائداً لوزارة العمل، ثم اختير للعمل برئاسة مجلس الوزراء. وقد تم تكريم هذا الرجل العملاق في مناسبات عديدة منها جائز الأمير سلمان بن عبدالعزيز عام 1417ه، نال شرف عضوية اللجنة الأولمبية السعودية، كرمه الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب بمنحه وسام الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفاء وعرفاناً وشكراً لجهوده المباركة في خدمة شباب الوطن والحركة الرياضية السعودية منذ عام 1365ه وكان ذلك في 1426/3/10ه. هذه لمحات بسيطة من جهود هذا الرجل الذي أفنى عمره في خدمة هذا البلد وخدمة شبابه. لكن ألا يستحق هذا الرجل أن يخلد اسمه بأي شكل كان، واقترح أن يطلق اسمه على أحد شوارع الرياض ليبقى وسيبقى بمشيئة الله هذا الاسم علماً من أعلام الرياضة السعودية خفاقاً إلى الأبد. أسوق هذا إلى الراسخين في الرياضة لعلهم يقومون بمبادرة لتكريم هذا الرجل وكل من يستحق التكريم ممن أثروا الرياضة السعودية في بداياتها، والله من وراء القصد.