قدم السيناتوران الديمقراطي بوب كايسي والجمهوري تشاك هاغل مشروع قرار يدعو الإدارة إلى إجراء مراجعة نصف سنوية للحرب على الإرهاب. والقانون ينص على أن تصدر الإدارة الأميركية تقريراً نصف سنوي حول الجهود الأميركية ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة وتوابعها. وقال كايسي "أعلنت الإدارة في أكثر من مناسبة ان الولاياتالمتحدة حققت تقدماً ملموساً في الحرب الشاملة على الإرهاب غير ان هذه الادعاءات بالنجاح صدرت من دون معلومات كافية تدعمها". وفي بيان مشترك قال السيناتوران انه لا يوجد حتى الآن ما يلزم الحكومة الأميركية بتقييم وضع المعركة ضد القاعدة. من جهته قال هاغل "ان إجراء تقييم شامل ورفعه إلى الكونغرس سيضمن حسن استخدام جميع عناصر القوة القومية لإلحاق الهزيمة بأكبر التهديدات في القرن الواحد والعشرين". ومن المفترض أن يطلع التقرير الكونغرس على جميع المستجدات حول تقدم جهود مكافحة الإرهاب حول العالم.وسيقيِم التقرير مدى فعالية استخدام الحكومة الأميركية للتمويل في المعركة ضد الإرهاب وتأمين مراجعة حقيقية لعدد عناصر القاعدة الذين قتلوا أو اعتقلوا أو جرحوا. وبمناسبة مرور سبع سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001قال تقرير ان تنظيم القاعدة بعد عشرين عاما على تشكيله، موضع اختلاف بين المسؤولين والخبراء الدوليين اذ يعتبر البعض ان الشبكة الارهابية بدأت بالضمور فيما يرى اخرون انها اكثر نشاطا وخطورة من اي وقت مضى. ويبدي الاكثر تفاؤلا ارتياحهم ل "شبه الهزيمة" التي لحقت بنظرهم باتباع اسامة بن لادن في العراق، ولنجاح الحملة الأمنية في السعودية وعجز الارهابيين منذ ثلاث سنوات عن تنفيذ اعتداءات ضخمة في الغرب، وانقلاب شرائح واسعة من الرأي العام في الدول العربية والاسلامية عليهم وقد هالهم سقوط الضحايا المدنيين نتيجة العمليات الانتحارية. وهم يشددون ايضا على الادانات العلنية للارهاب الصادرة عن العديد من الفقهاء او المتطرفين الاسلاميين القدامى لا سيما وان انتقاداتهم اندرجت في الاطار الايديولوجي ما جعلها اكثر فاعلية. غير ان المتشائمين يشيرون في المقابل الى ان التنظيم الارهابي ما زال يتحرك بحرية شبه تامة في المناطق القبلية الباكستانية وفي مناطق كاملة من افغانستان الى حيث يتدفق المتطوعون من العالم باسره، كما يشيرون الى استحالة الحد من الدعاية الجهادية المكثفة على الانترنت والى الدور الذي ما زال يلعبه مؤسس القاعدة ومساعده ايمن الظواهري كمحرضين. وصرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) مايكل هايدن في الربيع "اننا نتدبر امورنا بشكل جيد في نهاية المطاف"، مشيرا الى "شبه الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق، شبه الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في السعودية، وانتكاسات كبيرة للقاعدة على الصعيد العالمي (..) اذ بات الفكر الذي يدعون اليه مرفوضا في مناطق متفرقة وكثيرة من العالم الاسلامي". واكد مدير الاستخبارات الالمانية ارنست اورلاو الاثنين ان "القاعدة لم تعد في وضع يمكنها من اعداد وتنفيذ اعتداءات بحجم اعتداءات 11ايلول/سبتمبر وهي مطمئنة البال" ولو ان زعيميها ما زالا "مصدر الهام عقائدي لجهاديي العالم بأسره". ولفت الخبير الاميركي مارك سايجمان الطبيب النفسي وضابط السي اي ايه السابق في باكستان ان الجيلين الاولين من القاعدة (الزعماء التاريخيون واتباعهم الذين تدربوا في المعسكرات الافغانية قبل 2001) تضعضعا. واعتبر ان "الموجة الثالثة" وحدها لا تزال تنشط وهي تتألف من مجموعات ذاتية جنحت وحدها الى التطرف وتلقت تعاليمها من الانترنت وهي مجموعات يصعب رصدها او اختراقها غير انها تفتقر الى الخبرة والتقنية لتنفيذ هجمات مدمرة.