سيطرح غدا في صالات السينما الأمريكية التجارية فيلمان جذابان من الأفلام التي يترقبها جمهور السينما حول العالم، الفيلم الأول هو فيلم الجريمة الكوميدية للأوسكاريين الأخوين كوين (احرقها بعد القراءة - Burn After Reading ) من بطولة النجمين براد بيت وجورج كلوني، والفيلم الآخر هو فيلم الجريمة الدرامية Righteous Kill الذي يجمع أفضل من قدمتهم السينما الأمريكية في عالم التمثيل الأسطورتين "روبرت دينيرو" و"آل باتشينو" في ثالث لقاء سينمائي يجمعهما بعد "الأب الروحي2" 1974و"حرارة" 1995.وبالرغم من تقاطع الفكرة الرئيسية لكلا الفيلمين من ناحية تصويرهما لعالم الجريمة، إلا أن أسلوب المعالجة مختلف تماما، فالأخوة كوين يعودان في فيلمهم هذا للأسلوب التهكمي الساخر من الجريمة والمجرمين بشخوصهم الغريبة والمضحكة، بينما يقترب فيلم Righteous Kill من أسلوب أفلام القاتل التسلسلي المليء بالإثارة وشد الأنفاس. يقف وراء الكاميرا في فيلم Righteous Kill المخرج جون افنيت الذي تعاون العام الماضي مع آل باتشينو في فيلم " 88دقيقة"، أما السيناريو فيقف خلفه السيناريست "رسل جيورتز" الذي اشتهر قبل عامين في أول تجاربه الكتابية مع فيلم الإثارة و التشويق "إنسايد مان" للمخرج سبايك لي الذي تم التفاوض معه لإخراج هذا الفيلم أيضا لكن الخيار الأخير وقع على جون افنيت. كما تم التفاوض مع الممثل "إيدوارد نورثن" للمشاركة في الفيلم لكن رفضه جعل الاختيار يصب على مغني "الهيب هوب" الشهير "فيفتي سنت". يتحدث الفيلم عن قصة محققين شرطة يعود تاريخ زمالتهما لثلاثين سنة، دينيرو بدور المحقق "ترك" وآل باتشينو بدور المحقق "روستر" يبدآن التحقيق في جريمة قتل تكشف الكثير من المعلومات التي من الممكن أن تبرئ مجرماً سبق أن احتجزاه في جريمة قتل سابقة. المحققان يطاردان قاتلاً تسلسلياً يختار ضحاياه من بين المجرمين الذين لم تتمكن السلطات القضائية من تنفيذ العقوبات عليهم، ويكتفي القاتل بكتابة قصيده تبرر اختياره للقاتل عند كل جثة. ومع تطور أحداث الفيلم وتصاعدها يبدأ المحققان بطرح العديد من التساؤلات التي تقودهم إلى الاشتباه بنفسيهما على طريقة أفلام الجريمة النفسية. ولأن موضوع الفيلم لا يحتوي على أي شيء مثير ومترقب، فلا يمكننا إلا عقد بعض الآمال على سمعة الكاتب الذي صرح في أكثر من موضع على احتواء الفيلم على الكثير من التقلبات والمفاجآت الصادمة. لكن تبقى محاولة إعادة لم شمل "دينيرو" و"آل باتشينو" وهما في مرحلة الكساد الوظيفي ذات هدف تجاري واضح، خاصة وأن السيناريو الأصلي كان يحتوي على شخصية محقق كبير في السن ومحقق شاب آخر، وعندما قرأ "دينيرو" النص وأبدا إعجابه به اقترح على المنتجين استبدال شخصية الشاب بشخصية أكبر في السن وجلب "آل باتشينو" ليقف بجواره على أمل إعادة ما حققاه من نجاح مع المخرج "مايكل مان" في فيلم (حرارة - HEAT) الذي كان "آل باتشينو" المحقق يحاول الإمساك "بدينيرو" المجرم، على العكس من وضعهما التحالفي الآن بوصفهما محققين يتعاونان لحل القضايا الشائكة من خلال العثور على ثنائية في الوقت بدل الضائع لن تشفع لأي منهما في العودة مجددا للنجومية، فلا دينيرو البالغ من العمر 65عاما والحائز على أوسكارين أفضل ممثل (العراب 2بدور مساعد،الثور الهائج بدور رئيسي) ولا "آل باتشينو" بأعوامه الثمانية والستين وأوسكاره اليتيم عن دوره الرئيسي في "عطر امرأة" قادران على الإقناع في الوقت الحالي.