اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا اقامت الثلاثاء علاقات دبلوماسية مع جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين الجورجيتين من خلال تبادل وثائق. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي "لقد تبادلنا مذكرات تشكل اتفاقات لاقامة علاقات دبلوماسية بين روسيا وابخازيا وبين روسيا واوسيتيا الجنوبية". واضاف ان هذه الوثائق "جاهزة الان للتوقيع على اعلى المستويات قريبا". وتبادل المذكرات رسميا يعني عمليا اقامة علاقات دبلوماسية على ما اوضح الناطق باسم وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس. واعلن لافروف انه يجب ان تشارك جمهوريتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في المحادثات الدولية التي ستبدأ في 15تشرين الاول/اكتوبر في جنيف بشأن النزاع الجورجي الروسي حولهما. وقال لافروف في تصريح صحافي "ان لائحة المشاركين في هذا اللقاء لم تحدد في خطة (السلام) لكننا اشرنا بشكل صريح الى وجوب ان تشغل اوسيتيا الجنوبية وابخازيا مقعدا على طاولة هذه المحادثات". واتفق الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي الاثنين على عقد محادثات دولية حول "الامن والاستقرار" في المنطقتين الانفصاليتين اعتبارا من 15تشرين الاول/اكتوبر في جنيف في اطار خطة السلام في جورجيا التي تم التفاوض بشأنها في اب/اغسطس. من جهة اخرى، طلبت جورجيا الاثنين من محكمة العدل الدولية ان تلزم روسيا بشكل عاجل ب"وقف التطهير الاتني" في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وفي المناطق الجورجية التي تحتلها، فيما اعتبرت روسيا ان المحكمة لا صلاحية لها في هذا الملف. واعتبر البروفسور جيمس كروفورد عارضا حجج تبيليسي لدى افتتاح الجلسات التي يتوقع ان تستمر حتى الاربعاء "هذه قضية التطهير الاتني بحق جورجيين وافراد اقليات اتنية اخرى على الاراضي الجورجية". وتستند تبيليسي في شكواها الى "المعاهدة الدولية حول القضاء على كل اشكال التمييز العرقي" الموقعة عام 1965.وتقدر جورجيا ب 150الفا عدد الجورجيين الاجمالي (من جميع المناطق المحتلة) الذين نزحوا منذ بدء التدخل العسكري الروسي في اوسيتيا الجنوبية في الثامن من اب/اغسطس ردا على محاولة تبيليسي استعادة السيطرة على هذه المنطقة الانفصالية. غير ان البروفسور آلان بيليه ممثل روسيا شدد على ان "الخلاف لا يندرج تحت بنود معاهدة 1965" اذ انه ليس ذا طابع اتني. وقال بيليه "ان روسيا تريد تسوية المشكلة ولكن ليس امام المحكمة" مضيفا "لا يمكن في المرحلة الراهنة سوى شطب الطلب الجورجي". ووصف ممثل موسكو امام محكمة العدل الدولية رومان كولودكين اتهامات "التطهير الاتني" التي عرضتها جورجيا صباح الاثنين على القضاء بانها "لا معنى لها" وقال "لم يكن امام روسيا من خيار سوى التدخل" في النزاع باحتلالها اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وقالت بورجالياني ان "النازحين" كانوا ضحايا "حملة اضطهاد" روسية مشيرة الى ان "حملة التمييز مستمرة". واعتبر البروفسور بايام اخافان الممثل عن تبيليسي متحدثا عن تقارير منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ان "هناك خلفية من العنف الاتني". وفي انتظار ان تبت محكمة العدل الدولية في جوهر الشكوى التي قدمتها جورجيا في 12اب/اغسطس، فقد طلبت تبيليسي من المحكمة ان تأمر موسكو بشكل عاجل بوقف "التطهير الاتني" والسماح للنازحين الذين طردوا من المنطقتين الانفصاليتين بالعودة اليهما. ويمكن للمحكمة ان تصدر قرارها بخصوص "الاجراءات التحفظية" العاجلة هذه بحلول بضعة اسابيع لكن الحكم حول جوهر القضية قد يستغرق عدة اشهر او سنوات. الى ذلك، قال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إنه سلم "دليلا قويا" إلى الاتحاد الأوروبي يثبت أن بلاده ليست هي من بدأ النزاع في جنوب القوقاز. ونقلت وسائل إعلام جورجية أمس الثلاثاء عن ساكاشفيلي تأكيده عقب اجتماعه مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في تبليسي على أن لديه دليلا على أن جورجيا كانت ترد على "غزو روسي واسع النطاق". ونسب إلى الرئيس الجورجي قوله مساء الاثنين : "نستطيع إثبات ذلك..إنه دليل قوي للغاية، وبوسعكم تحديد قيمته". وتوجه ساركوزي، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إلى العاصمة الجورجية برفقة المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، وذلك لبحث خطة انسحاب القوات الروسية من الأراضي الجورجية، والتي أجرى المسئولون الأوروبيون مباحثات مماثلة حولها في موسكو أمس الأول الاثنين. وفي التصريحات التي نقلتها عنه وسائل الإعلام الجورجية، قال ساكاشفيلي : " إنهم (الروس) من بدأها"، في إشارة للحرب في القوقاز.وأضاف بالقول: "إنهم قاموا بغزونا بشكل تقليدي يماثل ما كان يجري..في القرنين التاسع عشر والعشرين، وللأسف الشديد فإن ذلك تكرر في القرن الحادي والعشرين". ولم يقدم ساكاشفيلي أي تفاصيل بشأن الدليل الذي قدم للاتحاد الأوروبي. وبحسب الرؤية الروسية فإن الجيش الروسي لم يدخل أوسيتيا الجنوبية في الثامن من آب/أغسطس الماضي سوى عندما هاجمت جورجيا مدينة تسخينفالي عاصمة هذا الإقليم الجورجي الانفصالي. ومن جهة أخرى، رحب ساكاشفيلي بدعوة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر-شتاينماير لإجراء تحقيق دولي حول النزاع لتحديد المسؤول عنه. واتهم الرئيس الجورجي روسيا بأن لديها اتهامات "ملفقة" بشأن حدوث إبادة جماعية في أوسيتيا الجنوبية، رافضا في الوقت نفسه ما يتردد عن أنه وقع في "فخ روسي". من جانبه، اكد الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف في مقابلة مع صحيفة ال باييس الاسبانية الثلاثاء ان ساكاشفيلي شن عملية عسكرية على اوسيتيا الجنوبية ادت الى اجتياح روسي لبلاده، عملا بنصيحة الولاياتالمتحدة وبعض دول الاتحاد الاوروبي. وردا على سؤال حول ما اذا كان ساكاشفيلي اتخذ قرارا منفردا بشن الحملة العسكرية على اوسيتيا الجنوبية، اجاب عراب "البيريسترويكا" "بالطبع لا". وعند سؤاله حول مستشاري ساكاشفيلي اجاب ساخرا "في حال لا تعلمون، ساخبركم: الولاياتالمتحدة. وايضا بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي" بلا تسميتها. وكان غورباتشيف صرح في 18اب/اغسطس "هل كان الغرب مطلعا على خطط ساكاشفيلي؟ هذا السؤال الخطير لم يجد اجابة بعد".