سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سعود: القضية المركزية والانتماء العربي باتا على المحك في ظل انقسامات داخلية وتدخلات خارجية أبو مازن قدم عرضاً شاملاً لتطورات القضية الفلسطينية لمجلس الجامعة العربية
استأنف وزراء الخارجية العرب مساء أمس اجتماعات دورتهم 130برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وبحضور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن". واستكمل الوزراء العرب مناقشة تطورات القضية الفلسطينية وما وصلت إليه من ترد بسبب الانقسام الفلسطيني الفلسطيني الذي يضر بالقضية ضرراً بليغاً. كما قدم الرئيس الفلسطيني عرضاً شاماً لتطورات القضية الفلسطينية وما وصلت إليه المفاوضات الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي التي لم تسفر عن إحراز اختراق أو تقدم. وكانت الدورة 130لمجلس الجامعة بدأت في وقت سابق أمس برئاسة الأمير سعود الفيصل الذي تسلم رئاسة الدورة خلفاً لمعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي محمود علي يوسف وبمشاركة وزراء خارجية 19دولة عربية وبحضور معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل كلمة أكد فيها على مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة تجاه دعم كافة القضايا العربية. وقال سموه أن التحديات والمخاطر التي نواجهها اليوم باتت تتطلب اعتماد نهج المصارحة والمكاشفة فيما بيننا فالقضية العربية المركزية بل والانتماء العربي والهوية العربية باتت كلها على المحك في ظل انقسامات داخلية وبينية خطيرة في العالم العربي من جهة وتدخلات إقليمية ودولية تستهدف بسط نفوذها وهيمنتها وخدمة مصالحها على حساب العروبة والعرب من جهة ثانية .. مشيرا سموه إلى أن الهدف هنا ليس إثارة الحساسيات أو تبادل الإتهامات بل السعي المخلص إلى رص الصفوف وتوحيد الرؤى وتنسيق السياسات. وأوضح سموه أن في مقدمة التحديات التي نواجهها ما تشهده الجبهة الفلسطينية من تفكك وانقسام وصلا إلى حد الاقتتال وإراقة الدماء وأن هذا الوضع يهدد بكل جدية تصفية القضية الفلسطينية من أساسها وتحويلها من كونها قضية شعب يرزح تحت احتلال غاشم إلى نموذج متقدم من تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهو نموذج ينذرنا بقابليته للتعميم والانتشار ما لم نتحمل جميعاً مسئولياتنا ونغير مجتمعين من واقعنا. وأكد سمو وزير الخارجية في كلمته أن العالم العربي بادر إلى محاولة رأب الصدع وتجاوز الانقسام فيما بين الأشقاء الفلسطينيين وتعددت المبادرات والجهود الصادقة في هذا الشأن من رحاب بيت الله الحرام في مكةالمكرمة إلى رحاب صنعاء العروبة إلى رحاب القاهرة التي تحتضن مقر الجامعة العربية بيد أن هذه المبادرات لم تنجح حتى الآن لأن المصالح الخاصة والتدخلات الإقليمية والدولية المغذية للانقسام والمشجعة عليه تغلبت مع الأسف على المصالحة الوطنية الفلسطينية العليا. ومضى بقوله إذا كنا متفقين على خطورة العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني فإن الاقتتال بين الفلسطينيين لا يقل خطورة وبالتالي آن الأوان لأن تتخذ الدول العربية موقفا صلبا وحازما ممن يريق الدم الفلسطيني ويعمق الانقسام الفلسطيني ولا يطبق ما اتفق عليه فيما بين الفلسطينيين. ورأى سمو الأمير سعود الفيصل أن قرارات القمم العربية بخصوص مبادرة السلام العربية تعبر خير تعبير عن ضرورة إنتهاج إستراتيجية عربية موحدة وأولى الأولويات أن يتحقق ذلك داخل البيت الفلسطيني، وهو ما يتطلب ألا يكون هناك سوى سلطة فلسطينية واحدة وحكومة واحدة تتبعها جميع قوات الجيش والأمن وتملك رؤية واحدة لكيفية استعادة حقوق الشعب الفلسطيني. وأشار سموه إلى أنه سبق للجامعة العربية أن اتخدت قرارات واضحة بخصوص إعادة الأمور إلى نصابها داخل البيت الفلسطيني، وكلف مجلس وزراء الخارجية معالي الأمين العام بمتابعة هذا الموضوع الهام، كما أن مصر تقوم بجهد مميز في هذا الخصوص مما يحفزنا على الجمع والمواءمة بين هذه الجهود الأخيرة بقرار يصدر من المجلس الوزراي بحيث تنشأ آلية مشتركة مستندة إلى حصيلة المبادرات والاتفاقات السابقة لتتابع بكل جدية الحوار الفلسطيني وتضع الأشقاء الفلسطينيين أمام مسئولياتهم ومن ثم يتم تحديد من يمتنع عن الالتزام والتطبيق الفعلي لما يتفق عليه. وقال سموه "إنه في ظل هذه الوضع تتمادى إسرائيل في سياساتها العدوانية وتهربها من استحقاقات عملية السلام وتكثف بناء المستوطنات سعياً منها إلى تغيير الوضع على الأرض وإفراغ المفاوضات من مضمونها وجدواها واستشعارا من المملكة العربية السعودية لخطورة هذه الممارسات فقد تقدمت وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بمشروع قرار تقدمه المجموعة العربية في نيويورك إلى مجلس الأمن ولعله من المناسب أن يتداول مجلس الوزراء العرب موضوع تقدم المجموعة العربية بطلب عقد اجتماع وزاري لمجلس الأمن لبحث قضية المستوطنات ". ورحب الأمير سعود الفيصل بما شهده العراق خلال الفترة الماضية من تطورات أمنية إيجابية في مواجهة الإرهاب والميليشيات وتنامي قدرات المؤسسات العسكرية الوطنية التى بدأت تتسلم مسئولية الأمن في مناطق العراق ومؤشرات حراك سياسي نأمل أن يتطور ويتوسع في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين جميع أبناء الشعب العراقي، هذا الشعب الذي بات من الواضح تمسكه بوحدة العراق ورفضه لممارسات العنف والتخريب والفتنة بين أبناء الوطن العراقي الواحد. وجدد سموه تأكيده أهمية الامتناع عن التدخل فى شئون العراق الداخلية معرباً عن بالغ القلق تجاه تواتر الأنباء التي تشير إلى استمرار تقديم بعض الدول الدعم المادي والعسكري لبعض المليشيات في انتهاك واضح لسيادة العراق محاولة مرفوضة لبسط النفوذ والهيمنة على أجزاء منه. كما رحب سموه مجدداً باتفاق الدوحة بين القيادات اللبنانية برعاية سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجهد مميز من الجامعة العربية ومعالي أمينها العام مباركا انتخاب فخامة الرئيس ميشال سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية للبنان مع الأمل أن تطوى صفحة استخدام السلاح بين اللبنانيين وأن تتسارع الجهود لعقد حوار وطني شامل وأن تكلل جهود الحكومة اللبنانية لبسط سلطتها على كافة الأراضى اللبنانية بالنجاح. وبارك سموه اتفاق لبنان وسوريا على تبادل التمثيل الدبلوماسي وترسيم الحدود وتصحيح العلاقات فيما بينهما مؤكدا دعم قرار مجلس الأمن رقم 1757وقرار مجلس الأمن رقم 1701وعلى الدعوة لانسحاب إسرائيلي عاجل من منطقة مزارع شبعا التي تقر إسرائيل ذاتها بأنها منطقة محتلة . وأعرب سمو وزير الخارجية ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية عن اعتقاده بأن المعالجة الفعالة لمشكلة انتشار أسلحة الدمار الشامل تتطلب التخلي عن ازدواجية المعايير مؤكداً على أهمية خلو منطقة الشرق الأوسط برمتها بما فيها منطقة الخليج من الأسلحة النووية وقال: "إسرائيل هي الدولة الوحيدة فى المنطقة مدججة بكل أنواع أسلحة الدمار الشامل التي لاتخضع مطلقا لأي شكل من أشكال الرقابة ". وأعرب سموه عن تأييد حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية والأخذ بكل جدية تعهدات إيران بالاحترام الكامل والدقيق لالتزاماتها بشأن منع انتشار أسلحة الدمار الشامل والأمل في أن يظهر هذا الالتزام عملياً بما يكفل تحقيق نهاية سلمية وسريعة لمشكلة البرنامج النووي الإيراني على نحو يجنب المنطقة صراعات مدمرة وسباقات تسلح عبثية ومخاطر بيئية جدية . وأكد سمو الأمير سعود الفيصل أن العالم العربي لا يضمر للجارة إيران سوى الخير والرغبة بالتعاون وحسن الجوار ومن المتوقع أن تبادله إيران نفس النوايا بحيث لا نجعل منطقتنا مسرحا لصراعات ومساومات الآخرين . وجدد التأييد المطلق لحق دولة الإمارات العربية المتحدة فى استعادة جزرها المحتلة عبر الوسائل السلمية معربا عن أمله في أن تستجيب إيران بشكل عاجل لهذه الدعوة. وقال سموه "إن من أبرز المخاطر التي تواجهها أمتنا العربية محاولات استغلال التنوع الثقافي والديني والمذهبي لبث الفرقة والانقسام وتهديد الوحدة الوطنية لبعض الدول وهو ما يتطلب منا جميعاً مضاعفة الجهد لترسيخ العمل العربي المشترك والمسارعة إلى استكمال بحث وإقرار إستراتيجية الأمن القومي العربي ومن ثم الالتزام الكامل والدقيق بها ". وأضاف سموه قائلاً: "إذا كان التحلي بأعلى درجات الحكمة من شأنه تفويت الفرصة على الجهات الساعية لإثارة الفتن الداخلية فإننا نبارك جهود معالي الأمين العام لتنفيذ قرار مجلس الجامعة في جلسته الطارئة السابقة بشأن حزمة الحل لموضوع السودان الشقيق مع المحكمة الجنائية الدولية خاصة في ظل المواقف الإيجابية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الاتحاد الإفريقي". وجدد الدعوة إلى جميع الفرقاء في الصومال لتغليب المصلحة الوطنية وإنهاء دوامة العنف والصراع والتوصل لتوافق شامل يعيد الأمن والاستقرار للصومال الشقيق. وأعرب سمو وزير الخارجية عن ترحيبه باستضافة دولة الكويت للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والأجتماعة التي ستعقد مطلع العام القادم وباستضافة دولة قطر للقمة العربية الأمريكية اللاتينية في الخريف القادم مجدداً الدعوة لحضور المنتدى العربي الياباني السادس في الرياض مطلع نوفمبر القادم. وقدم سموه تعازيه الحارة إلى الأشقاء في مصر في ضحايا حادث جبل المقطم الأليم داعياً الله العلي العظيم أن يتغمد برحمته المتوفين وأن يشفي المصابين في الحادث. كما أشاد سمو الأمير سعود الفيصل بالجهود التي بذلها معالي وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف لرئاسته الدورة السابقة وأزجى الشكر لمعالي الأمين العام للجامعة العربية. كلمة عمرو موسى من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمته أن الشهور الستة الماضية شهدت ديناميكية وحركة كبيرة في المنطقة العربية فرضت تعبئة الجهود والإحاطة بتداعياتها بهدف الحد من تأثيراتها السلبية على المنطقة. وقال موسى إنه ومنذ قمة دمشق تمكنا من خلال تحرك دبلوماسي عربي مكثف من التوصل لاتفاق الدوحة الذي ينهي أزمة لبنان .. معرباً عن أمله في استكمال تنفيذ الاتفاق وعدم تعرض الأوضاع في لبنان لانتكاسة جديدة. وفي الشأن السوداني أكد موسى في تقريره الذي استعرضه أمام وزراء الخارجية العرب أن الدول العربية تعاملت بنفس الاهتمام مع تطورات أزمته حيث إنه تم بلورة موقف عربي لمواجهة التحديات الناجمة عن إصدار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرة بطلب توقيف في حق الرئيس السوداني. وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أنه رغم خطورة هذا الإجراء فإنه بالإمكان إيجاد مخرج لهذه الأزمة وذلك بالتنسيق مع حكومة السودان والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية على أساس الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حكومة السودان بشأن حزمة الحل. وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن النزاع العربي الإسرائيلي وفي صلبه القضية الفلسطينية يشكل التحدي الأكبر أمام الدبلوماسية العربية حيث تشهد عملية السلام والمنطقة مظاهرات دبلوماسية وإعلامية واسعة من خلال تقاطر الوفود الأجنبية والمبعوثين عليها الآن .. مشيرا إلى أن كل الشواهد تؤكد عدم وجود اختراق أو تقدم في المفاوضات حيث لا تزال إسرائيل تواصل تنفيذ مخططاتها الاستيطانية. ولفت موسى إلى أن الاستيطان وتزايد وتيرته يدق جرس إنذار للجميع بفشل عملية السلام .. منوها بأن التشرذم والصدام والاقتتال الفلسطيني ليس أقل خطورة من الاستيطان الإسرائيلي في تداعياته على القضية الفلسطينية. وعبر الأمين العام للجامعة العربية في كلمته عن دعم الجامعة العربية لجهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية .. مشدداً على أهمية عدم استمرار هذه الجهود إلى وقت طويل وحسمها في سقف زمني محدود. كلمة وزير خارجية جيبوتي وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بدولة جيبوتي رئيس الدورة السابقة محمود علي يوسف قد ألقى كلمة في بداية الاجتماعات سلم خلالها رئاسة الدورة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وقدم فيها تقريراً ملخصا بأهم القضايا التي تمت مناقشتها في الشهور الستة الماضية خلال فترة رئاسته لمجلس الجامعة العربية. وأوضح في تقريره أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا شهدت العديد من المشكلات وكان الوضع في لبنان نموذجا جيدا لكيفية حل الخلافات العربية العربية تحت المظلة العربية مشيرا إلى أن الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية محل اهتمام مجلس وزراء الخارجية العرب وتم التوافق حول حزمة الحل التي قبلتها حكومة السودان. الأمير سعود يقيم حفل افطار للوزراء إلى ذلك أقام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب في دورته 130المنعقدة حاليا بالقاهرة مساء امس حفل إفطار بمقر إقامة معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية هشام محيي الدين ناظر تكريما لأصحاب المعالي الوزراء العرب المشاركين في أعمال الدورة. وحضر الحفل فخامة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ومعالي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وعدد من كبار المسؤولين والسفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية. كما حضر الحفل صاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد عبد العزيز قطان والوفد المرافق لسمو الأمير سعود الفيصل.