اليابان من الدول التي تتراجع فيها نسبة الولادات باطّراد ؛ فبجانب روسيا وإيطاليا وأسبانيا والسويد بدأت أعداد العجائز تزيد على أعداد الشباب، والاموات عن أعداد المواليد الجدد (ووصل قبل ستة أعوام حد ان من تجاوزوا الخامسة والستين في اليابان تفوقوا على من تقل أعمارهم عن الرابعة عشرة)!! ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تسبب خروج المرأة اليابانية للعمل الى عزوفها عن الإنجاب حتى وصلت نسبة الولادات الحالية الى (1.2) طفل لكل امرأة - بمعنى أن كل زوجين يعوضان المجتمع بذرية هي أقل حتى من أن تحقق حتى التوازن بين نسبة الأموات والأحياء.. وما زاد الطين بلة أن اليابان تتمتع بأعلى متوسط لعمر الفرد ( 86عاماً للمرأة و 83عاماً للرجل) وفي نفس الوقت هي صاحبة أقل معدل لوفيات الأطفال 4.5حالات بين كل 1000مولود (وهذا يعني أن اليابانيين أقل الشعوب تناسلاً وأكثرهم تمسكاً بالحياة الأمر الذي سيحولهم إلى مجتمع مهدد بالانقراض خلال قرن من الزمان)! ووضع اليابانيين مجرد نموذج لحالة من الانقراض والشيخوخة تمر بها الدول الصناعية عموماً؛ ففي ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا مثلا ينخفض عدد السكان بالتدريج نتيجة لانخفاض معدل الولادات فيها ( 1.3طفل لكل امرأة) في حين أن نسبة الوفيات تستمر على نفس الوتيرة. وقد أدى هذا الأمر إلى انخفاض عدد سكان ألمانيا خلال عام واحد (1993) بتسعة وستين ألف شخص وإيطاليا بثلاثة آلاف وستمائة شخص وأسبانيا بأربعة آلاف تقريباً!! أما في روسيا فقد كشفت "سياسة الانفتاح" أن عدد الروس ينخفض خلال العام الواحد بثلاثة أرباع المليون نسمة.. وهذا الرقم الرهيب سببه تردي مستوى الرعاية الصحية بحيث تراجع متوسط عمر الذكور إلى 59سنة والإناث إلى 72سنة وارتفعت معدلات الوفيات 18% في حين لم تعد النساء تفكر بالإنجاب بتاتاً (... ويقال إن من أهم أسباب حل الاتحاد السوفياتى السابق ان المسلمين كانوا سيشكلون بمعدل تناسلهم الكبير النسبة الغالبية في الاتحاد قبل نهاية الربع الاول من القرن الحالي)!! ... وحتى إذا استثنينا الأمم الصناعية الكبيرة نجد (حسب تقرير لمعهد مراقبة العالم) أن هناك 5000مجموعة بشرية مهددة بالانقراض يبلغ مجموعها 300مليون نسمة ( تتوزع في 70دولة حول العالم).. ومن هذه الشعوب هنود كندا وشمال أمريكا، والأروميون (سكان استراليا السود) والبشميون (جنس فريد يعيش في جنوب أفريقيا) والمنغوليون، والطوارق، وشعوب الغابات البدائية في ماليزيا والفليبين وقبائل الأقزام الشرقيين (الذين لم يتبق منهم غير 70شخصا يعيشون في أوغندا وزائير)... ومن الشعوب التي انقرضت بالفعل شعب الأيكس في أوغندا (الذي اختفى منذ السبعينيات) والسوماريو، والبيبور، والكواكي والأتمبل (في غينيا الجديدة)!! ... المؤسف فعلا أن عمليات التطهير العرقي (وعدم إنقاذ هذه الشعوب) تسير على نفس الوتيرة الاستعمارية القديمة دون أن تثير اهتمام أحد ؛ فمن بين 105صدامات مسلحة تمت في العام الماضي كان هناك 74عدواناً على أقليات عرقية صغيرة بقصد إبادتها أو ترحيلها لمجرد انتمائها لخلفيات تاريخية أو دينية مختلفة...!!