برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والرئيس الفخري لمؤسسي جمعية الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة تنطلق بعد غد (الثلاثاء) في جدة فعاليات اجتماع الجمعية العمومية لجمعية الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة واللقاء الرابع للمؤسسين، ويحضر اللقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ومؤسس الجمعية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وأصحاب السمو الأمراء والوزراء، والأعضاء المؤسسون للجمعية. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة الاستراتيجية المقبلة للجمعية، واستعراض الميزانية، ومناقشتها، كما سيشهد توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة، وإطلاق عدد من المبادرات التي ستشكل نقلة مهمة في عمل الجمعية وفي مجال أبحاث الإعاقة. ويتبنى مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة التابع للجمعية العديد من المشروعات والبرامج العلمية التي تهدف إلى الحد من الإعاقة والوقاية منها، إضافة إلى الإسهام في تكوين قاعدة معلوماتية عن الإعاقات ومسبباتها وكيفية التصدي لها في المملكة العربية السعودية. ومن الدراسات المهمة التي يدعمها المركز في هذا الصدد، بحث "التشخيص الوراثي قبل الغرس من أجل الوقاية من الأمراض الوراثية"، ويتكون فريق العمل فيه من ستة أطباء ومتخصصين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وتم البدء فيه عام 2003م، وهو بذلك يعد من أول المراكز والجهات العلمية التي طبقت هذه النوعية من العلاج في المملكة. ويهدف البحث إلى معرفة أفضل السبل لإجراء تشخيص وراثي قبل غرس النطفة في جدار الرحم لستة أمراض وراثية شائعة في المملكة، قد تؤدي إلى الإعاقة، وبعضها قاتل ولا علاج له. كما يهدف إلى المساعدة على التعرف على كافة الطفرات الوراثية في تطبيق برنامج فعال للكشف قبل الزواج الذي يعتبر برنامجاً مكملاً لمبدأ الأمراض الوراثية. وقد أسهم المشروع حتى الآن في إنقاذ ما يزيد على (33) طفلاً من الإعاقة لأسر عندها أكثر من طفل معوق، وتم تحويل هذا البحث إلى خدمة تشخيصية تقنية تقدم لعدد من العائلات التي يحدد الأطباء احتياجهم لمثل هذه الطرق التشخيصية المتقدمة، وحتى الآن تمت معاينة حالات متعددة. وينطلق مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في دعم هذا البحث من نقطة رئيسة مفادها أن التشخيص الوراثي قبل الغرس وتشخيص احتمال وراثة الأجنة للأمراض الوراثية قبل الحمل، أصبحا عاملين مهمين في الحد من انتشار الأمراض الوراثية، حيث أعطى هذا التشخيص أملا جديدا للراغبين في بناء عائلة سليمة ولم يكن باستطاعتهم ذلك من قبل، نظرا إلى حملهم صفات بعض الأمراض الوراثية العظمى أو لتقدم الأم في السن. وتؤكد الدراسات العلمية أنه أصبح بالإمكان الآن تشخيص معظم الاعتلالات الوراثية، إضافة إلى الاعتلالات الصبغية مثل: متلازمة داون قبل الحمل، وتفادي الحاجة إلى الإجهاض بعد التشخيص أثناء الحمل. ويمكن إجراء التشخيص الوراثي قبل الغرس كمبدأ لأية حالة وراثية تتوافر عنها معلومات كافية. ويذكر أن تقنية التشخيص الوراثي قبل الغرس تم تطويرها، لتحل محل تشخيص ما قبل الحمل للأزواج المعرضين للأمراض الوراثية. وينظر إلى هذا البحث على أنه سيرفع من فعالية برنامج مسح المواليد، ويزيد الخبرة المكتسبة في إجراء التشخيص الوراثي قبل الغرس على أمراض وراثية أخرى بعد فترة العامين الأولين. ويشارك في هذا البحث مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وتم إجراء فحوصات على آلاف الحالات في غالبية مستشفيات المملكة. يذكر أنه يوجد حاليا أكثر من 40مركزاً للتشخيص الوراثي قبل الغرس في 17دولة، وكان مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة من المراكز الرائدة في المنطقة في التصدي لهذه المشكلة، كما أن قائمة الأمراض التي يمكن إجراء التشخيص الوراثي قبل الغرس لها تتوسع بشكل يومي سريع. ومن الأسباب التي دفعت إلى القيام بهذا البحث أن معظم هذه الأمراض الوراثية تنتشر في البلدان التي يكثر فيها زواج الأقارب مثل المملكة، مما أدى إلى زيادة الاختلاف في الطفرات الوراثية في المملكة عنها في بقية الدول الأخرى.