كتب الأستاذ راشد محمد الفوزان يوم الاحد 1429/8/30ه الموافق 2008/8/31م مقالا بعنوان "من يحدثنا عن الفقر لدينا"... وكعادة الأستاذ الفوزان يكتب في مواضيع تهم مجتمعنا وتمس مباشرة مصالحنا ومشاكلنا ويكفي أن أشير هنا إلى بعض المواضيع التي كتب فيها مقالات لا مقالاً واحداً يمس مشاكل هذا الوطن ففي مقال سابق له قبل أشهر بعنوان لماذا نعيش دائماً في أزمات؟ على ما اذكر كان هذا العنوان إذا ما خانتي الذاكرة عدد فيها أكثر من عشرين أزمة يعيشها الوطن والمواطن.. بدءاً من البطالة وأزمة الطحين ومشاكل الصرف الصحي و..... و..... وسوق الأسهم وعلاوات الاصدار التي اقرت لاثراء الاثرياء..!! ولكن لسوء الحظ لا أحد يرد عليه ولا احد يناقشه فيما يطرحه!! واليوم وفي مجال الفقر والفقراء الكل يتحدث عن ذلك في مجالسهم وبين النخب من أهل الفكر والمال.. يتحدثون عن الاستراتيجية العامة للفقر وعن الميزانيات في أحاديث طويلة ومناقشات تصل إلى حد التندر في هذه الاستراتيجيات والميزانيات. الفقراء يزدادون عدداً في جميع مناطق المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ولازالت الدراسات الاستراتيجية لم تر النور بعد.. من منكم قرأ تقريراَ عن هذه الدراسات الاستراتيجية مع انه مضى وقت ليس بقصير على تشكيل هذه اللجنة (لجنة استراتيجية الفقر) فكان الملك المفدى بزيارته المفاجئة والأبوية لعدد كبير من الفقراء في بيوتهم في جنوب العاصمة الرياض مثالا للاهتمام الأبوي بابنائه ومثالاً للحرص الدائم من القيادة بهذه الفئة من أبناء الوطن لكن للاسف أن هذا الحرص الشديد لم يلق من الجهات المعنية بالتنفيذ مثل هذا الحرص بل ضاع ذلك بين الدراسات والأبحاث والاستراتيجيات!! إلى متى تبقى رعاية هذه الفئة بين الدراسات والملفات!؟؟ هذا الوطن بما حباه الله من ثروة طائلة وقيادة حكيمة قادرة بكل تأكيد أن تقضي على الفقران لم تستأصله!! من الفقراء الذين يعانون كثيراً المتقاعدون مدنيين وعسكريين وموظفي القطاع الخاص الذين يتقاضون الحد الادنى من المعاش التقاعدي.. ولا أحد يعرف عددهم وممن يتقاضون الحد الادنى من الضمان الاجتماعي وعدددهم غير معروف!! ناهيك عن الذين لا تقاعد لهم ولا ضماناً اجتماعياً لهم أيضاً!! لماذا الاهتمام والاعتمادات المالية الكبيرة لتحسين مدننا وشوارعنا ولا نهتم بإنساننا الذي يعاني في الحصول على لقمة عيش كريمة في بلد كريم شمل كرمه الآخرين في أقاصي الدنيا؟ ماذا لو عملت وزارة الشؤون الاجتماعية دراسة عاجلة لتحديث مناطق الفقر في مدن وقرى وهجر المملكة ووضعت حلولً عاجلة لهذه الفئة من مواطنينا كحالة طوارئ أليس ذلك أجدى من الانتظار للانتهاء من الدراسات الاستراتيجية وبعد الانتهاء من وضع الدراسة الاستراتيجية للفقر تأخذ طريقها ان صح أن هناك استراتيجية للفقر!!. إن القضاء على الفقر وتحقيق العدل والمساواة بين مواطنينا أمر يحتمه ديننا الحنيف والا لماذا فرضت الزكاة على القادرين؟! شخص غيور واحد في بنغلاديش استطاع بجهد بسيط ومال بسيط أن يؤسس بنكاً للفقراء واستطاع أن ينقذ اعداداً كبيرة من أبناء وطنه من الفاقه!! عجباً شخص واحد يخطط وينجح في تخطيطه وفقراؤنا لازالوا ينتظرون الوصول إلى استراتيجية مكافحة الفقر!! هذا الوطن الغني بثرواته وقدراته البشرية وقيادته الحكيمة يقف عاجزاً عن وضع خطة طوارئ لمحاربة الفقر لا لمكافحته!! الأمر يقتضي اولاً عملاً فورياً بشكل مساعدات مالية ومادية على الأقل في المناسبات والأعياد لا كصدقات بل كمخصصات ثابتة حتى تتضح صورة استراتيجية الفقر ثانيا!! والحديث عن الفقر والفقراء يا راشد كثير وفي كل المجالس ولكن الكل في انتظار الدراسات والاستراتيجيات وسيبقى الفقراء يعانون حتى تظهر النتائج.. والله المستعان.