أعلن الكاتب الكولومبي الشهير الحائز على جائزة نوبل في الأدب جابرييل جارثيا ماركيز أنه يعاني "مثل الكلب" من الكتابة الصحفية الرديئة، وذلك في مثل هذه الأوقات التي تخضع فيها الصحافة لسيطرة وهيمنة الشركات الكبرى. وأدلى ماركيز بهذه التصريحات في مدينة مونتيري المكسيكية، خلال حفل تقديم جوائز الصحافة التي تمنحها مجموعة شركات سيميكس العملاقة، باسم الصحافة الجديدة في أيبيرو أمريكا، والتي يرأسها الأديب الكبير وفاز بها الصحفي والمذيع الأسباني إينياكي جابيلوندو. وتابع ماركيز حديثه الذي نشرته جريدة "الباييس" الأسبانية قائلا: "الصحافة تجري في دمائي، فهي المهنة الأكثر روعة"، وأوضح صاحب (مائة عام من العزلة) "أستيقظ كل يوم صباحا، وأقرأ الجرائد لأرى هل يقولون شيئا جيدا أم شيئا سيئا، فكل صباح الأمر كالمأساة، وأنا أعاني مثل كلب، وذلك باستثناء بعض التحقيقات التي أجدها مثل الجواهر النادرة". وانتقد ماركيز السرعة التي يعمل بها الصحفيون في الوقت الحالي مؤكدا : "يبدو أنه لا وقت لديهم.. الصحافة الحقيقية تصدر من روح الصحفي، فالباقي عمل الماكينات، وربما الصحافة التقليدية كانت أفضل لأنها كانت أكثر بطئا وتتيح للصحفي العمل بهدوء وإتقان". وقد تسلم الجائزة في دورتها الأولى الصحفي الأسباني إينياكي جابيلوندو، وهو يعمل في مجال الأخبار بالإذاعة والتلفزيون الأسباني،. وأشار منسق الجائزة فلابيو بارجاس أنه استحق الجائزة عن جدارة، نظرا لمسيرته الحافلة بالعطاء، والعمل المتميز، بالرغم مما يتعرض له الصحفيون في الوقت الحالي من ضغوط. وبدوره أشار جابيلوندو، "أن يرأس الجائزة جابرييل جارثيا ماركيز، فهذا يمثل لي شرفا عظيما،.. فهو يعد حدثا تاريخيا خلال مسيرتي المهنية". وواصل المذيع الأسباني اللامع حديثه "الصحفيون في الوقت الحالي كأنهم منومون مغناطيسيا، وذلك بسبب السياسة، والممولين للبرامج الاستعراضية والرياضية، وكل ذلك مع غياب البرامج ذات الأهداف الإنسانية التي تختفي يوما بعد يوم في الوقت الراهن".