أكد حامد الخرجي الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" أن الشركة أنفقت الكثير من الأموال للحفاظ على منسوبيها نظرا للمنافسة الحادة في قطاع الاتصالات في السوق السعودية ودخول مزيد من المشغلين، مفيدا بأن الشركة تتكفل بنصف تكاليف الدراسة الجامعية وما فوقها لموظفيها بالإضافة إلى 120مقعداً سنويا لتطوير وإنتاج القادة في الشركة، فضلا عن برامج أخرى متعددة يتم تقديمها للموظفين. "الرياض" كان لها هذا الحديث الموسع مع حامد الخرجي الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في "موبايلي"، وهذا نصه: @ "الرياض": هل تعتقدون أنكم حققتم النجاح الذي تنشدونه؟ وكيف كانت بداياتكم في ظل المنافسة التي يشهدها سوق الاتصالات؟ - الخرجي: عندما بدأت موبايلي عملها في السعودية كانت تدرك تماماً ما يجب أن تفعله، فهي تعرف أنها ستنافس شركة عملاقة كالاتصالات السعودية، لكنها تعرف أيضاً أن السوق السعودية تحتاج إلى موبايلي وتتعطش إلى فلسفة موبايلي وخططها الجريئة ولذا اقتحمنا السوق بكل ثقة واقتدار ونجحنا والحمد لله. فعلى صعيد الموارد البشرية خططت موبايلي لاستيعاب المواهب والقدرات الشبابية السعودية واستقطاب الخبرات المؤهلة والمدربة سواء من داخل المملكة أو خارجها. وهكذا سرنا في طريقين نستوعب الشباب السعودي الطموح وندربه ونؤهله، ونستقطب الخبرات ونسلمها أولئك الشباب الطموح ليصقلوا على أيديهم، حتى تمكنا من حيازة وتوظيف نخبة متميزة من الطاقات البشرية. والآن استطيع أن أؤكد لك أننا حققنا ما نصبو إليه، فالنجاح يقف خلفه البشر، ونحن نفخر بان موظفينا هم سبب نجاحنا، إنهم الثروة الحقيقية لنا، وسنعمل معاً نحن وهم لتنمية هذه الثروة والمحافظة عليها. @ "الرياض": ذكرتم فلسفة موبايلي، هل لكم أن تعطونا ملامح من هذه الفلسفة؟ وبعض التطبيقات العملية التي قامت بها الشركة؟ - الخرجي: نحن باختصار جزء من المجتمع، وننتمي إلى عالم أصبح بفعل تقنيات الاتصال قرية كونية كما يقال، ونحن كأبناء لهذه الأرض نملك فلسفة حقيقية للتعامل مع الإنسان وإطلاق طاقاته وتوظيفها بشكل صحيح، نملك حقائق منبعها ديننا الإسلامي وقيم مجتمعنا العربي الأصيل، وهكذا انطلقت فلسفتنا، مزجنا خبراتنا العصرية بأصالتنا الحقيقية، فصغنا قيمنا الست: الشفافية والاحترام والحماس والمبادرة والمعاصرة والنجاح. وعملنا على تطبيقها في ممارسات وقرارات ولم نبقها شعارا دون تطبيق. طلبنا من موظفينا تقييم "موبايلي"، وكمثال لتطبيق قيمنا في موبايلي قمنا بإجراء استطلاع لقياس آراء الموظفين عن بيئة عملهم وعن مديريهم وقيادتهم في موبايلي، ولضمان الوصول إلى نتائج دقيقة ومحايدة تعاقدنا مع جهة استشارية خارجية عالمية متخصصة في مثل هذه الدراسات للقيام بالدراسة وتحليلها، وسبق إجراء الاستطلاع خطة إعداد طويلة شملت مقابلات مع أعضاء الإدارة العليا من قبل الجهة الاستشارية، وكذلك لقاءات متعددة مع عينة مختارة عشوائيا من الموظفين على اختلاف وظائفهم. وتم تنفيذ الدراسة وأعلنت نتائجها بكل شفافية للموظفين، بل إننا قمنا بوضع خطط جديدة وأعدنا صياغة البعض الآخر بناء على آراء الموظفين وملاحظاتهم التي ظهرت في الاستبيان. @ "الرياض": دخول شركة زين كمنافس ثان لكم هل يقلقكم بمعنى الخشية من تسرب بعض الموظفين الفاعلين إليها؟ - الخرجي: أولا أحب أن أرحب بالزميلة "زين"، ودخولها كمنافس في السوق السعودي هو لمصلحة السوق، ولا يزال السوق السعودي قادراً على استيعاب المزيد من الشركات، فهو سوق ثرٍ وكبير. كما أن دخولها سيوسع من قاعدة عدد موظفي قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وستتاح في السوق خيارات متعددة من الموظفين والوظائف، وكلما زادت الشركات العاملة في القطاع زادت فرص الاختيار سواء للموظف نفسه أو للشركات. أما بالنسبة لسؤالك فلا نخشى في موبايلي من الانتقالات، فهذا سوق احترافي والانتقال من هنا إلى هناك والعكس أمر مفتوح، والشركة التي لا تمتلك بيئة تحفز الموظف على البقاء ستعاني كثيراً مما ذكرته من التسربات، لأن الإنسان بطبعه يبحث عن الأفضل. ونحن في موبايلي نفخر كثيراً بأننا نملك أفضل بيئة عمل، ونعمل باستمرار على أن نبقى كذلك. @ "الرياض": ما هي البرامج التي تقدمها موبايلي للمحافظة على موظفيها؟ - الخرجي: هناك برامج متعددة وكثيرة، وتم تنفيذها ليس فقط للمحافظة على موظفينا ولكن إيمانا منا بأن الموظف هو القيمة الحقيقية للشركة، وحين ندرك أنه كذلك نحافظ عليه، فالشيء الثمين يحافظ عليه الإنسان بطبعه. @ "الرياض": هناك من يقدم برامج التدريب كوسيلة للمحافظة على الموظف، ماذا بشأن موبايلي؟ - الخرجي: لدينا برامج تدريبية كثيرة للموظف، سواء تلك التي تساعده على القيام بمهام وظيفته الحالية أو تلك التي تنمى مهاراته وتطوره الشخصي في إطار تدرجه الوظيفي والأهداف العامة للمؤسسة، لكننا نتميز ببرامج نوعية احسب أنها سباقة ومتفردة أهمها برنامج "معا نحو مستقبل مشرق" و"برنامج تطوير القادة". ومن خلال برنامج نحو غد مشرق تتيح موبايلي لموظفيها مواصلة دراساتهم الأكاديمية سواء البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه وذلك بالالتحاق ببرامج الدراسة في جامعات معتمدة ومعترف بها، وتمول موبايلي تكلفة الدراسة 100في المائة، بواقع 50في المائة منحة منها والنصف الثاني قرض على الموظف يسدده على أقساط ميسرة من راتبه لنحفزه على الدراسة ولكي يأخذ الأمر بجدية أكثر، وقد التحق في الفصل الأول للعام الدراسي 2008/2007أكثر من 64موظفا من مختلف إدارات موبايلي. أما برنامج "تطوير القادة" فيهدف إلى فتح الباب أمام قيادات موبايلي الناشئة والحالية لتطوير مهاراتهم القيادية وتأهيلهم أكاديميا وتطبيقيا من خلال أشهر بيوت الخبرة في تأهيل القادة، وننفذه بالتنسيق مع فرانكلن كوفي الشرق الأوسط وهم متخصصون في مثل هذه البرامج، ويتم اختيار 120موظفا للانخراط في هذا البرنامج من خلال فتح المجال أمامهم للتنافس والترشح للحصول على المقعد، وفي السنة الأولى تقدم 363موظفا للتنافس على المقاعد ال 120المخصصة للبرنامج، وهذا ما أسعدنا كثيرا لأنه دل على الطموح الكبير الذي يحمله موظفونا. @ "الرياض": ماذا عن البرامج الداخلية هل هناك برامج يتم تنفيذها داخل الشركة موجهة للموظفين؟ - الخرجي: هناك الكثير من البرامج التي تقوم بتنفيذها إدارة الموارد البشرية بالتعاون والتنسيق مع الإدارات ذات العلاقة، فمثلا هناك برنامج "فكرة" الذي يطلق إبداعات وأفكار الموظفين من خلال تشجيعهم على ضخ بعض الأفكار التطويرية ومنح الأفكار الفائزة جوائز مالية كحوافز واعتراف بصلاحية الفكرة واجتهاد صاحبها، وهو ينفذ كل ثلاثة أشهر. وهناك برنامج "أبي في العمل" الذي يهدف لتنمية العلاقة بين بيئة العمل وبين أسرة الموظف، إذ يستقبل البرنامج في يوم مخصص أبناء الموظفين في مقر عمل آبائهم داخل الشركة، ويمنح الموظف فرصة لتعريف أبنائه بزملائه وبالمكان الذي يعمل فيه، كما يعطى الأطفال بعض الهدايا التشجيعية المناسبة لأعمارهم، كما أن الموظف يعفى من الدوام منتصف ذلك اليوم ليقضي بقيته مع أبنائه داخل أروقة الشركة ومرافقها. @ "الرياض": هل للموارد البشرية نظرة نحو علاقتها بالبيئة الخارجية ككليات ومعاهد الإدارة والتقنية؟ وهل هناك برامج تستهدف الشباب خارج موبايلي؟ - الخرجي: تعتز موبايلي بمبادراتها المتعددة نحو الشباب السعودي، وقد عقدت عدة اتفاقيات لرعاية الموهوبين منهم، منها الاتفاقية لرعاية المتميزين في الجامعات والمعاهد السعودية واتفاقيتها مع معهد الإدارة العامة لرعاية المتفوقين من طلابه، والاتفاقية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لرعاية الطلاب المتميزين في كل من كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض وكلية الاتصالات والإلكترونيات بجدة، وكل هذه الاتفاقيات تهدف إلى صقل مهارات الشباب وتهيئتهم لدخول سوق العمل. كما تلتزم موبايلي من خلال هذه الاتفاقيات بتقديم مكافأة شهرية للطلاب أثناء دراستهم وإعطائهم الأولوية في التدريب العملي في منشآت الشركة، إضافة إلى إتاحة الفرصة أمامهم للالتحاق بموبايلي عند تخرجهم، مع تقديم مكافأة مالية كبيرة عند توقيعهم عقد العمل مع الشركة. كما تفتح موبايلي أبوابها لتدريب طلاب الجامعات والمعاهد السعودية خلال إجازة الصيف لتتيح الفرصة أمامهم لتطبيق ما تعلموه نظريا على مقاعد الدراسة في بيئة عمل متطورة. وقد دربت من خلال برنامج التدريب التعاوني أكثر من 20طالبا من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية، وذلك بانخراطهم في عدد من إدارات الشركة وفروعها في المملكة، منها على سبيل المثال الموارد البشرية، والإدارة، والشبكة، والتقنية. @ "الرياض": ماذا بشأن توظيف السعوديين؟ وكم تبلغ نسبة السعوديين في موبايلي؟ - الخرجي: نفخر في شركة اتحاد اتصالات (موبايلي) بأننا من أكبر شركات القطاع الخاص توظيفا للشباب السعودي، حيث يشكل السعوديون أكثر من 80بالمائة من إجمالي القوى العاملة في الشركة. وقد سارت إستراتيجية السعودة لدينا وفق الخطة الحكومية بل وفاقتها بتحقيق نتائج مبهرة استحقت موبايلي على إثرها جائزة الملك عبد العزيز للسعودة. ولم يقف أمر السعودة لدينا عند هذا الحد، إنما قامت الشركة بتدريب وتأهيل هؤلاء الشباب في دورات احترافية عالية المستوى في الداخل والخارج، لتصقل قدراتهم وتنمى مواهبهم ومعارفهم، وفي كل مستوى يصلونه يتم نقلهم إلى مستويات أعلى منه وتدريبهم في مجالات متقدمة خصوصا لمن يمتلك منهم الموهبة والقدرة على المواصلة والاستمرار في ترقي سلم الأعمال والالتزامات. وقد أولت الشركة المرأة السعودية جل اهتمامها لإيمانها بأنها لا تقل أهمية ولا موهبة عن الرجل، في ظل احترام وتقدير خصوصيتها التي منحها الله إياها، وخصوصية المجتمع السعودي التي نعتز بها كثيرا، فكانت موبايلي أول شركة خاصة تخصص قطاعات إدارية بالمرأة، لها طاقمها الإداري والعامل ومرجعيتها الإدارية من المرأة نفسها. وقد حققت المرأة السعودية في موبايلي نتائج مبهرة في زمن قياسي، بل أنها في كثير من الأحيان تنافس زميلها الرجل وتتفوق عليه وليس أدل على ذلك ما نلمسه من خلال مؤشر جمع نقاط الأداء والتميز الشهرية. كما أننا في اتحاد اتصالات لا نعاني ولن نعاني بإذن الله من التزامات وواجبات السعودة، ذلك لأننا ننظر إلى الأمر نظرة طبيعية دون أحكام مسبقة، أو قوالب جامدة، فأخضعناها للتجربة وجعلنا التنافس معيارا نفاضل به بين العاملين معنا أو المتقدمين إلينا من السعوديين وغيرهم، وأضفنا إلى ذلك عنصر المبادرة في منح الشباب السعودي حديثي التخرج الفرصة لإثبات الذات والتدرب والعطاء.