تفوق الموظف عملياً وإدارياً يتضح من خلال ثقافته العملية والإدارية وتظهر ثقافته من خلال تعامله مع المراجعين وهي المعضلة التي يعاني منها المجتمع العملي منذ عصور سابقة وما يتبين من خلال بعض النتائج الواقعية من شكاوى وتذمر المراجعين عند الحاحهم وتكرارهم في مراجعة بعض الدوائر الحكومية وكيفية معاملة الموظف لأولئك المراجعين ونظرته لهم. فلو اخذ الموظف على عاتقه الفكري والثقافي الإداري سبب الحاح ذلك المراجع لعرف انه صاحب حاجة وحاجة ماسه ممكن ان تكون مصيرية بالنسبة له علماً أن الموظف كل خلفيته ان ذلك المراجع ماهو الا مجرد انسان فاضي ليس لديه ما يشغله، وقد يكون ذلك المراجع يلح على امر في حياة او موت وتعبير الحياة او الموت قد يطلق على مراجع يلح في مراجعته بسبب مصير ماله الذي قد يهدر بسبب انظمة متعقدة او اركاك في بعض مطبقين النظام من موظفين غير مبالين بحقوق او حاجات الناس، كذلك تعني كلمة حياة او موت لمريض او قريب له قد يراجع لمرات او ينتظر لحين انتهاء معاملة مريضه وقد يراه بعض الموظفين انه (عله) او (فاضي ويبي يشغلنا)! وهذا طبعاً يوضح مدى ثقافة الموظف الذي قد لا يعي ان ذلك المراجع لم يأت علة لأحد ولا اتى لأنه فاضي بل لحاجة او لإنهاء مصالحه المهمة. وجميعنا نسمع ونشاهد كثيراً من الشكاوي والتذمر والغضب من معاملة بعض الموظفين لهم حين مراجعتهم لمصالحهم وقد استشرى هذا الداء وفعلاً هو (داء) لأنه اصبح يؤلم ويضر بالمصالح، وأرى انه اصبح لزاماً علينا ان نثقف الموظف ويكون ذلك حين قبولهم للوظيفة يعمل له تقويماً بالمسمى الذي يراه المسؤولون ملائماً بحيث ان الموظف يكون لديه إلمام تام في كيفية التعامل مع المراجعين دون احساس المراجع بأنه (طرار) او (عبئ) عليهم وهذا يتطلب مجهوداً واهتماماً من جهات عدة لا يحضرني حالياً ذكرها ولكن اعتقد انها معروفة. ان اردنا بالفعل ان نقضي على كثير من المشاكل المعقدة في البيروقراطية في دوائرنا الحكومية فيجب ان نقف عند مسألة (ثقافة الموظف.. ومدى وعيه) وهي مسألة يجب النظر اليها بعين الجدية والاهتمام من قبل المسؤولين. وأخيراً نتمنى ان نرى في المستقبل القريب صورة اخرى للموظف الإنسان.. الموظف صاحب الضمير وليس صاحب شهادة افضل.