يصل بعد ظهر اليوم الأربعاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق في إطار زيارة رسمية إلى سوريا تستمر يومين وتندرج في سياق دعم العلاقات الفرنسية السورية . وكان الرئيس الفرنسي قد قال قبل أسبوع في باريس على هامش إشرافه على الاجتماع السنوي الذي تعقده وزارة الخارجية الفرنسية لدبلوماسييها في العالم إنه يراهن على خيار الحوار مع سوريا التي يرفض أن تظل "معزولة" عن الأسرة الدولية . وأضاف يقول إن المباحثات التي كان قد أجراها في باريس مع نظيره السوري بشار الأسد في شهر يوليو الماضي قد أسفرت على الأقل عن اختراقين اثنين مهمين هما إعلان السلطات السورية عزمها على إقامة علاقات دبلوماسية عادية مع لبنان وقبولها بمبدأ إشراف فرنسا في الوقت المناسب إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية على المفاوضات السورية الإسرائيلية عندما تصبح مفاوضات مباشرة. واعتبر الرئيس الفرنسي أن التقارب الفرنسي الأمريكي هو الذي دفع سوريا إلى الإعراب عن رغبتها في أن ترعى باريس وواشنطن مثل هذه المفاوضات. وقد علمت "الرياض" أن المحادثات التي سيجريها الرئيس الفرنسي مع نظيره السوري ستتناول عدة ملفات إقليمية منها مستقبل العلاقات السورية اللبنانية التي قال وزير الخارجية الفرنسي بعد زيارته الأخيرة إلى دمشق إنها ستطبع قبيل نهاية السنة. وسيبحث ساركوزي أيضا مع نظيره السوري في الدور الذي يمكن أن تضطلع به سوريا لتسهيل الحوار بين دول الاتحاد الأوروبي من جهة وإيران من جهة أخرى بشأن سبل معاجة الملف النووي الإيراني . وفيما يخص ملف المفاوضات السورية الإسرائيلية التي لاتزال غير مباشرة بإشراف تركي، فإن السلطات الفرنسية لم تؤكد حتى أمس ما أعلن عنه قبل أيام من قبل بعض المصادر عن احتمال عقد قمة رباعية في دمشق يحضرها الرئيسان الفرنسي والسوري وأمير قطر ورئيس وزراء تركيا. وستكون سبل دعم العلاقات الاقتصادية بين فرنسا وسوريا في مقدمة أولوية زيارة ساركوزي إلى سوريا. وكان ساركوزي قد التزم في شهر يوليو الماضي أمام نظيره السوري خلال زيارته إلى باريس ببذل قصارى جهده لتشجيع دول الاتحاد الأوروبي على المصادقة على اتفاق الشراكة الأوروبية السورية الذي كان قد وقع عليه بالأحرف الأولى في شهر أكتوبر عام الفين وأربعة . ولكنه لم يصادق عليه حتى الآن بسبب الجفاء الذي طبع العلاقات السورية الأوروبية منذ اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في فبراير عام ألفين وخمسة. وتجدر الملاحظة إلى أن آخر زيارة قام بها رئيس فرنسي إلى سوريا قد حصلت عام ألفين واثنين وأداها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي لايشاطر رأي سلفه في ما يخص سياسة الانفتاح الفرنسي على سوريا بسبب الشكوك التي تحوم حول هذا البلد بشأن اغتيال الحريري. من جهة أخرى ناشدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تعنى بحقوق الإنسان الرئيس الفرنسي التدخل لدى نظيره السوري للسعي إلى الإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين السوريين . وقالت إنها أرسلت مذكرة إلى ساركوزي حول وضع حقوق الإنسان في سوريا.