تقديراً من المجتمع الدولي لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ممثلة بوزارة الصحة في تبني العديد من برامج مكافحة الإعاقة البصرية؛ فقد حصلت المملكة مؤخراً على جائزة الشراكة العالمية لمكافحة العمى وجائزة الإنجاز الإقليمي، وذلك نتيجة لما تشهده المملكة من نهضة حضارية كبيرة شملت جميع المجالات، وخصوصاً القطاع الصحي والمجال الطبي اللذين كان لهما نصيب كبير من هذه النهضة، فكان مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أحد هذه الشواهد لهذه النهضة، حيث تنوعت فيه الخدمات المقدمة والعمليات الجراحية، ومازال يواصل مشوار العطاء في هذا العهد الزاهر الميمون في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله- ورعايتهم الدائمة لهذا الصرح المتميز، ومنذ إنشاء المستشفى وهو يسعى إلى تقديم خدمات رعاية تخصصية فائقة للمرضى والمراجعين باعتباره المركز المرجعي الذي يستقبل الحالات الصعبة والنادرة، وتتم إدارة شؤون المستشفى ذاتياً تحت إشراف وزارة الصحة بسعة (264) سريراً، ويستقبل المستشفى المرضى المحولين من مختلف مناطق ومحافظات المملكة في العيادات الأولية أو قسم الطوارئ، بعدها يتم إحالة من يحتاجون إلى تدخل طبي أو جراحي إلى قسم التنويم بالمستشفى. وبعون من الله وتوفيقه ثم بتضافر الجهود فإن المستشفى ومنذ بداية تشغيله يسير بخطى ثابته وفق ما خطط له ليحقق سلسلة طويلة من الإنجازات والبحوث الطبية خلال هذه السنوات الخمس والعشرين الماضية تتركز جميعها على خدمة رسالة المستشفى في مجال طب وجراحة العيون، إضافة إلى دورة الرئيسي في القيام بإجراء البحوث والدراسات والمسوحات الطبية الميدانية عن أمراض العيون المختلفة والتي يتم اكتشافها في أنحاء المملكة بهدف مكافحتها والقضاء عليها، كما يعد المستشفى مركزاً تعليمياً وتدريبياً لتأهيل وتدريب الكوادر السعودية من منسوبيه ومنسوبي القطاعات الصحية في المملكة، إضافة إلى تدريب أطباء العيون من خلال برنامج أطباء الزمالة السعودية، والتي يقدمها بالتعاون مع جامعة الملك سعود وتحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وأصبحت وحدة الإقامة القصيرة هي المستوى القياسي للرعاية الطبية التي تقدم لمرضى العيون بالمستشفى وتتماشي مع اشتراطات الجودة التي وضعتها اللجنة المشتركة لإجازة هيئات الرعاية الصحية الدولية (JCIA)، وتتكون وحدة الإقامة القصيرة من (28) سريراً، ويخطط لرفع طاقتها الاستيعابية، وقد أسهم هذا التوجه وتقنية الأجهزة الطبية الحديثة في تقليص فترة بقاء المريض في المستشفى، ويشتمل قسم الجراحة على (12) غرفة عمليات حديثة، كل الغرف مجهزة بمجهر الكتروني جراحي مثبت بالسقف يتيح عملية الاتصال التفاعلي ومزود بوسائل يمكن من خلالها نقل تغطية تلفزيونية مباشرة أو تسجيلها لأغراض التعليم والتدريب مستقبلاً. ويعتبر قسم الأبحاث من الأقسام المهمة بالمستشفى والذي أنشئ عام 1988م، ومجلس الأبحاث هو هيئة إشرافية يتكون من (12) عضواً برئاسة مدير قسم الأبحاث، ويوجد تعاون بين قسم الأبحاث بالمستشفى والعديد من الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية، ويشرف القسم على جميع الأنشطة البحثية المخبرية والميدانية لتصبح مرجعاً علمياً في مجال التعرف على الأوبئة المستوطنة بمناطق المملكة، وقد بلغ عدد الأعمال البحثية التي قدمت خلال عام 2007م (38) بحثاً فبل منها (28) بحثاً، بالإضافة إلى البحوث المتميزة التي تقدم بها أطباء المستشفى في الندوات والمؤترات العالمية داخل وخارج المملكة، مثل الندوة العلمية السنوية لطب العيون التي تقام كل عام، وقد قدمت خلال الندوة الأخيرة (اجتماع طب العيون 2008) عدة أبحاث مميزة. ويقوم قسم التعاون الطبي المشترك تحقيقاً لاهداف مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في تقديم الرعاية الصحية التخصصية في مجال أمراض وجراحة العيون في مختلف مناطق المملكة من خلال برنامج التعاون الطبي المشترك بين المستشفى والقطاعات الصحية في المملكة، وذلك من خلال الزيارات التي يقوم بها استشاريو طب وجراحة العيون في المستشفى لزيارة مناطق المملكة المختلفة ضمن زيارات مجدولة للكشف عن المرضى والحالات التي تحتاج إلى عناية تخصصية، وكذلك إجراء العمليات للحالات التي تتطلب تدخلاً جراحياً، حيث أن برنامج التعاون الطبي في المستشفى ينظم حالياً أكثر من 6برامج زيارات منتظمة ل 6مناطق مختلفة في المملكة تهدف إلى تقديم الخدمة التخصصية في مجال أمراض وجراحة العيون وذلك عن طريق: فتح عيادات مشتركة في تخصصات العيون الدقيقة حسب حاجة المنطقة، القيام بعمليات مشتركة لبعض الحالات التي تتطلبها المنطقة، إقامة ورش عمل مشتركة حسب التخصصات المطلوبة في المنطقة، زيادة دور الوعي والتثقيف الصحي في مجال أمراض العيون لدى المرضى في المنطقة وذلك عن طريق إصدار نشرات توعوية في مجال أمراض العيون، حيث يتم توزيعها على المرضى ومرتادي أقسام العيون بالمنطقة، تشجيع ودعم إقامة بحوث ميدانية مشتركة في مجال أمراض العيون. ويعتبر بنك العيون الأول من نوعه على مستوى المملكة والشرق الأوسط، يقدم خدماته للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زراعة قرنية وكذلك عمليات زراعة نسيج صلبة العين وذلك بتوفير القرنيات عبر برنامج للتبرع بالقرنيات من داخل المملكة، كذلك عن طريق الاستيراد من بنوك العيون العالمية في أمريكا وأوربا، حيث يتم حفظها وفقاً لمواصفات قياسية ومعايير طبية عالمية صارمة موضوعة من قبل المنظمة الأمريكية لبنوك العيون حيث بلغ عدد المرضى الذين تم زراعة قرنية لهم عام 2007م (587) مريضا، كذلك نجح المستشفى في عدم استيراد أي غشاء أمينوس حيث يتم تجهيزها بمعامل البنك في المستشفى، وبذلك يكون عدد المرضى الذين استفادوا من هذه العمليات (11.586) مريضاً منذ بدء العمل بالمستشفى عام 1402ه وحتى عام 1429ه أي بنهاية النصف الأول لعام 1429ه، ولدى المستشفى فريق فني طبي متخصص يقوم باستئصال القرنية من المتبرعين داخل غرف العمليات وحفظها ونقلها للمستشفى، ويرتبط البنك ارتباطاً مباشراً مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء ويستمر في عضويته الدولية مع اتحاد بنوك العيونالأمريكية والاتحاد الدولي لبنوك العيون. ويهدف قسم التعليم الطبي إلى تخريج أطباء مؤهلين ذوي كفاءات عالية تسد الاحتياجات المختلفة، ويعتبر برنامج تدريب الزمالة السعودية في طب وجراحة العيون برنامج مشترك بين مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وجامعة الملك سعود تحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومدته (4) سنوات، ويعتبر من أنجح برامج التعليم والتدريب الطبي في المملكة وبدأ العمل به منذ عام 1984م، حيث يتم منح الخريجين شهادة البورد والتي تعادل شهادة البورد الأمريكي، وقد بلغ عدد خريجي البرنامج منذ عام 1984م وحتى عام 2007م (190) طبيبا وطبيبة، كما يقدم المستشفى برنامجا للزمالة الفرعية في التخصصات الدقيقة وبدأ العمل به عام 1994م، وقد بلغ عدد خريجي البرنامج من السعوديين ودول مجلس التعاون منذ عام 1994م حتى عام 2007م (135) طبيبا وطبيبة، بالإضافة إلى عدة برامج لتخريج كوادر وطنية مؤهلة في كافة التخصصات الطبية والفنية والإدارية لسعودة الوظائف في المستشفى، كما يقوم القسم أيضاً بعقد لقاء أسبوعي كل يوم اثنين لمناقشة الحالات المرضية. ويعد قسم الجودة والنوعية من الأقسام المساندة الهامة والرئيسية بالمستشفى والذي يوفر الدعم المتواصل والخدمات الاستشارية والتوصيات لكافة أقسام المستشفى لتحقيق مفهوم الجودة النوعية الشاملة للوصول إلى ما وصلت إليه المستشفيات العالمية التي تطبق معايير الجودة في العالم، وقد التزم المستشفى منذ افتتاحه بتطبيق مواصفات اللجنة المشتركة لإجازة هيئات الرعاية الصحية الدولية (JCIA) التي تقوم بإجراء مسح ميداني وتقييم شامل لخدمات المستشفى ثم تعد تقريراً مفصلا يحتوي على ملاحظاتها وتوصياتها لتضمن استمرار المستشفى في تقديم الخدمة بجودة عالية، لذا يقوم القسم بالتنسيق وتهيئة المستشفى ليكون دائماً على استعداد لهذا المسح الميداني، وبالتالي فإن ذلك ينعكس إيجاباً بتوفير أفضل مستوى رعاية للمرضى. وقد حقق مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون سلسلة طويلة من الإنجازات خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية لا يسمح المجال لذكرها، إلا أننا نذكر هنا أهم الإنجازات التي تمت مؤخراً، وهي: الاعتراف بالمستشفى كمركز لاختبارات برنامج أخصائي تكنولوجيا طب العيون أصبح المستشفى مركزاً وطنياً لمرضى السكري - حصول قسم التعليم الطبي المستمر على ساعات معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية - تم اعتماد (30) ساعة تعليمية لمؤتمر طب العيون السعودي 2008من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. ويقوم مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بدور فعال في مكافحة العمى بالمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون المشترك مع وزارة الصحة والجمعية السعودية لطب العيون وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس الجمعية السعودية لطب العيون لتحقيق متطلبات المبادرة العالمية "الرؤية 2020الحق في الإبصار" لخفض نسبة الإعاقة البصرية. ومما يجدر ذكره أن هذه الخدمات تقدم وفقاً لمعايير دولية ومطابقة للمقاييس الطبية العالمية ومتطلبات اللجنة المشتركة لإجازة هيئات الرعاية الصحية الدولية (JCIA)، حيث حصل على الإجازة سبع مرات على التوالي، ويتم منح هذه الشهادة بناءً على المستوى المتميز في التنظيم والإدارة في مجال الرعاية الصحية، وحصوله على إجازة هذه اللجنة العالمية اعترافاً منها بالمستوى المتميز للخدمات الطبية والعلاجية والوقائية التي يقدمها المستشفى، وأن ذلك كله يأتي في ظل اهتمام وتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والتي لم تألُ جهداً في سبيل تسهيل حياة المواطن، وكذلك حرص معالي وزير الصحة الدائم على دعم ومساندة هذا المستشفى وغيره في سبيل توفير مستوى عال من الرعاية الصحية لمواطني هذا البلد المعطاء.