قال مسؤول عراقي أمس ان القوات الأمريكية ستسلم المسؤولية الأمنية في محافظة الانبار التي كانت معقلا للمقاتلين السنة للقوات العراقية في أول سبتمبر (أيلول) مع تراجع العمليات المسلحة في شتى انحاء البلاد. وقال طارق الدليمي قائد شرطة الانبار ان القوات العراقية ستتسلم رسميا المسؤولية الأمنية في محافظة الانبار المترامية الاطراف الواقعة غربي العاصمة بغداد. وكانت الانبار من أكثر المحافظات العراقية التي شهدت معارك مع القوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية وسادها سلام نسبي منذ ان انقلب زعماء العشائر السنية فيها على متشددي (القاعدة) وشكلوا وحدات حراسة تابعة لمجالس الصحوة والتي أصبحت نموذجا يحتذى به في الجهود الأمنية في شتى انحاء العراق. وتسيطر القوات العراقية الآن على عشر محافظات من بين 18محافظة. وأعرب الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق عن أمله في تسليم محافظتين أخريين على الاقل للقوات العراقية بحلول نهاية العام اضافة الى محافظة الانبار. وكان احتفال تسليم محافظة الانبار للقوات العراقية مقررا في نهاية يونيو (حزيران) لكنه تأجل بسبب خلافات بين زعماء سياسيين محليين. وفي يونيو حزيران صرح متحدث باسم قوات مشاة البحرية الأمريكية المتمركزة في محافظة الانبار بأن العراقيين بدأوا يتسلمون تدريجيا المهام الأمنية هناك. وقال مستشار في مكتب موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي طلب عدم نشر اسمه ان القوات الأمريكية "ستتمركز في قواعدها خارج المدن ولن تشاهد قوات تقوم بدوريات داخل المدن الا اذا اقتضت الضرورة". وأضاف "المحافظة جاهزة للتسليم" وقال ان قوات الأمن العراقية قادرة على القيام بالمهمة. ويعكس الهدوء في الانبار انخفاضا ملحوظا في اراقة الدماء على مستوى العراق كله الى ادنى مستويات منذ أربع سنوات. وتسعى حكومة نوري المالكي رئيس وزراء العراق للحصول على تأكيدات بتقليص انشطة الجيش الأمريكي في العراق تدريجيا في اطار اتفاق أمني تتفاوض مع واشنطن بشأنه. وأعلن المالكي ان الجانبين اتفقا على انسحاب القوات الأمريكية بنهاية عام 2011.ويقول مسؤولون انه بالرغم من ضعف القاعدة الا انها لا تزال تمثل تهديدا. وتقوم القوات الأمريكية والعراقية بعملية كبيرة في محافظة ديالى الى الشمال الشرقي من بغداد حيث يعتقد ان مقاتلي القاعدة متمركزون في الريف والمناطق القريبة. وقال مسؤول الأمن العراقي ان المحافظتين المرشحتين لتتسلمهما القوات العراقية هما واسط الى الجنوب الشرقي من بغداد وبابل الى الجنوب.