افتتحت في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة صباح أمس أعمال ندوة التعاون اليابانية من اجل الشرق الأوسط، وحضر الندوة قادة الاعمال والتجارة في الشرق الأوسط ونظراؤهم من اليابان والتي تستمر لمدة يومين وينظمها مركز اليابان للتعاون من اجل الشرق الأوسط JCCME، ويهدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات بين اليابان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحسب بعض المسؤولين فإنه سيتم استخدام النتائج التي ستسفر عن هذه الندوة من قبل رئيس وزراء اليابان وحكومته، في المساعدة على وضع وتطوير سياسة اليابان لنهج التخطيط والتعاون الاقتصادي مع دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وشارك في الندوة عدد من كبار الشخصيات شملت سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاماراتي؛ والسيد هيرويوكي ايشيج، نائب وزير العلاقات الدولية، وزارة التجارة والصناعة (METI)؛ وهيروياسو كوباياشي، القنصل العام لليابان بدبي؛ وسعادة سلطان بن ناصر السويدي، محافظ، البنك المركزي في الإمارات العربية المتحدة. كما ستشتمل الندوة على ملخصات من ثلاثة شركات يابانية عاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي شركة سوميتومو ميتسوي المصرفية في الإمارات العربية المتحدة؛ وشركة JGC الجزائر؛ وشركة ماروبني في ايران. وألقى سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الامارات كلمة رحب فيها بالحضور وأشاد بالعلاقات اليابانية الشرق الاوسطية والتي تشهد تطورا ملحوظاً خاصة في المجال الاقتصادي، ودعا الشيخ نهيان الضيوف الاطلاع على ما حققته الامارات ودول الخليج من نجاحات في كافة المجالات، واضاف ان احتضان دبي لهذه الفعالية يعكس الاهمية الاقتصادية لدبي والنمو الاقتصادي الذي تحظى به والذي وضعها على الخارطة العاليمة بفضل السياسة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ورحب الشيخ نهيان بالاستثمارات اليابانية في دبي وكافة دول الشرق الأوسط مشيراً ان هذه الدول تتمتع بالامن والاستقرار والشفافية وهو ما يعطي جوا مناسباً ومحفزاً لكافة المستثمرين ورجال الاعمال كي يكتشفوا الفرص المتاحة . وأضاف قائلا ان دول الشرق الأوسط تحرص على مد جسور الثقة بينها وبين اليابان والاستفادة من نمو المنطقة بالنسبة للاقتصاد العالمي. واختتم الشيخ نهيان كلمته قائلا أتطلع ان تحقق النتائج والتوصيات الاهداف المرجوة من المؤتمر التي ستساهم بكل تأكيد في توطيد العلاقات في كافة المجالات بين دول الشرق الأوسط واليابان. من جهته وصف كوني فوناكي الرئيس التنفيذي لهيئة التجارة الخارجية اليابانية في دبي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا العلاقات التجارية بين اليابان ودول الشرق الأوسط بالمتميزة وأضاف أن الصادرات اليابانية لدولة الامارات شهدت زيادة متواصلة خلال السنوات الست الماضية في حين بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين 40.4مليار دولار في عام 2007.وتحدث فوناكي عن أهمية المنطقة لليابان حيث قال بأن اليابان تعتمد بشكل كبير جدا على نفط منطقة الشرق الأوسط حيث تستورد 90% من احتياجاتها النفطية منها. وأكد فوناكي على أن استيراد اليابان من نفط المنطقة لن يتراجع خلال المرحلة المقبلة بالرغم من ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية. وأعرب عن قلقه تجاه اعتماد الاقتصاد الياباني على التصدير داعيا إلى ضرورة إيجاد بدائل لضمان استمرار النمو الاقتصادي لليابان. وأضاف أن فرص الشركات اليابانية في منطقة الشرق الأوسط عظيمة وخاصة أن الشركات اليابانية فازت بمشروع تأسيس وبناء مترو دبي، أيضا الشركات اليابانية واجهت العديد من العوائق في تأسيس المشروع منها ما هو متعلق بالأرض والتربة ومنها ما هو متعلق بنقل معدات ضخمة جدا خلال الليل كون أن نقلها غير مسموح به في فترة النهار ونجحت الشركات اليابانية بما تمتلكه من تكنولوجيا متقدمة وخبرات واسعة من التغلب على كافة الصعاب. وأضاف أبدت المملكة العربية السعودية مؤخرا رغبة كبيرة في توسيع حجم استثماراتها مع اليابان من خلال الاستعانة باليابان لبناء مناطق صناعية. وأضاف ان اليابان تسعى من خلال هذا المؤتمر الى تعميق العلاقات الاقتصادية مع دول الشرق الأوسط وتقويتها وتبادل فرص الاستثمار بين الجانبين خاصة أن مئات الشركات اليابانية تعمل في دول الخليج للاستفادة من الطفرة الاقتصادية والنفطية في دول المنطقة. وأشار أن اليابان تتواجد في 22دولة شرق اوسطية من ضمنها دول شمال افريقيا، وتركز الشركات الياباينة على الاستثمار في قطاع الاتصال والصحة والبنية التحتية . من جهته قال هيروياسو كوباياشي، القنصل العام لليابان بدبي ان عدد المشاركين في المؤتمر 170مشاركاً يابانياً هدفهم الرئيسي الاطلاع على النمو الكبير في اقتصاد دولة الامارات والاستفادة من الفرص المتاحة والتسهيلات التي تنتهجها دولة الامارات ودول الشرق الاوسط، واضاف اليابان تسعى دائما الى التوسع في كافة دول المنطقة، مشيراً ان الصناديق السيادية الخليجية حاضرة بقوة في اليابان نتيجة للعوائد النفطية. وعن العلاقات التجارية لليابان مع دول مجلس التعاون الخليجي قال كوباياشي ان إجمالي التبادل التجاري بين اليابان ومنطقة الشرق الأوسط كان قد سجل ما قيمته 140مليار دولار في عام 2007.كان منها 26مليار دولار قيمة صادرات اليابان للشرق الأوسط و 113.8مليار دولار قيمة الواردات اليابانية للشرق الأوسط. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط سوقاً رئيسية للمنتجات اليابانية، حيث أشارت التقارير إلى زيادة صادرات اليابان إلى المنطقة بنسبة 27.5% عن العام 2007.وتمثل السيارات والأجهزة الإلكترونية جزءأً كبيراً من هذه الصادرات.