وعد السناتور باراك أوباما بألا يكتفي في الخطاب الذي يلقيه غداً الخميس ويقبل فيه ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة بقدراته البلاغية وأقواله الرنانة وان يقدم خطة عمل وسياسات مفصلة. ويقول منتقدون ان أوباما ( 47عاما) يحتاج إلى ان يواكب موهبته البلاغية بخطط محددة ويرون انه لا يكفي ان يعد بالتغيير والامل دون ان يحدد ما ينوي ان يفعله في حالة انتخابه رئيسا للبلاد في انتخابات الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال أوباما للصحفيين في ايلينوي الاثنين وهو في طريقه إلى المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في دينفر الذي يستمر أربعة أيام "لا أنوي الاكثار من العبارات الرنانة لكني مهتم أكثر بالتعبير عما انوي القيام به لمساعدة أسر الطبقة المتوسطة لتعيش حياتها... الناس تعرف اني قادر على القاء خطاب مثل الذي ألقيته قبل أربعة أعوام. لكن ليس هذا هو المهم في عقول الناخبين. أعتقد انهم مهتمون أكثر بما سأفعله لمساعدتهم في حياتهم. وبهذا المعنى سيكون خطابي خطاب رجل عملي". واقتحم أوباما المسرح السياسي الامريكي بخطاب حماسي ألقاه عام 2004في مؤتمر الحزب الديمقراطي استخدم فيه كل ذخيرته التراثية المتعددة الاعراق في الدعوة إلى وحدة البلاد على المستوى السياسي والعرقي. وقال أوباما "لا توجد أمريكا ليبرالية وأخرى محافظة هناك فقط الولاياتالمتحدةالامريكية. لا توجد أمريكا سوداء وأمريكا بيضاء وأخرى لاتينية وآسيوية هناك فقط الولاياتالمتحدةالامريكية". وبعد خطاب عام 2004أصبح كتابا أوباما "أحلام لأبي" و"جسارة الامل" وهما سيرتان ذاتيتان من أكثر الكتب مبيعا. وحين انتخب في ذلك العام كعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي سرت فكرة ترشيحه للرئاسة. وكان منافس أوباما الجمهوري جون مكين الذي يعقد حزبه مؤتمره العام الاسبوع المقبل قد سخر من خطب أوباما الرنانة وقال انه مجرد شخصية مبهرة تفتقر إلى المضمون. ويواجه أوباما الذي يطمح لان يكون أول رئيس أمريكي أسود الكثير من علامات الاستفهام وهو يعد للخطاب الذي يلقيه غداً الخميس اليوم الختامي للمؤتمر ويعلن فيه قبوله ترشيح الحزب ممهدا المسرح لحملة من المنتظر ان تكون صعبة ضد مكين بطل حرب فيتنام الذي يكمل عامه الثاني والسبعين الاسبوع المقبل. ودعا الديمقراطيون يوم الاحد عشية مؤتمرهم العام في دينفر إلى وحدة الحزب. وقدم السناتور الديمقراطي المريض ادوارد كنيدي سليل أشهر عائلة سياسية في الولاياتالمتحدة مساندة قوية لأوباما بظهوره الاثنين في مؤتمر دينفر وأثار حضوره حالة من المشاعر الجياشة فجرت الدموع في كثير من أعين الحضور. سار كنيدي ( 76عاما) الذي كشف في مايو/ ايار عن اصابته بسرطان في المخ إلى منصة المؤتمر العام للحزب الديمقراطي دون مساندة ليلقي خطابه امام حشد صاخب أخذ يردد اسمه وهو يحمل لافتات "كنيدي" الزرقاء التي بدت كموجة بحر هادر. وقال كنيدي مقتبسا من خطاب شقيقه المغتال الرئيس الاسبق جون كنيدي عام 1961"في نوفمبر هذا ستنتقل الشعلة مجددا إلى جيل جديد من الامريكيين". وأضاف مستعيدا عبارات من خطاب القاه هو عام 1980بعد ان خسر أمام جيمي كارتر "العمل يبدأ مجددا. الامل يطفو مجددا والحلم يستمر. الحلم لا يموت". وكان كنيدي قد ساند أوباما في وقت سابق من العام في لحظة حاسمة من سباق سناتور ايلينوي ضد السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحز الديمقراطي. وفي 17مايو/ ايار كشف عن اصابته بنوع من سرطان المخ (جليوما) يقتل عادة خلال ثلاث سنوات. وسرت شائعات عن عدم قدرته على الظهور في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في دينفر لكنه القى خطابا قويا فجر مشاعر ايجابية لصالح الديمقراطيين. وينتظر الديمقراطيون ان يعرفوا إلى اي مدى ستقف كلينتون التي هزمها أوباما في الانتخابات الاولية هي وزوجها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون وراء المرشح الديمقراطي ويحشدان من ورائه أنصارهما. وكانت كلينتون السيدة الامريكية الاولى السابقة تطمح للعودة إلى البيت الابيض كأول رئيسة أمريكية. ومازال أنصار كلينتون يشعرون بغصة في الحلق رغم مرور ثلاثة اشهر على هزيمتها وخروجها من سباق الرئاسة الامريكية لان معسكر أوباما لم يفكر جديا في اختيارها لمنصب نائبة الرئيس وهو المنصب الذي اختار له أوباما يوم السبت سناتور ديلاوير المخضرم جو بايدن.