زار مؤخراً وفد من معهد الملك عبد الله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود برئاسة مدير برنامج النانو الدكتور سلمان الركيان جامعة ليدز البريطانية الشهيرة في شمال إنجلترا يرافقه كل من الدكتور عبد الله بن صالح الضويان والدكتور هشام بن عبد العزيز الهدلق والدكتور خالد بن مصطفى أبو صلاح والدكتور منصور بن صالح الحوشان والدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الورثان والدكتور محمد بن صالح الصالحي والدكتور محمد لطفي حسين، حيث عقد الوفد اجتماعات مع علماء معهد النانو التصنيعي بجامعة ليدز على مدار ثلاثة أيام وتناولت مجالات وأوجه التعاون بين الجامعتين وشملت مناقشة الاستراتيجيات والخطط التطبيقية والتي تحقق التعاون المشترك في كافة المجالات البحثية والأكاديمية لتشمل إجراء الأبحاث المشتركة بين الجامعتين، وإنشاء مختبرات الأبحاث عن بعد والمعروفة باسم (ستالايت لاب)، وبرامج الدراسات العليا الخاص بالطالبات، وتنظيم مؤتمر علمي مشترك، وإصدار مجلة عالمية محكمة مشتركة بين الجامعتين في مجال النانو، إضافة إلى برنامج الزيارات المتبادلة ووضع استراتجية مكتوبة ومجدولة لمجالات التعاون البحثي المشترك. كما اجتمع وفد الجامعة مع عميد البحث العلمي ومجموعة من العلماء والباحثين بجامعة ليدز. واستمع لشرح من العميد عن أحدث الأبحاث العلمية لديهم، ومن جهته قام الوفد باستعراض الإمكانيات البحثية والأكاديمية لجامعة الملك سعود. وقد رحب العميد بالتعاون بين الجامعتين في جميع المجالات المقترحة لتعزيز أوجه التعاون وسبل تطبيقها وإمكانية التعاون في مجال صناعات وأبحاث تقنية النانو والمجالات البحثية المختلفة والإشراف على طلاب وطالبات الدراسات العليا بجامعة الملك سعود. عقب ذلك زار الوفد الأقسام والمعامل المتعلقة بأبحاث وتصنيع منتجات تقنية النانو، واطلع على الإمكانيات والتجهيزات التي يمكن الاستفادة منها في الأبحاث العلمية المشتركة، واتفق الجميع على أهمية الإسراع في التعاون للوصول للهدف المنشود، وقد حضر الجانبان ورشة عمل ألقى خلالها وفد جامعة الملك سعود ونظيره بجامعة ليدز محاضرات علمية استعرضوا فيها الأبحاث القائمة في كلا الجامعتين والنتائج التي تحققت ومدى إمكانية الاشتراك في تطوير هذه النتائج. كما تضمنت الزيارة الاجتماع مع مجموعة من المسؤولين والباحثين وممثلي بعض الشركات المتعاونة مع جامعة ليدز لتطوير المنتجات البحثية، وفي بداية الاجتماع ألقى مدير برنامج النانو سعادة الدكتور سلمان الركيان محاضرة تعريفية عن معهد الملك عبد الله لتقنية النانو مشيرا إلى تنوع وتداخل تقنية النانو مع مختلف العلوم الأمر الذي يجعل من جامعة الملك سعود بتخصصاتها المختلفة مكاناً خصباً ومناسباً لاحتضانه بمقدراتها البشرية والتقنية وما تحتويه من معامل تمثل بيئة مناسبة لنجاح تلك الأبحاث، ومما يزيد هذا البيئة خصوبة العلاقات المتنوعة والمتميزة التي تقيمها الجامعة مع مؤسسات صناعية وتجارية كبرى منها على سبيل المثال شركتا سابك وأرامكو السعودية وغيرهما. وأوضح الدكتور الركيان طبيعة الأهداف والمجالات التي يركز عليها معهد الملك عبد الله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود في مجالات الطاقة، والمياه، والاتصالات.، والطب والصيدلة، والغذاء والبيئة، وتصنيع ودراسة خصائص مواد النانو، والمجالات الاقتصادية والصناعية والاجتماعية المتعلقة بصناعة النانو. على الجانب الآخر ألقى مجموعة من المسؤولين من جامعة ليدز محاضرات توضح إمكانيات ليدز البحثية التي يمكن أن تستفيد منها جامعة الملك سعود، وتم الاتفاق على أوجه التعاون والتي ستكتب على شكل بروتوكول تعاون مشترك يتفق عليه الطرفان. ولكي يكون التعاون عملياً وحقيقيا تم الاتفاق على تكوين خمسة مجاميع بحثية مشتركة بين جامعة الملك سعود وجامعة ليدز. بعدها زار الوفد الغرف المعقمة (clean rooms) وتعرف على مدى إمكانية إنشاء غرف معقمة في معهد الملك عبد الله لتقنية النانو، كما قام بزيارة لمؤسسة خاصة قامت جامعة ليدز بإنشائها داخل الجامعة لتطوير وتسويق منتجات أبحاث تقنية النانو ومدى إمكانية تطبيق مثل هذه الفكرة في جامعة الملك سعود. جدير بالذكر أن زيارة وفد معهد الملك عبد الله لتقنية النانو بجامعة الملك إلى جامعة ليدز البريطانية تأتي في إطار رؤية الجامعة الهادفة إلى توثيق الشراكة العلمية مع الجامعات العالمية المرموقة وتفعيل عقد الشراكة البحثية الموقع بين الطرفين.