طالب رئيس حزب الرابطة الإسلامية ورئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف من شريكه في الائتلاف الحكومي زعيم حزب الشعب الباكستاني آصف علي زرداري بإعادة قضاة المحكمة العليا الاتحادية إلى مناصبهم، جاء هذا التطور بعد أن لاحظ نواز شريف مماطلة شريكه في الحكم حزب الشعب الباكستاني حول هذا الملف. كما اشترط شريف أن يوافق حزب الشعب الباكستاني الذي يقود الائتلاف الحاكم على إعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم ليتسنى لحزبه تأييد آصف علي زرداري زعيم ومرشح الحزب لمنصب الرئاسة. وقال رضا رباني الذي قاد وفد حزب الشعب إلى مدينة لاهور للحصول على تأييد نواز شريف لترشح زرداري لمنصب الرئاسة بأن شريف ربط تأييده لزرداري بمسألة إعادة القضاة. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بمدينة لاهور عقب اجتماعه بنواز شريف إن محادثاته مع قيادة حزب الرابطة كانت إيجابية، وهدفت إلى الحصول على تأييد الأحزاب المشاركة في الحكومة لمرشح حزب الشعب لمنصب الرئاسة. من جانبه صرح آصف علي زرداري زعيم حزب الشعب الباكستاني والمرشح لمنصب رئيس جمهورية باكستان بأن من أولويات حكومته تطبيع الأوضاع الأمنية في منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان، وقال "إننا بحاجة إلى الدعم الأمريكي لتحقيق هذا الهدف"، وأضاف أن باكستان بحاجة إلى الدعم الأمريكي لتقوية النظام الديموقراطي والمعيشي والأوضاع الداخلية بصفة عامة. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها لإحدى محطات الراديو الدولية وفقاً لما نقلته قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية الخاصة، حيث أوضح موقفه تجاه تهم الفساد الإداري والمالي التي سجلت ضده في الماضي، قائلاً بأن جميع تلك التهم كانت كاذبة وقد نسبت إليه لدواع سياسية، وقال أنه إن كانت تلك القضايا والتهم صحيحة فلِمَ يصوت الشعب الباكستاني لصالح حزبه في الانتخابات العامة التي أجريت في الثامن عشر من فبراير الماضي. من جهة أخرى أبدت حركة طالبان الباكستانية التي يقودها بيعة الله محسود استعدادها للتفاوض مع الحكومة الباكستانية المنتخبة، وذلك في سعيها للوصول إلى اتفاق عبر التفاوض مع الحكومة لسحب الجيش الباكستاني من منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان، جاء هذا العرض على لسان المتحدث باسم طالبان الباكستانية المولوي عمر في اتصال هاتفي أجراه مع قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية الخاصة، حيث قال إن كانت الحكومة الباكستانية جادة بالفعل في التفاوض مع حركة طالبان "فإننا مستعدون ولم نرفض في السابق أي عروض من هذا النوع في السابق". من جهة أخرى لقي ما لا يقل عن 10أشخاص مصرعهم نتيجة الصراعات الدائرة بين القبائل المتحاربة في منطقة كرم أيجنسي القبلية، وأفادت شبكة "جنك" الإخبارية الباكستانية أن المعارك الطائفية الدائرة منذ الأسابيع الثلاثة الماضية بين قبائل كرم أيجنسي قد بلغت ذروتها خلال اليومية الماضيين، إذ تستخدم هذه القبائل الصواريخ والرشاشات الثقيلة ضد بعضها البعض، مما أدى إلى توتر الأوضاع الأمنية وانقطاع الإمدادات الغدائية عن المواطنين العاديين في هذه المناطق. إلى ذلك اعلنت قوات الامن الباكستانية أمس انها قتلت سبعة مقاتلين خلال معارك في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان على الحدود مع افغانستان. وقال مصدر في اجهزة الامن ان "خمسة متمردين قتلوا بقذائف هاون استهدفت مخابىء مفترضة للمتمردين" في منطقة باجور القبلية. كما قال الجيش الباكستاني إن القوات الباكستانية وطائرات هليكوبتر استهدفت مخابئ للمتشددين في وادي سوات بعد اشتباكات شرسة أسفرت عن مقتل 50متشددا وعشرة جنود خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة. ومواجهة تزايد العنف اختبار للائتلاف الحاكم الذي يشهد انقساما داخليا بعد استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف حليف الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. وأضعفت المخاوف الأمنية والغموض بشأن مستقبل الحكومة والقلق على الاقتصاد من ثقة المستثمر كما أدت إلى هبوط أسواق المال في البلاد. واندلعت الاشتباكات في وادي سوات الجبلي في شمال غرب باكستان بعد أن هاجم متشددون دورية أمنية وقتل مهاجم انتحاري بسيارة ملغومة ثمانية من رجال الشرطة في مكان آخر بالوادي. وقال الميجر ناصر علي المتحدث العسكري في المنطقة "القتال ما زال مستمرا. ضربنا ودمرنا أكثر من 40مخبأ للمتمردين ومعسكر تدريب. "لدينا تقارير مؤكدة بمقتل 50متشددا في حين استشهد عشرة من جنودنا".