الأرقام التي أعلنها وزير التعليم العالي عن أعداد الطلاب المقبولين في الجامعات هذا العام والطلاب المبعوثين للدراسة الجامعية والدراسات العليا في الخارج، تؤكد الخطوات الكبيرة والسريعة التي تمضي بها نهضة التعليم العالي في المملكة والتخطيط المنهجي المدروس والفعالية الإدارية العالية في تنفيذ هذه الخطط. أكثر من 88% من خريجي الثانوية العامة هذا العام وجدوا مقاعد لهم في الجامعات السعودية وهي نسبة تفوق المعدلات العالمية حتى في الدول المتقدمة، وأكثر من (40) ألف طالب وطالبة استفادوا من برنامج خادم الحرمين الشريفين بالإضافة إلى خمسة آلاف في المرحلة الرابعة للبرنامج إنجاز ضخم وعمل كبير يؤكد روح الجدية والمسؤولية التي تعاملت بها وزارة التعليم العالي مع المشروعات الطموحة الزمنية لتوطين التعليم العالي وتوسيع أطره وبنياته الأساسية ورفده بكوادر وطنية يتم تأهيلها في أرقى وأفضل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العالمية. وبلا محاباة يمكن القول ان قطاع التعليم العالي قد قدم نموذجاً جيداً في التصدي لتحديات التنمية المختلفة بفعالية وتصميم فقبل عامين فقط كنا نواجه مشكلات معقدة تتعلق بقبول الأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية في الجامعات ومن قلة المقاعد المتاحة في الكليات العلمية والطبية والهندسية على وجه الخصوص. واليوم يمكن القول بأننا قطعنا شوطاً بعيداً في حل هذه المشكلات بفضل الله ثم الدعم الكبير والإمكانيات الضخمة التي خصصتها القيادة لدعم التعليم وتطويره وفتح الباب أمام الشباب السعودي للتحصيل والتأهيل في المجالات التي يرغبها والتي تتواءم ومتطلبات تنمية وطنه الآنية والمستقبلية. وبفضل هذا الجهد وهذا الدعم ارتفع عدد الجامعات الحكومية من (8) إلى (20) جامعة في زمن قياسي، والأهم ان الجامعات الجديدة لم تبق حبراً على ورق، فالمدن الجامعية الجديدة يجري العمل فيها على قدم وساق والجامعات الجديدة بدأت استقبال طلابها. إننا نهنئ التعليم العالي على النجاحات التي تستحق الإشادة لكننا نتطلع للمزيد على صعيد تجويد الأداء وتحسين المتابعة واستكمال البرامج والخطط المعلنة للنهوض بالتعليم العالي كماً وكيفاً.