قبل سنوات اختنق عدد من الركاب المسافرين على قطارات الأنفاق في بريطانيا نتيجة أخطاء بسيطة فما كان من وزير المواصلات البريطاني إلا أن أعلن استقالته كتكفير عن ذنب هؤلاء.. وخلال أولمبياد بكين اختنق شعب بأكمله نتيجة الفشل الذريع في تحقيق أي نتيجة مشرفة والحصول على ميدالية واحدة وخاصة في أم الألعاب (ألعاب القوى) المتعددة دون أن نسمع عن أي ردة فعل تذكر فهل سيسمع الشعب السعودي خبرا يثلج الصدور في العاب القوى بالذات كخطوة اولى في سبيل الإصلاح. وأخص هذه الألعاب لسببين أولا لكثرة فروعها والثانية لأنها حصلت على دعم كبير من القيادة الرياضية. أنا شخصياً أحب القائمين على هذه الالعاب واقدر جهودهم.. وبالاخير نحن نحب الوطن أكثر من حبنا لأنفسنا.. @ والله العظيم ما حدث في الأولمبياد (فشيلة) ومصيبة كبرى ويؤكد أننا لا نجيد التخطيط ولا نعرف الا الكلام والتبريرات وأكبر دليل على ذلك ما حدث مع الرباع السعودي علي الدحيلب الذي فضح الفكر الإداري في اتحاداتنا الرياضية في اهم منافسة عالمية.. وياليت عذره كان غيرت النوم!!!. @ ثم تخيلوا معي هذه النقطة فقط لتعرفوا كيف نخطط.. أمين عام اتحاد رفع الاثقال الأخ سلطان بن نصيب هو في الأصل لاعب كرة قدم وعمل إداريا كمدير كرة قدم في الهلال وفجأة بقدرة قادر يصبح أمين عام اتحاد رفع الاثقال؟!!! ثم نأتي ونلومه ونطالبه بالإنجاز ونستغرب فشله وزملاءه كما حدث؟!!. @ والآن يأتي دور الأسئلة.. اين الخلل؟ لماذا لا نحقق انجازات كغيرنا؟ هل يعقل انه لا يوجد في وطن بأكمله من يملك الموهبة والقدرة على المنافسة؟ ما الذي يجعل افغانستان وهي الدولة الغارقة في المشاكل السياسية والمناحرات ان تحقق ميدالية برونزية ونحن لا نحققها؟. @ أسئلة كثيرة ليس لها الا جواب واحد وهو (قلة الدبرة) وسوء التخطيط والبحث عن الانجازات الوقتية في كرة القدم فقط وأضيف على ذلك اعطاء زمام الأمور لغير أهلها. @ وفي الأخير كتبت قبل فترة مقالاً طويلاً هنا في جريدة "الرياض" عنوانه (اغضبوا طالما سيضحك الوطن) في الحديث عن هموم وطني الرياضية.. وها أنا اكرر هذه العبارة مجدداً فأنا لن اصفق للفشل لأن القضية تتعلق بوطن وبشعب.. لا يهمني ان رضي من رضي او غضب من غضب ولكن ما يهمني هو ان انصف وطني.. @ كل الإمكانيات متوفرة فلم يبخل ولاة الأمر اعزهم الله على الرياضيين بدءا من المنشآت وانتهاء بالصرف على التأهيل بكل انواعه ومع ذلك يحدث الفشل!!.. اذا لابد من اعادة النظر في عملنا ان كنا نحب الوطن.. لأننا بعد هذه الأولمبياد عرفنا دولة اسمها جاميكا بجهد رجل لم يتجاوز ربيعه الثاني والعشرين ومن حقي كسعودي ان يعرفنا العالم بمحفل كهذا ومن حقي ان ابحث عن نشوة عارمة وأنا اشاهد علم بلادي المزين بالشهادتين وهو يرفرف في مثل هذه المناسبات التاريخية. @ أسألكم بالله اعيدوا للوطن هيبته الرياضية قبل ان تبرد الجراح. نقاط مضيئة @ بثت قناة الجزيرة الرياضية تقريراً عن اكاديميات الصين في الجمباز ويقول المعلق ان التدريب مستمر حتى مع المونديال وذلك استعدادا لأولمبياد لندن 2012؟!!. @ تحقيق البحرين لميدالية ذهبية عبر التجنيس ليس انجازاً مفرحاً ولكن ما شفع لهم هو ان البطل عربي وأنهم اجادوا تجهيزه ليكون بطلاً وهنا مربط الفرس. @ معظم اندية الوطن تستقدم مدربين تحت مسمى مدرب ألعاب قوى ليعمل في العلاج الطبيعي او اي لعبة اخرى وحينما تأتي المشاركات يجمع عدة أسماء ليشارك حتى لا يلغي عقده ويخسر النادي راتبه؟ @ حتى نعرف حجم خيبتنا ابحثوا عن جداول مسابقات الألعاب الفردية في موسمنا الرياضي؟!!. @ بعد أولمبياد أتلانتا كتبنا وبعد أولمبياد أثينا كتبنا وهانحن نكتب من جديد نفس الملاحظات ونفس الأخطاء اللهم أننا اليوم اصبحنا بأخطاء تدعوا للضحك والحسرة اكثر من اي وقت مضى..؟!!. ضوء أخير عاشق هالرمل.. من خلقني الله لين أموت.