بعد ارتفاع موجة الأسعار توجه مواطنو مملكة البحرين إلى الأسواق السعودية قبل دخول شهر رمضان المبارك خاصة بمدينة الدمام ومحافظاتها بقوة من ناحية الشراء والتركيز على المنتجات ذات الأسعار المقبولة كالمواد الغذائية وقطع غيار السيارات وغيرها، ولكن من جهة أخرى ارتفعت الأسعار في المراكز التجارية التي يترددون عليها. الزحف البحريني يسهم في نشاط السوق السعودي ولكنه يلقي بأعباء على السعوديين من حيث رفع الأسعار لأن التجار يستغلون ذلك ولا يفرقون بين السعودي والبحريني فالجميع بالنسبة لهم مستهلكون ومستهدفون بتحقيق أرباح من على ظهورهم . وكالات واحدة يقول حمد بوخماس (بحريني من منطقة المحرق) بأن ارتفاع الأسعار في مملكة البحرين بجميع البضائع من ملابس ومواد استهلاكية وغذائية وحتى ألعاب الأطفال وصل إليها التضخم وهذا دفعنا للشراء من مدينة الدمام والمدن المجاورة لها لأنها رخيصة بالنسبة لنا ، ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك وسيكون كثير من البحرينيين موجودين هنا للتسوق وأنا أشتري قطع غيار السيارات لأن أسعارها في السعودية بنصف قيمة الأسعار في البحرين رغم أن الوكالات والشركات هي نفسها الموجودة في السعودية، فعلى سبيل المثال مضخة بنزين لسيارة من نوع شيروكي سعرها في الوكالة بالدمام ب 1000ريال وتوجد لدينا بالبحرين بسعر 1800ريال فالأسعار في السعودية رخيصة ووالدي دائماً يأتي إلى هنا لشراء المواد الغذائية. وعن سؤالنا له عن مساهمة البحرينيين في رفع أسعار بعض المنتجات، قال بوخماس: أتوقع ذلك فمثلاً الأراضي بمملكة البحرين كانت حصرياً على المواطنين وعندما تم السماح للخليجيين بالتملك ارتفعت إلى الضعفين من أسعارها. فرق الأسعار ويضيف إبراهيم العلي قائلاً: أنا وعائلتي نفضل التسوق من سوق رامز بالدمام لرخص الأسعار، ونحن نجهز لشهر رمضان فبعض السلع مثل الأجبان وزيوت الطعام والمطهرات ذات سعر رخيص، وبالنسبة للأرز ارتفع سعره كثيراً عن السابق، أما الملابس فأسعارها مناسبة، وحتى في الماركات العالمية مثل محلات (سيتي ماكس) الموجودة بالبحرين أيضاً تختلف عن الأسعار الموجودة بالسعودية مع العلم أن البضاعة والشركة واحدة رغم أن أجور العمالة في المحلات السعودية مرتفعة والأسعار متدنية ولدينا العكس، ونسبة الفرق بين البحرين والسعودية في الأسعار بحوالي من 10% - 15%، وأنا أشتري دائماً من الدمام قطع غيار السيارات، واتهامنا بأننا رفعنا الأسعار في الدمام غير صحيح، وإنما الارتفاع الذي نشهده هو ارتفاع عالمي. أما المتسوقة البحرينية أم محمد فتقول: نحن مقبلون على شهر رمضان الكريم لذلك أفضل شراء الأواني المنزلية بسبب رخص سعرها ففي البحرين يصل إلى الضعف وحتى الملابس فمثلاً شركة (سيتي ماكس) أسعارها خيالية أيضاً رغم أنها موجودة في السعودية أيضاً، وأنا أجهز الآن أدوات المطبخ لشهر رمضان الكريم كما أحرص على شراء المنظفات، والأسعار عموماً في السعودية تغيرت تماماً فالمواد ذات الجودة ارتفع سعرها جداً والفرق فيها ما بين - 105ريالات تقريباً. ضمان دولي ويوضح محمد إبراهيم أن الأجهزة الإلكترونية كالكمبيوترات (لاب توب) أسعارها أرخص من البحرين ففي السابق كانت نسبة الانخفاض حوالي 30% ووصلت الآن إلى 5% والفرق بين السعودية والبحرين أصبح قليلا جداً كما أن الضمان أصبح دولياً والشركات المنتجة للإلكترونيات تحتكر ماركة واحدة مثل (HP) ويصبح الضمان في عدد من الدول لذلك أحضر للسعودية وخصوصاً مدينة الدمام في الشهر مرتين. ويضيف الطفل حسين العلي: لعبة (Play Station) لها نفس الجودة والضمان ولكني أفضل شراءها من السعودية لأنها أرخص بقليل من البحرين إضافة إلى لعبة (Game boy) سعرها في البحرين 40دينار يعني قرابة 400ريال وبالسعودية سعرها 370ريالاً، وألعاب أل CD أشتريها من بعض المحلات في الدمام بخمسة ريالات ولدينا تباع بعشرة ريالات، وحرصي على هذه الألعاب في شهر رمضان أكثر لأني بها أنسى الطعام والشراب في أوقات الصوم. ماركات عالمية وبخصوص التجهيز والشراء بمناسبة الشهر الفضيل يقول محمد الرويعي أشتري حالياً الملابس والمواد الغذائية كالأجبان والحليب والمواد الخاصة لرمضان والعيد وألاحظ ارتفاع الأسعار في السعودية والبحرين أيضاً ولكن هناك فرق بين المملكتين فالسعودية أرخص أسعاراً ولكن ليست كالسابق، واتوقع أن هذا الارتفاع سببه البحرينيون بسبب الإقبال الكبير على المنتجات التي تباع بالسعودية حتى السعوديين يشترون من البحرين وتركيزهم على الملابس ذات الماركات العالمية.والأسعار في الدمام أرخص من الخبر ودائماً أركز على أسواق بندة، مركز طابا، وسوق رامز أيضاً. دخل متوسط ويؤكد مدير التسويق بمجمع الحياة بلازا التجاري في الدمام بندر العبيد أن البحرينيين يترددون على الأسواق السعودية منذ زمن طويل، ولكن طبع البشر في حب التغيير رغم التشابه في الماركة والبضاعة في الدولتين، وتوجههم لمنتجاتنا هذا يعود إلى مبدأ الثقة بها كما أن أسواقنا أكبر ومتنوعة أكثر. ويواصل العبيد قائلاً: البحرينيون ليسوا بالقوة الشرائية حتى ترتفع الأسعار، ودخلهم متوسط جداً، وليسوا كالقطريين يشترون كل شيء بدون مراعاة للسعر لأن السيولة لديهم أكثر، فالمواطن البحريني واع جداً من ناحية الأسعار ولو أنها مرتفعة في السعودية لما اشترى منا أبداً، وتركيزه دائماً على الملابس، المواد الغذائية، التمور، والكماليات كالعطور ومواد التجميل.