؟ في عالم المخدرات شباب مراهقون.. وكبار تاهت بهم السبل.. أرواح قلقة وبيوت مهدمة لا تعرف الاطمئنان.. كم من فتى أضاع مستقبله.. وكم من فتاة تعيش في عالم المجهول! قصص وحكايات! ربما لا تراها ولكن ضحاياها وآثارها واضحة لمن يعيشون في دائرة الظلام والوهم.. دائرة المخدرات. ؟ تواصل صفحة الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حوارها مع المتعافين من الادمان وهم يحكون مرارة أيام التعاطي وما مروا به من ألم وحسرة في عالم الضياع ليحدثنا أحد التائبين عن حياته قبل وبعد التعاطي وكان معه هذا الحوار: الاسم - ح.ع.أ العمر: 48عاما الحالة الاجتماعية: متزوج. الحالة الوظيفية - موظف. @ كيف بدأت مأساتك مع المخدرات؟ - كانت بدايتي في سن المراهقة واذكر عمري وقتها خمسة عشر عاما وكان اول مادة تعاطيتها هي الكحوليات، وبعد مرور خمس سنوات تعاطيت مادة الحشيش المخدر، وكانت رغبة مني وحب تجربة شيء جديد اضافة للبيئة التي كانت حولي (واقصد الأصدقاء) وجميعهم يتعاطون هذه المادة الأمر الذي جعلني استمر حتى أبحرت في عالم المجهول رغم ما سببته لي من مشاكل نفسية وجسدية وروحانية واجتماعية وخسائر كثيرة لا تعوض. @ ماهي ابرز صور المعاناة التي تعرضت لها؟ - قبل خمسة وعشرين عاما كنت أقود السيارة وأنا في حالة سكر (مخمور) وقطعت الاشارة واستوقفتني السلطات الأمنية بحكم الاختصاص ووجدوا حالتي يرثى لها وتم تحويلي لمركز الشرطة ومنه بعد التحقيق والاعترافات الى السجن وبدأت بالتعرف داخل السجن على مروجين واختلطت بمدمنين وهذه كانت من الصور العالقة في ذهني وكانت بالنسبة لي الانطلاقة الفعلية في طريق الهلاك. @ موقف حصل لك وتتمنى من الله ان لا يعود هذا الموقف ولا يحصل لغيرك؟ - كانت والدتي رحمها الله .. تطلب مني ايصالها للمستشفى لمرض لم يمهلها طويلا وتركتها واتجهت للتعاطي ولم ابال بتلك الاستغاثة وما تعانيه من ألم. وكذلك معاناتي مع ادمان هذه السموم وبحثي عن علاج، الا ان مرض الادمان المستشري في دمي يراودني باستمرار وجعلني اعود وبقوة (انتكس) مرة ثانية الى عالم المخدرات حتى مررت بمواقف أخجل على نفسي من ذكرها وأتمنى ألا تعود وتحصل لأي شخص آخر وفعلا يااخي الكريم المخدرات تعمل بالانسان أكبر مما تتصوره ويكفي منها فقط انها تذهب العقل وتجعل الانسان يتصرف بأمور لا يدرك خطورتها وقت تعاطيه وهذا ما يجعل اي مدمن يقدم على أشياء قد لا يصدقها العقل لقوة بشاعتها ولكن أحمد الله الذي عافاني من هذه السموم. @ هل حاولت البحث عن علاج؟ - عدة مرات ولكن من دون برنامج علاجي وكنت دائما ارجع للتعاطي النشط، ولكن اليوم ولله الحمد وبعد انضمامي وحضوري لمجموعات برنامج الدعم الذاتي استفدت منها وبتشجيع الزملاء والعاملين بهذا البرنامج اصبح لدي دافع الاستمرار بالتعافي وعدم العودة للتعاطي ولهذا البرنامج فوائده وتواصله مع المتعافين وتقويم من تسول له نفسه بالعودة لعالم المخدرات والضياع اسأل الله الثبات. @ رسالتك لمن يظن ان علاج "اي مشكلة قد يواجهها تكون بواسطة المخدرات"؟ - أقول مواجهة المشكلة بتعاطي المخدرات حل وهمي ومزيف لا نتيجة له الا الوصول الى السجون أو الموت، ان الحل الأمثل هو اللجوء الى الله وأخذ الأمور بعقلانية وادراك وأن يتصرف اي شخص مع أي مشكلة بحكمة لا بالتعاطي الذي يصبح نقمة. @ مواقف ندمت فيها؟ - لا حصر لها المواقف التي ندمت عليها... فالمخدرات كلها مأس وهموم وعذاب وقد كسبت منها الخسارة الصحية والمادية والاجتماعية وبعدي عن الله وعقوق والدي وهذا ديدن كل متعاطٍ لابد ان تكون لديه هذه المواقف والعياذ بالله. @ ماذا تقول للوالدين؟ - الله يرحمهما.. وأن يمن علي بالتعافي ما تبقى لي من العمر لادعو لهم بالرحمة والمغفرة واتصدق عنهم واصل أصدقائهما ومساعدتهما.. لأعوض ما سببته لهما في حياتهم.. ايام تعاطي المخدرات. @ ماذا تقول للمجتمع؟ - تقبلوا المدمن كشخص مريض ويمكن علاجه. @ ماذا جنيت من تجربة التعاطي؟ - لا شيء وفعلا لا شيء.. ولكن خبرات وتجارب الادمان المريرة ستساعدني ان شاء الله بعدم العودة لدائرة الظلام مرة أخرى. @ ما هو شعورك بعد التعافي؟ - أشعر بحرية تامة.. وحياة سعيدة لا خوف فيها واطمئنان واستقرار مادي ومعنوي وأتمنى من الله أن يدوم علي التعافي ودعواتكم لنا بالثبات. @ كلمة أخيرة: أقدم وافر الشكر والتقدير من خلال صفحة الأمانة الى كل ما ساعدني وانقذني من عالم الضياع ووقف بجانبي حتى من الله علي بالتعافي واقول لكل مدمن نشط التعاطي ليس حل ومواجهة وبحث عن سعادة ان السعادة الحقيقية هي بالاقلاع عن هذه السموم والعودة الى الله والابتعاد عن أصدقاء السوء أصحاب المغامرات التي في النهاية تجعلك تعض أصابع الندم طوال الحياة. واشكركم على هذا الحوار الذي أسأل الله ان ينفع به.