يعتبر علماء التربية وعلماء النفس ان أسلوب القسوة في تربية الطفل من أخطر ما يكون عليه وخاصة إذا صاحب ذلك الضرب والإهانة والتلفظ عليه بالألفاظ النابية. وقد يعلل البعض قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك أو الدراسة ولكن هذه القسوة ينتج عنها ردة فعل عكسية، فيكره الطفل الدراسة مثلاً أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات ويصبح عدوانياً في تعامله فاقداً الثقة في نفسه وفي المقابل فإن الدلال الزائد والتسامح المستمر يجعلان الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة، ويجبن عن مواجهة مصاعب الحياة ويعتمد بعد ذلك في كل شؤونه على والده أو ولي أمره؟ اذن ما المطلوب؟ المطلوب في التربية ان يكون المربي وسطا بين الطرفين فيعرف متى يقسو ومتى يعطف وكيف يعطف، فالطفل يحتاج إلى العطف والحزم معاً، والمربي الناجح هو من يعرف متى يحزم ومتى يعطف، وهنا مربط الفرس وكثير من الآباء والمربين يفهمون ان التربية لا تتحقق إلا بالعنف والقسوة وهذا الفهم بعيد عن الحقيقة وهو تصور خاطئ لأن الطفل يحتاج إلى حب وعطف وشعور بالعاطفة من قبل أبويه مثل حاجته إلى الطعام والشراب، ولابد أن ندرك أن الحب أحد أبرز حاجات الطفل النفسية فاشباع هذه الحاجة ركن ركيز في بناء شخصية الطفل، فبالحب نغرس فيه المبادئ الصحيحة وعن طريق الحب نعلمه كيف يحب وكيف يحب، فلا تنسى أخي الوالد كلمات الحب ونظرات الحب ولمسات الحب فقد أثبتت الدراسات ان شعور الطفل بالحب والحنان من أعظم ما يقوم سلوكه ويدفعه للعمل الجاد والبذل المستمر والعكس بالعكس وليس ثمة تعارض بين الحب والتأديب أو الزجر إذا اخطأ الطفل.