لم تظهر قوات الجيش الروسية أمس الا القليل من الدلائل التى تشير الى انسحابها من مواقع احتلتها في عمق جورجيا، وذلك فى الوقت الذى دعا فيه الرئيس الامريكي جورج بوش الكرملين إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي، يتضمن انسحاب القوات الروسية. وكانت قوات المشاة الروسية المدعومة بالدبابات وناقلات الجنود المدرعة المنتشرة على ضفاف نهر ليكورا، تراجعت السبت لنحو أربعة كيلومترات من قرية إيجويتي. أما أكثر نقاط الجيش الروسى الامامية تقدما في جورجيا، فهي نقطة التفتيش الواقعة بالقرب من جسر ليكورا على بعد نحو 30كيلومترا من العاصمة الجورجية تبليسي. ولا تتدخل القوات الروسية فى مظاهر الحياة اليومية للسكان المحليين في جورجيا، ولكنها أوقفت حركة السير على الطريق السريع "تبليسي-غوري". وتحافظ قوات الشرطة والجيش الجورجية على المسافة التى تفصلها عن القوات الروسية وتبلغ فى حدها الادنى خمسة كيلومترات. وأفادت وسائل الاعلام الجورجية أن القوات المقاتلة وقوات الدعم التابعة للجيش الروسى الثامن والخمسين تتخذ من مدينة غوري الجورجية التي تعد نقطة التقاء رئيسية للطرق قاعدة لعملياتها. وتجوب شاحنات الامدادات الروسية شوارع المدينة، فيما تقوم القوات المقاتلة بدوريات. ويسيطر الجيش الروسي على عدة قرى ومدن جورجية منذ نجاحه في هجوم مضاد حال دون محاولة الجيش الجورجي استعادة السيطرة على منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاحد ان روسيا لا تفي بالالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاق وقف اطلاق النار مع جورجيا، خصوصا لجهة سحب قواتها على الفور من جورجيا. وقالت رايس في تصريح لشبكة فوكس الاميركية "هناك وقف لاطلاق النار وروسيا في الوقت الحاضر لا تفي بالتزاماتها". واضافت رايس بلهجة جافة "آمل هذه المرة بان يفي (الرئيس الروسي) بوعده" واكدت رايس ان روسيا ستدفع ثمن عملياتها العسكرية في جورجيا معتبرة انها "قضت" على سمعتها. وصرحت رايس عبر تلفزيون فوكس ان "اي فكرة حول كون روسيا دولة مسؤولة، مستعدة للانضمام إلى المؤسسات الدولية، السياسية، الدبلوماسية والاقتصادية، وان روسيا بلد مختلف (...)، هذه السمعة قضي عليها". وختمت بالقول "ستدفع روسيا ثمنا. وسنتباحث مع حلفائنا حول عواقب اعمال روسيا على انخراطها في المؤسسات". من جهته اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس عبر تلفزيون ايه بي سي ان "العالم باسره يرى روسيا من منظار مختلف الآن عما كان عليه قبل اسبوع او اثنين". واضاف غيتس "بالرغم من ثروتهم النفطية، فانهم بحاجة إلى الكثير مما لدى الغرب". واعلن غيتس ان الرئيس الروسي السابق رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين له "اليد الطولى" في السلطة في بلاده، وذلك بعد ان كان الوزير الاميركي توقع علاقات اكثر توازنا مع الرئيس ديمتري مدفيديف.