فاق الاهتمام بمسابقة كرة القدم كل التوقعات حتى الان في دورة الالعاب الاولمبية، والدليل احتشاد الجمهور بشكل كبير في مدرجات الملعب، وخصوصا تلك التي تستضيف مباريات المنتخبات المدججة بالنجوم امثال البرازيل والارجنتين، اذ على سبيل المثال تم بيع جميع بطاقات ( 53الف بطاقة) مباراة الاخير مع صربيا بعد توافد الجمهور ومعهم نجم كرة السلة الاميركي كوبي براينت الى ملعب "العمال" لمشاهدة ليونيل ميسي الذي لم يخض اللقاء بقرار من المدرب سيرجيو باتيستا. ولم يختلف الامر في المباريات التي خاضها المنتخب البرازيلي خلال الدور الاول حيث كان الاقبال رهيبا لمتابعة رونالدينيو ورفاقه عن كثب، لذا يبدو استمرار ابرز منتخبين في الدورة مساعدا على نجاحها بشكل كبير، في الوقت الذي بدأت فيه المنافسة تصبح اقوى مع الوصول الى الدور ربع النهائي اليوم. وكانت المنتخبات الآسيوية الصين وكوريا ج واليابان واستراليا قد خرجت من الدور الأول ولم ينج أي منهم في تكرار انجاز منتخب العراق الذي بلغ نصف النهائي في اثينا 2004، يعود بالدرجة الاولى الى ظهورهم اضعف بدنيا وتقنيا من خصومهم، بينما كانت النقطة الاولى اساسية في نجاح جميع المنتخبات الافريقية في تأمين تأهلها، علما ان ممثلي اسيا افتقدوا ايضا الى الخبرة والفعالية امام المرمى حيث سجلوا جميعهم 5اهداف في 12مباراة!. واذ يمكن لمس نوع من الاثارة في عنواني اول مباراتين، فان الترقب يتمحور حول الدور نصف النهائي كون عبور البرازيل والارجنتين اليه سيجعلهما يقفان وجها لوجه في مباراة نهائية مبكرة لا شك في انها ستكون الاقوى على الاطلاق. البرازيل - الكاميرون في شنيانغ، تلعب البرازيل في مواجهة الكاميرون ساعية الى الابقاء على الصورة الطيبة التي ظهرت عليها في الدور الاول حيث استعرضت مسجلة العلامة الكاملة وتسعة اهداف (اقوى هجوم) من دون ان يدخل مرماها اي هدف، لذلك يسعى منتخب البرازيل لمواصلة المسيرة نحو تحقيق الميدالية الذهبية للمرة الاولى في تاريخه، ينشد تصفية حساب اولمبي قديم مع الكاميرون يعود الى العام 2000في سيدني حيث خطف "الاسود غير المروضة" الذهب مطيحين في طريقهم "السيليساو" من ربع النهائي (2- 1بعد التمديد)، وذلك رغم لعبهم بعشرة لاعبين اثر طرد جيريمي قبل نهاية الوقت الاصلي بربع ساعة، وبتسعة بعدما لحق به زميله نغيمبات في الوقت المحتسب بدل الضائع، علما ان قائد البرازيل الحالي رونالدينيو كان صاحب هدف التعادل لبلاده في المباراة المذكورة. الارجنتين - هولندا وتحمل مباراة الارجنتين مع هولندا في شانغهاي توجها مماثلا بالنسبة الى حامل ذهبية اثينا 2004، الذي عجز عن الثأر من البرتقالي في مونديال 2006حيث تعادل معه سلبا في الدور الاول. ويعود حساب الارجنتينيين مع الهولنديين الى مونديال فرنسا 1998حيث لقي "راقصو التانغو" الخروج من الدور ربع النهائي (1-2) بهدف رائع في الدقيقة القاتلة حمل توقيع نجم ارسنال الانكليزي السابق دينيس بيرغكامب. وباعتراف مدرب هولندا فوبي دي هان، يدخل الارجنتينيون اللقاء مع افضلية واضحة، وخصوصا انهم عبروا من المجموعة الاولى من دون مشاكل كبيرة، وتزخر تشكيلتهم بالنجوم امثال ميسي وخوان رومان ريكيلمي وفرناندو غاغو وخافيير ماسكيرانو وسيرجيو اغويرو، اضافة الى الصاعدين ازيكال لافيتزي ودييغو بوونانوتيه. هذه الاسماء ينتظر منها في الدورة الحالية اكثر من تصدر مجموعتها في الدور الاول اي تسطير استعراض كبير، تماما كما كان ينتظر من هولندا التي تأهلت بشق النفس من بوابة المجموعة الثانية بتعادلين وفوز هزيل بركلة جزاء سجلها "المعمر" جيرالد سيبون ( 34عاما). الا ان اداء الدور الاول لا يمكن ان يكون الصورة الحقيقة لمنتخب جله من العناصر التي فازت باللقب الاوروبي للاعبين دون 21عاما الصيف الماضي، لذا في غياب كوف يالينز الموقوف ينتظر ان يتسلم هيدويغس مادورو ورويستون درينتي مهام الحد من المد الهجومي لاغويرو وميسي، مقابل توقع عودة روي ماكاي اثر ابلاله من الاصابة للعب الى جانب راين بابل. ايطاليا - بلجيكا وتستضيف بكين لقاء اوروبيا بين ايطاليا وبلجيكا، في مواجهة اقل ما يمكن القول عنها انها غير متكافئة، وذلك استنادا الى تفوق الايطاليين في المجموعة الرابعة التي تصدروها والاداء العادي لبلجيكا في الثالثة. وقدم الطليان بفريق شاب ثلاث مباريات ممتازة في الدور الاول بقيادة سيباستيان جوفينكو وريكاردو مونتوليفو ومعهم جوسيبي روسي في الهجوم فسجلوا ستة اهداف محافظين على عذرية شباكهم، وقد تكر السبحة في مواجهة البلجيكيين الذين يفتقدون الى قائدهم المدافع كومباني الذي عاد الى ناديه هامبورغ الالماني بعدما استدعاه الاخير الى صفوفه عشية انطلاق "البوندسليغه". نيجيريا - ساحل العاج وتشهد كينهوانغداو مواجهة افريقية بحتة بين الجارين نيجيريا وساحل العاج اللتين اظهرتا انهما تملكان مواهب شابة لها شأن في المستقبل. ففي الوقت الذي انصب فيه الاهتمام على ميسي ورونالدينيو ولاحقا جوفينكو، خرق العاجي جرفينيو هذه الدائرة مقدما عرضا مميزا مع المهاجم سيكو سيسيه وسالومون كالو. في المقابل، برز ناحية "النسور" مهاجم كييفو الايطالي فيكتور اوبينا ولاعب الوسط القوي بدنيا ساني كايتا، لكن تصدر المجموعة الثانية لم يقنع المدرب سامسون سياسيا الذي قال ان على لاعبيه نسيان تكرار حلم اتلانتا 1996حيث فازت نيجيريا بالذهبية، في حال واصلوا اللعب بشكل غير منظم.