سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انفراج أزمة الدقيق لا يعني انتهاءها بالنسبة للمصانع وأسواقنا بحاجة إلى استثمار نوعي قال إن الطلب على المنتجات الغذائية المعتمدة في صناعتها على الدقيق يبلغ خلال رمضان أربعة أضعاف المعتاد..الفريان ل (الرياض)
استبعدت شركات عاملة في قطاع تصنيع الأغذية حدوث نقص في خطوط إنتاج السلع الغذائية المعتمدة على الدقيق كأحد مكونات مدخلات صناعتها الرئيسية، وذلك امتداداَ لأزمات نقص يشهدها الدقيق والطلب الشديد عليه خلال هذه الفترة من كل عام وتتزامن مع أواخر شهر شعبان وبداية شهر رمضان المبارك، غير أنهم أكدوا أن ذلك لا يعني انفراج الأزمة إلى حد تأمين كامل الطلب بالنسبة للمصانع المرتبط مدخلات إنتاجها - من الأغذية المصنعة - بالدقيق . وقالوا "مع الدعم الحكومي وخطوط الإنتاج الجديدة للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق قي عدد من المدن الرئيسية فيستبعد حدوث مفاجآت غير سارة على هذا الصعيد شهدها سوق الدقيق خلال نفس الفترة من الأعوام القليلة الماضية"، منبهين إلى أن وزارة التجارة والصناعة تحمل مسؤولية تكثيف الرقابة على سوق الدقيق توريداً وتوزيعاً لمنع استغلال نشاطه المضاعف خلال هذه الفترة من كل عام . هذا وينتظر أن تشهد أسواق الجملة والتجزئة ونقاط البيع في كافة الأسواق المركزية خلال الأيام القليلة القادمة كما هي بداية شهر رمضان المبارك من كل عام وبحسب السلوك الغذائي الجماعي، كثافة شديدة الطلب على المنتجات الغذائية المعتمدة في صناعتها على الدقيق كالمكرونة والشعيرية وغيرها، حيث يتضاعف الطلب على هذه المنتجات أربعة اضعاف الطلب خلال الفترات الأخرى من السنة بحسب خبراء في قطاع صناعة الأغذية . هذا واستنفذت المؤسسة العامة لصوامع الغلال كامل طاقاتها وكافة خطوطها الإنتاجية الجديدة والقديمة لمواجهة الطلب المرتفع والمتوقع على الدقيق خلال هذه الفترة من قبل مصانع وشركات الأغذية، في الوقت الذي ترجع فيه "صوامع الغلال" أزمة النقص خلال هذه الفترة من كل عام إلى تضاعف كميات الشراء لهذه المنتجات من قبل المواطنين والمقيمين بأسلوب يفوق الحاجة وكذلك بسبب تجاوزات يستغل فيها الموزعون الطلب الكثيف على الدقيق . وأكد ل " الرياض" فهد بن محمد الفريان العضو المنتدب لشركة المنتجات الغذائية أن أزمة الدقيق بدأت بالانفراج بشكل ملموس بالنسبة لمصانع الأغذية، مشيراً إلى أن بوادر استقرارها ظهرت بالنسبة للمنتجات التي يدخل الدقيق كأحد مكوناتها، إلا أنه أكد أن المتوفر من الدقيق لا يزال غير قادر على التشغيل الكلي لخطوط إنتاج المنتجات الغذائية التي يدخل الدقيق في مكوناتها، وحول ما يلزم عمله لتأمين حاجة المصانع كاملة من الدقيق قال "هذه المشكلة في طريقها للحل مع خطوط الانتاج الجديدة ل "صوامع الغلال" في بعض مدن المملكة . وقال إن هذا الانفراج يعبر عن الجهود الملموسة التي قامت بها "صوامع الغلال" من خلال فتح قنوات إنتاج جديدة للدقيق خلقت استقراراً في المعروض منه وهو ما اعتبره دعماً لصناعة الأغذية الوطنية بشكل عام، غير أنه أشار إلى ان شركته لا تزال تعاني من عدم تغطية طلبها من الدقيق بالكامل . ولم يعط الفريان حجماً لمبيعات المنتجات الغذائية المرتبطة برمضان خلال نفس الشهر وذلك من المكرونة والشعيرية، غير أنه أوضح أنها تبلغ أربعة أضعاف حجمها المعتاد في باقي فصول السنة، وقال الفريان ان شركة المنتجات الغذائية وبسبب علاقة منتجات الشركة بشهر رمضان المبارك فقد عملت باكراً على تلافي أغلب مشاكل الدقيق مما هيأها لتعبئة الاسواق بمنتجاتها، وقال "هناك عمل دءوب لا زلنا نقوم به في هذا الجانب، فطبيعة عملنا موسمي وجزء من منتجات الشركة له علاقة بشهر رمضان" . وكشف بأن الشركة استطاعت تأمين بدائل أخرى من منتجات الشركة بالاعتماد على سميد القمح القاسي والذي يتم استيراده لتقليل الخسائر جراء النقص في الدقيق، وقال "تمكنا بذلك من عدم التأثير على مستوى الأرباح التي يتوقعها مساهمو الشركة، مشيراً إلى أن الشركة قامت على إنتاج منتج جديد من المكرونة في طريقه للأسواق قبيل حلول شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن الطلب الأولي على هذا المنتج يؤكد نجاحه . وأوضح أن الشركة اعتمدت ضمن خطة عملها وتوجهاً مع كل ما يمكن أن يقلل من أزمات نقص محتملة للمواد الأساسية لمنتجات الشركة عدم تصدير أي منتج من منتجات الدقيق كالمكرونة وغيرها، مشيراً إلى أن خطوط التوزيع تذهب بشكل كامل لتأمين طلبات الأسواق داخل المملكة، مضيفاً أن الشركة أيضاً لديها أفكار حثيثة لإنتاج أنواع من اللحوم ومشتقاتها متوقعاً تميزها . وعن رأيه في الأزمات الغذائية الآنية وتوقعات اشتداد وطأتها مستقبلاً والمتمثلة في شح المكونات الرئيسية للغذاء والدور المفترض على الشركات الوطنية للمساهمة مع الجهات ذات العلاقة في إيجاد حلول لهذه الأزمة، أكد الفريان أن الأزمة بحاجة إلى تشجيع نوعي لقيام استثمارات غذائية متنوعة من جهة ومتخصصة من جهة أخرى لتكون سداً منيعاً لأي أزمة غذائية، وقال ان تشجيع الاستثمارات بكافة السبل كان مطلبا ورؤيا ثاقبة وبعيدة المدى للكثير من أرباب الاقتصاد حتى قبل حدوث أي أزمة . وأضاف أن ذلك ما يستدعي توجيه النظر لمتطلبات واحتياجات الغذاء قبل النظر إلى ما يريده رجال الأعمال ومن ينوون الدخول في استثمارات غذائية، مشيراً إلى أن الأرضية متاحة جداً الآن لاستغلال زخم أسواق المملكة ونشاطها الاستهلاكي والذي تعتمد فيه على نمو اقتصادي كبير وكثافة سكانية عالية جعلته من أهم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط والأكبر لواردات الأغذية بين دول مجلس التعاون الخليجي بحجم يبلغ ( 60في المائة) من سوق الأغذية الكلي . وأكد الفريان على القدرة والقوة التي باتت تحتلها المنتجات الغذائية السعودية حتى بالنسبة للمنتجات العالمية كافة، معتبراً منتجات الغذائية "وفرة" في مقدمة المنتجات السعودية في إنتاج المكرونة، موضحاً أن منتجات وفرة تشهد ولا زالت تطويراً نوعيا لها في القيمة الغذائية والتغليف والتسويق، بالإضافة إلى استهداف شرائح استهلاكية جديدة بمنتجات غذائية مميزة لشرائح المجتمع صغيرة السن، مؤكداً أن الأسواق وخلال الأيام القليلة القادمة بانتظار منتجات تتناسب مع قدوم شهر رمضان، الذي وصفه بأنه الموسم الأكبر استهلاكاً لقطاع المكرونة والشعيرية لارتباطه الشعبي مع مناسبتي السحور والفطور. وأوضح أن الشركة استطاعت أن تقيم مشاريع ناجحة في هذا القطاع وأن تؤسس منتجات عالية الجودة في الداخل تلبي احتياجات متزايدة كما نجحت في تكوين أسواق جديدة لها على النطاق الخليجي والعربي، وقال "يكفي المرور على الأسواق في الدول الخليجية لتجد أن المنتج السعودي بات يعد من أبرز الاختيارات للمستهلك خليجياً وعربياً . وأوضح الفريان في ختام حديثه أن منتجات الشركة (وفرة) التي تتنوع في منتجات المكرونة والشعيرية وشرائح البطاطس والكورن فلكس بانتظار أن تسجل أرقاماً توزيعية جديدة ومضاعفة ومحفزة لنا في أسواقنا الحالية وخلال شهر رمضان المبارك، وقال ان ذلك ما جعل الشركة تضع خططا توسعية مستقبلية لفتح أسواق محلية وإقليمية ستؤكد تواجد الغذائية وأهميتها في سوق الأغذية في السعودية .