هزت عدة انفجارات وعدد من طلقات الرصاص مقاطعة كوكا بإقليم شينيانغ المضطرب في شمال غرب البلاد صباح أمس الأحد مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل واصابة أربعة آخرين. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الانفجارات وقعت ما بين الساعة الثانية والنصف والرابعة صباحا في وسط مدينة كوكا التي يبلغ عدد سكانها 400ألف نسمة وتقع على بعد نحو 740كيلومتر من عاصمة الإقليم أرومكي. وأضافت شينخوا ان القتلى من بينهم سبعة من المسلحين وحارس أمن فيما أصيب ضابطا شرطة واثنان من المدنيين. ونقلت الوكالة عن الشرطة إن أحد المشتبه فيهم تم احتجازه أبلغهم أن 15شخصا متورطون في الهجوم. وقالت الشرطة "هاجم (انتحاريون) مكاتب الحكومة المحلية ومكتب الأمن العام". وقالت الوكالة إنه تم تسجيل 12انفجارا منفصلا في المقاطعة باستخدام متفجرات مصنوعة من أنابيب ملتوية وانابيب غاز وحاويات غاز مسال. وقال أحد الأجانب المقيمين في كوكا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب .أ.) عبر الهاتف إنه وقع ما يقرب من عشرين انفجارا قويا كما شوهد وميض اضواء دون حرائق أو دخان. وأضاف أن طائرة مرت في سماء المدينة قبل وقوع الانفجار الأول. وقال شاهد العيان "بدأ دوي الأعيرة النارية بعد نحو نصف ساعة من وقوع الانفجار الأول الذي أعقبته انفجارات أخرى بعد دقائق". يذكر أن إقليم شينيانغ الذي يعاني من اضطرابات يقطنه نحو ثمانية ملايين مسلم من أقلية اليوغور وهي جماعة عرقية تتحدث باللغة التوركية وتعارض الحكم الصيني. وكانت الصين وصفت جماعات اليوغور التي تسعى للحصول على الاستقلال بإقليم شينيانغ بأنها تمثل أكبر تهديد " إرهابي " محتمل خلال دورة الألعاب الاولمبية. واتهمت الحكومة هذه الجماعات في الماضي ب "الإرهاب". وأبلغ ديلكسات راكسيت المتحدث باسم جماعة مقرها ميونيخ تمثل أقلية اليوغور في المنفى وتطلق على نفسها مجلس اليوغور العالمي وكالة الأنباء الألمانية أن سكان في المنطقة قالوا إن التفجيرات وقعت في مناطق مختلفة من المقاطعة. وقال راكسيت "قال السكان المحليين إن التفجيرات وقعت في مكاتب الحكومة وفي وحدات شرطة الشعب المسلحة (شبه العسكرية). ولم يتم تفجيرأي منطقة مدنية". وقال راكسيت إن المقاطعة خضعت لاشراف الجيش فيما منع السكان من مغادرة منازلهم. فيما أضاف الأجنبي المقيم في المقاطعة الذي تحدث إلى (د. ب. أ.) إنه لا الصينيين ولا اليوغور ولا الزوار الأجانب في الفندق الذي يقيم فيه سمح لهم بالمغادرة. وقال راكسيت إن جنودا من الجيش الصيني وجيش التحرير الشعبي يقومون بدوريات في الشوارع. ووقعت التفجيرات بعد يومين فقط من بداية دورة الألعاب الأولمبية المستمرة من 8إلى 24نيسان - أبريل في بكين يوم الجمعة الماضي كما تأتي بعد أسبوع تقريبا من قيام رجلين من اليوغور في مدينة كاشجار بإقليم شينيانغ بإلقاء متفجرات وطعن 16من ضباط القوات شبه العسكرية حتى الموت فيما أصابوا 16آخرين أثناء تمرينات الصباح. ونقلت شينخوا عن كبير مسئولي الحزب الشيوعي في شينيانج وصفه الهجوم الذي وقع يوم الاثنين الماضي بأنه إرهابي وأن جماعة حركة شرق تركستان الإسلامية هي المشتبه بها. وبعد هجمات عام 2001في الولاياتالمتحدة وبعد أن بدأت بكين وواشنطن في التعاون في مسائل مكافحة الإرهاب تم وضع الجماعة في قائمة الجماعات الإرهابية الدولية. وقال راكسيت "نحن ضد استخدام كلا الطرفين للسلاج لكن الصين لا تدع لليوغور أي طريق سلمي آخر للاحتجاج. كل شيء مقموع. وفي هذا الوضع يجبر اليوغور على حمل السلاح. ليس هناك قوى خارجية تؤثر على هذا". إلى ذلك سعى المسؤولون الصينيون أمس إلى تطمين الزائرين الاجانب بأنهم في أمان بالصين، موضحين أن قتل والد زوجة مدرب منتخب الولاياتالمتحدة الاولمبي للكرة الطائرة هو حادث فردي. وقال وانغ واي نائب الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لأولمبياد بكين إن الهجوم الذي وقع في بكين السبت وأسفر أيضا عن إصابة زوجة القتيل ومرشدة سياحية صينية، هو "عمل إجرامي فردي". وقال وانغ للصحفيين إن كبار مسئولي وزارتي الصحة والخارجية زاروا المستشفى التي يتم فيها معالجة السيدتين المصابتين و"تأكدوا من أنه جرى تقديم كل شيء ممكن لمساعدتهما". وأفادت اللجنة المنظمة في بيان لها بأنها " شعرت بحزن عميق لدى علمها بنبأ الهجوم المأساوي.. وتبعث بخالص مواساتها وتعازيها للضحايا وأسرهم". وأشار البيان إلى أن "التحقيق لايزال جاريا للكشف عن ملابسات الحادث النادر والمأساوي". وأضاف البيان أن "بكين مدينة آمنة وأن الشرطة تبذل قصارى جهدها لتوفير بيئة آمنة لجميع السائحين والصينيين والاجانب أثناء رحلاتهم في بكين". وقالت اللجنة الامريكية للاولمبياد إن القتيل يدعى تود باتشمان وأنه والد زوجة هيو ماكتشون مدرب منتخب الولاياتالمتحدة الاولمبي للكرة الطائرة. أما زوجة باتشمان فتدعى باربرة وهي تعاني من "تمزقات متعددة وطعنات"، ووصفت حالتها بأنها "خطيرة لكنها مستقرة" وذلك بعد أن أجرت عمليات جراحية استغرقت ثماني ساعات بعد الحادث. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قال إنه "حزن لنبأ الهجوم على أسرة أمريكية ومرشدتها الصينية أمس في بكين". وأضاف بوش في بكين حيث التقى أعضاء الفريق الأمريكي السبت بعدما حضر حفل افتتاح الاولمبياد: "قلوبنا مع الضحايا وأسرهم وصلواتنا لهم". ونقلت "وكالة أنباء الصين الجديدة" (شينخوا) عن مسئولي المدينة قولهم إن رجلا ( 47عاما) هاجم سائحين أمريكيين اثنين ومرشدتهما السياحية الصينية، في الطابق الثاني من برج "درام تاور" التاريخي ببكين، مما أسفر عن مقتل مواطن أمريكي. وأشارت "شينخوا" إلى أن المتهم يحمل بطاقة هوية تحمل اسم تانغ يونجمينغ، وهو من مدينة هانغتشو شرقي البلاد، موضحة أنه قفز من البرج بعد ارتكابه الجريمة. وقال شاهد عيان لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إنه رأى رجال الشرطة يحيطون ب"حزمة كبيرة من الملابس" أسفل البرج.