عندما كنا طلاباً ونقوم بعمل لوحة مدرسية نكتب على اللوحة عمل الطالب فلان واشراف الأستاذ فلان لنحفظ حقنا العملي، وعندما كنا نكتب موضوع تعبير نضع اسمنا في خاتمة الموضوع كي نحفظ حقنا الأدبي. هذا ما تعلمناه في مدارسنا في الصغر وعندما كنا نشاهد دعاية أو اعلاناً معيناً كنا نجد في نهاية المقطع كلمة (العلامة مسجلة) أو حرف R يعني Registered. أو عندما نشاهد عملاً تلفزيونياً معيناً نجد في بدايته تحذير بأن (حقوق النسخ محفوظة) أو حرف C يعني Copy write ، لكن في الفترة الأخيرة ظهر قراصنة ليس كالذين نشاهدهم بالأفلام كقراصنة البحر وشكل الجمجمة والعظمتين المتقاطعتين ولون الشعار أسود ووجوه مرعبة وسكاكين وبنادق لكن الشكل الجديد للقراصنة هم أناس قابعون خلف مكاتبهم يلبسون البدلات مصففو شعورهم معطرون ويضعون حزام الأمان في سيارتهم أيضاً فهؤلاء أخطر من قراصنة البحر الكاريبي لأن قراصنة البحر لهم شعارهم ونهجهم ولم يقلدوا أحداً ولم يسرقوا شعار أحد وهم معروفون.. أما قراصنة الملكية الفكرية فشعارهم هو شعار غيرهم ونهجهم هو نهج غيرهم وعملهم كله مستنسخ بشكل يعمل على تشويه سمعة المنتج الأصلي بل ويتعدى على حقه المالي ويغش الجمهور المستفيد فيعطيهم المنتج على أنه أصلي كالمطاعم ومنتجات الغذاء وأدوات التجميل مثلاً بل هناك غش من نوع آخر أن نسرق الحق الأدبي أيضاً كسرقة مقالة أو قصيدة شعر أو نسخ عمل اعلامي بدون اذن أو تصريح أو بيع أجهزة لفك شفرات قنوات مدفوعة الثمن ممكن أن تعمل على فتح قنوات اباحية تنشر الفساد والرذيلة. فهناك عدة أنواع من الملكيات الفكرية كالملكية الصناعية التي غالباً ما تتمثل في: - حق براءة الاختراع: المراد بالحماية بموجب البراءة أن الاختراع لا يمكن صنعه أو الانتفاع به أو توزيعه أو بيعه لأغراض تجارية دون موافقة مالك البراءة. - العلامات التجارية: شكل مميز يحدد سلعا أو خدمة معينة على أنها تلك التي ينتجها شخص أو مشروع محدد أو منشأة تجارية أو مطعم أو شركة قنوات تلفزيونية. - الهيكل الصناعي: وهو شكل المنتج الحقيقي أو المظهر الزخرفي أو الجمالي للسلعة بحيث يكون هذا الرسم كقيمة مضافة للسلعة مسجلة ومحفوظ حقها من التقليد أو التداول بدون اذن. - مكان المنشأ: أي مصدر انشاء السلعة التجارية فلا يحق لأي جهة الإعلان عن مصدر سلعة بدون وجه حق على سبيل المثال بعض الشركات تقوم بشراء منتجات من الصين ومن ثم تصدرها الى المانيا أو ايطاليا وبعدها تصدرها للدولة المستفيدة على أنها منتجات ألمانية أو أيطالية. وهناك نوع آخر من الملكية اسمه حق المؤلف: وهو حق أدبي للكتاب والمبدعين لإنتاجاتهم واصداراتهم الأدبية والتعليمية والتثقيفية، ولا يقتصر الحق على اللغة المستخدمة في الإصدار الأدبي فلا يجوز حتى ترجمتها للغة أخرى فالحق واضح في طبيعة المادة وهيكلها ولهذا الأمر مؤلفات وقوانين عدة واتفاقات دولية. وباختصار شديد يمكن أن نلخص الأنواع الرئيسية للملكية الفكرية كما يلي: الأعمال الأدبية والفنية والعلمية. الأداء والتنفيذ الفني والبث الإذاعي والسمعي والمرئي. والاختراعات في كل مجالات النشاط الإنساني. والاكتشافات العلمية. والرسوم والنماذج الصناعية. والعلامات التجارية والخدمية والأسماء والبيانات التجارية. الحماية ضد المنافسة غير المشروعة. وكذلك كافة الحقوق المرتبطة بالنشاط الفكري في المجالات الصناعية والعلمية والأدبية والفنية. مع العلم أن حقوق الملكية الفكرية لا تحصر وهي في تجدد دائم لايتوقف، وفي الحقيقة وزارة الإعلام وتحديداً الإعلام الداخلي ووزارة التجارة (مكافحة الغش التجاري) بذلوا جهوداً حثيثة في تحقيق حق الملكية الفكرية كمظلة رئيسية لكل الحقوق الفكرية الفرعية، لكنني أرى أنه لابد من تدخل مصلحة الجمارك بشكل أكبر لمنع دخول أي مواد أو أجهزة مسجلة ومحفوظة لدى أصحابها، وأننا نتطلع الى المزيد لينعكس ذلك على وطننا الغالي بالسمعة العلمية الراقية بين دول العالم، والحمدلله هذا الأمر متحقق بل ومتنام لكننا نريد المزيد.