خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رجل دولة يشعرك دائما بمسؤولياتك، ويتواضع أن ينسب لنفسه شيئا مما ينجز لمصلحة وطنه وأمته؛ أحبه المواطن لإخلاصه وقربه منه، ويشعرنا نحن المسؤولين العاملين معه انه سند لنا في أعمالنا، ولكنه متابع مؤتمن يحثنا دائما على المزيد، ولا يغضب أبدا كغضبه عندما يلمس أن هناك تقصيرا مقصودا من مسؤول. هذه الكلمات جاءت ضمن سياق ما دونه للوطن وللأمتين الإسلامية والعربية، وللتاريخ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله - تقديما لكتاب (عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود .. سيرة ملك ومسيرة إصلاح) من تأليف الدكتور عبدالعزيز بن محمد النهاري. وقد وصف ولي العهد الأمين - حفظه الله - هذا الكتاب بقوله (إن هذا الكتاب الذي يتحدث عن سيرة الملك الإنسان، أخي وقائد مسيرتنا جميعا في هذه البلاد المباركة، ما هو إلا جهد قليل في مسيرة حافلة بالعطاء لشخصية وطنية وعربية وإسلامية وعالمية، يندر وجودها في عالم اليوم.. إن قامة بمستوى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يحتويها كتاب، ولا يحيط بأبعادها مؤلف ولا يستطيع مبدع مهما أوتي من فصاحة اللسان، وروعة البيان، أن يفي شخصية الملك عبدالله حقها؛ وهذا الكتاب الذي سعدت بقراءته هو جهد مقدر للدكتور عبدالعزيز النهاري، لتسليط الضوء على هذا الرمز الإنساني الذي يقف شامخا في مملكة الإنسانية). أما الدكتور النهاري فقد نعت إصداره هذا قائلا (لقد شرفني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بكتابة مقدمته، فقد وفقني الله إلى تأليفه بعد بحث وتحليل، توخيت فيه الحقيقة العلمية، عن رجل عظيم استطاع بقوة إيمانه، وسلامة سريرته، أن يسطر صفحات جديدة في تاريخ بلادنا.. وأن يكسب بصراحته ومواقفه احترام العالم وقادته.. وأن يرسخ بنقائه ونظرته الثاقبة سلسلة من المبادئ الإنسانية السامية، الداعية إلى الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب). كتاب د.عبدالعزيز عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - كغيره من الكتب التي ليست كتبا إعلامية.. ولا إصدارات دعائية.. .فهل يبقى من الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل لأن هذا الإصدار وغيره لا تأتي من أبواب الدعاية والإعلام، ولا يمكنها ذلك، إنما هي حس مواطن قريب من قيادته، حي بوطنه، ولا غرابة.. عندما يكون التلاحم بين القيادة والوطن والمواطن قربا في إخلاص، وإخلاصا في قرب، ومن هنا يظل هذا الإصدار وغيره في ملك الإنسانية، محاولات جادة ومخلصة وقريبة جدا، ذات حس عال بالمواطنة الصالحة، تقترب بشكل أكبر محاولة بكل ما تملكه من عمق وطني، ومنهجية علمية أن تقول ما بوسعها وما بإمكانها أن تقدمه بين يدي القارئ، لكنه جهد المقل، لا عجز في حس وطني، ولا تقاعس في فهم معرفي لكنه البحر الذي لا يستطيعه مؤلف أن يجعله مدادا يسعفه لأن يدون (ملما) بسيرة ملك الإنسانية، وقائد الأمة، وصاحب المواقف العالمية المشهودة في تاريخ الأمتين الإسلامية والعربية. يقع كتاب (عبدالله بن عبد العزيز آل سعود سيرة ملك.. ومسيرة إصلاح) للدكتور عبدالعزيز بن محمد النهاري في (208) ورقات من القطع الكبير، صادر عن مطبعة السروات، حيث تضمن الإصدار (9) فصول جاءت بعد تقديم ولي العهد الأمين - حفظه الله - الذي أعقبه مدخل بعنوان: عبدالله بن عبدالعزيز الفكر والتوجه؛ أما الفصل الأول فقد تناوله النهاري من خلال: عبدالله بن عبدالعزيز الولادة والمنشأ، ليأتي الفصل الثاني بعنوان: الطريق إلى القيادة، أما الثالث فعن: الحرس الوطني.. دور عسكري وحضاري، ليعقبه الفصل الرابع حول: ولاية العهد .. تحديات الداخل والخارج، أما الفصل الخامس فيتحدث عن: ولي العهد.. مهام كبرى، ليتناول الفصل السادس: الملك عبدالله والإصلاح، ثم السابع بعنوان: الملك عبدالله .. السياسي ورجل الدولة، جاء بعده الفصل الثامن عن: التغيير والانفتاح، أما التاسع فبعنوان: الملك الإنسان؛ حيث يسبق كل فصل من هذه الفصول، مقولات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في مناسبات محلية وعربية عالمية مختلفة . بعد أن تناول د.النهاري في هذه الفصول وقفات في عالم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إنسانا قريبا حانيا.. وراعيا أمينا.. وقائدا ملكا مخلصا.. وفارسا سياسيا عالميا محنكا.. فقد ضمن كتابه ملحقا مصورا بعنوان: الملك عبدالله سيرة مصورة، حيث ضم هذا الملحق المصور (116) صورة لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن العزيز، في (44) صفحة جاء منها (42) صورة بعدسة الأمير: فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود. لقد استطاع الدكتور النهاري أن يتناول فيما كتبه من فصول في كتابه، من خلال رؤية علمية، تتضح فيها رؤية المواطن ورؤية الصحفي فيما رافقه وعايشه د.عبدالعزيز من المواقف في مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، من خلال كلماته ومواقفه وآرائه وحواراته، ومسيرة حياته العملية.. من رئاسة الحرس الوطني إلى قيادة بلادنا الغالية العزيزة. إن الكتابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - تعني حتما الكتابة عن أمة في شخص وعالم في قائد إنسان، قائد أفعاله تتحدث عن أقواله.. إحساسه مواطن ووطن.. وهمه مهام كبرى في مواجهات التحديات العالمية.. مسيرة تنمية شاملة.. ومسيرة إصلاح في الداخل والخارج.. سيرة دور حضاري عالمي.. يقف له التاريخ عرفانا ووفاء.