ساهمت الثورة التلفزيونية الفضائية خصوصا في قنوات الشعر والأغاني في تسهيل على سبيل المثال تجميع التبرعات بالملايين من الريالات وخلال ساعات لدعم مهرجان لمزايين الإبل يستمر ثلاثة أيام تقريبا بهدف انتخاب ملكة او ملك جمال الإبل، وبالمقابل ومع هذا التجمع السخي بالتبرعات، هناك من يقومون وبصعوبة بالغة بتجميع الملايين كتبرعات أيضا ولكن هذه المرة لدعم جمعيات خيرية متنوعة في أنشطتها وبإمكانيات فضائية محدودة جدا!! بطبيعة الحال مبالغ التبرعات قد تكون في أحيان كثيرة متقاربة، ولكن الاختلاف في الهدف، فالأول تبرع لهدف مؤقت والثاني قد يكون لهدف دائم ومستقبلي، ولا خلاف على مشروعية هذه التبرعات، لان التصرف بالمال يعتبر حرية شخصية لصاحبه، ولكن وبما ان السخاء والبذل من شيم هذا المجتمع للتبرع بالخير بالطرق المشروعة، كيف يمكننا الاستفادة من الفضائيات وبصورة متطورة في تفعيل الدعم لمشاريع خيرية صحية تتعلق بالمرضى ومشاريع أخرى هامة على مستوى حاجة الفرد بالمملكة، فالأمر بالفعل لا يحتاج فقط إلى أسلوب الفزعات او المجاملات او الواجب القبلي!! فمع الانتشار الكبير للقنوات الفضائية بالإضافة للتطور التقني في مجال الاتصالات أصبح لدينا أساليب أكثر ديناميكية ومتطورة لجمع التبرعات، وما تجربة جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الغسيل الكلوي مع تقنية الرسائل القصيرة عبر الجوال ( SMS )، الا شاهد حضاري على كيفية تسخير التقنية في أعمال الخير، وهذا الأمر يطرح أمامنا تأمل ودراسة التجربة الفريدة والناجحة لمستشفى سرطان الأطفال 57357بمصر والذي تم تشييده بالاعتماد الكبير على رسائل ال SMS منذ سنوات مع استمرارية هذه الوسيلة المتطورة للتبرع بتشغيل هذا المستشفى في الوقت نفسه،وقد استغربت بالفعل ان احد المسئولين لدينا عن (مركز يحتاج لكم كبير من التبرعات)، يذكر لي انه سبق و اطلع وبصورة مباشرة وبزيارة رسمية على تجربة مستشفى 57357قبل سبع سنوات ولكن رغم ذلك لم يستثمر نقل هذه التجربة لنا للأسف، لان اطلاعه كان للسياحة فقط ولم يحاول ان يطبق هذه التجربة لدينا بوقت مبكر!! ومع أهمية تجربة جمعية الأمير فهد بن سلمان مع تبرعات رسائل الجوال والتي تعتبر صدقة لمتبرعيها، إلا أن الحملة الإعلانية والإعلامية لها تعتبر تقليدية بكل المقاييس،خصوصا مع تركيزها على إعلانات صحفية غير إبداعية و إهمالها التواجد في القنوات الشعبية والمتابعة من مختلف فئات المجتمع، مع انه بالإمكان الاستعانة بمتخصصين بهذا المجال لدعم هذه التجربة المهمة في طريقة التبرعات والاستعانة أيضا بنجوم مجتمعنا بجميع المجالات لتعريف المواطنين والمقيمين بأهمية مثل هذا التبرع والذي يساهم وبدرجة كبيرة في تخفيف معاناة إخواننا من مرضى الفشل الكلوي،خصوصا إذا علمنا أن تكلفة الغسيل الكلوي للمريض مرتفعة جدا حيث تبلغ 110آلاف ريال سنويا، فكم هي أهمية المشاركة والتفاعل من أبناء المجتمع لو شارك على سبيل المثال 5ملايين مواطن ومقيم برسالة واحدة فقط شهريا على الرقم 5060، حيث ستوفر هذه الرسالة ما لايقل عن أكثر من نصف مليار ريال سنويا للجمعية لمساعدة أخواننا المحتاجين للغسيل الكلوي !! فالاستعانة بنجوم مجتمعنا لدعم هذه الحملة عبر القنوات الفضائية بأسلوب إعلامي غير تقليدي من الوسائل التي ستساهم وبدرجة كبيرة في توعية الجميع بهذا الأسلوب الجديد على مجتمعنا لجمع التبرعات، وما تجربة الأخوة المصريين في الاستعانة على سبيل المثال بكابتن المنتخب الكويتي لكرة القدم بشار عبدالله عبر الإعلانات التلفزيونية لدعوة أبناء وطنه الكويت بصفة خاصة للتبرع لمستشفى 57357، الا دليل على نجاح سياستهم الإعلامية والإعلانية التي ساهمت وبدرجة كبيرة في بناء هذا المستشفى، مع استشهادنا بدعم كافة نجوم المجتمع المصري ومشاهيره من بداية التبرع لهذا المستشفى حتى وقتنا الحاضر، لأنه من المهم ان تنجح وتتطور تجربة جمعية الأمير فهد بن سلمان مع تبرعات ال SMS لتكون نواة لدعم أعمال وجمعيات خيرية بطرق متقدمة تقنيا ومريحة للمتبرعين بنفس الوقت في المستقبل، وهذا ما نتمناه بالفعل .