ثمة أسباب لغياب الحيوانات المنوية في السائل المنوي أبرزها انسداد البربخ أو الشبكة الخصيوية او الاسهرين او القنوات الدافقة او الغياب الخلقي للأسهرين أو انسدادهما المكتسب نتيجة اصابتهما بالالتهاب الجرثومي المزمن، واما حصول ضمور جزئي أو كامل في الانطاف. كانت الارشادات والتوجيهات الطبية في الماضي تشدد على ضرورة اختزاع الخصية في تلك الحالات للتوصل إلى تشخيص دقيق يوجه نوع المعالجة للتوصل إلى الحمل. أما الآن فقد نبذ بعض الخبراء تلك الوسيلة التشخيصية المعترف بها والتقليدية إلا في بعض الحالات كالاشتباه بوجود سرطان داخل الخصية أو في حال تأكيد تشخيص الضمور قبل القيام بتلقيح البويضات اذا ما اختار الزوجان تلك الوسيلة العلاجية. فاذا ما كانت الخصيتان بحجم طبيعي مع معدل غير مرتفع جداً للهرمون المنبه للجريب FSH فان احتمال وجود ضمور في الخصية قليل جداً ويعود غياب الحيوانات المنوية في السائل المنوي إلى انسداد في القنوات المنوية الذي يستدعي القيام بجراحة مجهرية تصحيحية مع أمل حصول حمل بنسبة حوالي 40% من تلك الحالات، إلا أن معظم الاخصائيين لا يزالون مصرين على اختزاع الخصية لإثبات التشخيص قبل القيام بأي عملية جراحية. غير دقيق واما في حال وجود نقص هام في حجم الخصيتين مع ارتفاع شديد في معدل الهرمون المنبه للجريب، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي، فإن اختزاع الخصية في تلك الحالات بخزعة واحدة غير دقيق لأنه حتى لو كان سلبياً فقد يخفق في اكتشاف بعض الحيوانات المنوية الموجودة داخل الخصية التي لا تستطيع أن تبقى حية أثناء مرورها في البربخ او الاسهر فضلاً أنها لا تظهر في السائل المنوي. وحتى اذا ما اخذت عدة خزعات من الخصية في تلك الحالات فان احتمال كشف حيوانات منوية في التحليل النسيجي لا يتعدى حوالي 20% إلى 40% رغم تواجدها في بعض المناطق الخصيوية ويتطلب تشخيصها في جميع الحالات أي في حال وجود توقف دورة الانطاف او حصول تخاذل في آليته مع نقص شديد في النطيفات الأولية وحتى في حال غياب الانطاف الكامل مع تواجد خلايا "سرتولي" فقط، على الكشف المجهري. فان المعالجة الناجحة تقوم على القيام بالكشف المجهري الجراحي على الخصية واستئصال النيبات الخصيوية الموسعة التي تحتوي على الحيوانات المنوية بنسبة حوالي 30% إلى 60% حسب درجة الضمور الخصيوي مع احتمال حصول الحمل بنسبة 30% إلى حوالي 48% من تلك الحالات كما أظهرت دراسة قام بها الدكتور شليغيل وزملاؤه في مركز "كورنيل الطبي" في مدينة نيويورك على 800مريض وحسب خبرتنا الشخصية على المئات من المرضى. فحسب تلك المعطيات الحديثة التي بدلت جذرياً الاستطبابات الطبية بالنسبة إلى اختزاع الخصية في حال غياب الحيوانات المنوية التام في السائل المنوي الذي قد يعود إلى الضمور الخصيوي بنسبة حوالي 10% من جميع حالات العقم الذكري او إلى انسداد البربخ او الشبكة الخصيوية او الاسهرية او القنوات الدافقة بمعدل حوالي 13% واحيانا إلى القذف الرجوعي نتيجة الاصابة بداء السكري او بعد استئصال الغدد اللمفية خلف الصفاق وغيرها. في وجود خصيتين بحجم طبيعي حسب المقاييس الطبية ومعدل غير مرتفع للهرمون المنبه للجريب فمن المستحسن في تلك الحالات أخذ خزعة بالابرة من الخصية لاثبات وجود انطاف طبيعي داخلها قبل القيام بأية معالجة جراحية. واما في حال ضمور الخصيتين مع نقص هام في حجمهما مع ارتفاع شديد لهرمون FSH أي اكثر من 3أضعاف فلا داعي من اختزاع الخصية للتشخيص بل من الأفضل القيام بالكشف الجراحي المجهري على الخصية واكتشاف النيبات التي تحتوي على الحيوانات المنوية واستئصالها واستعمال النطاف لتلقيح البويضات مما يزيد نسبة النجاح وتفادي القيام بالاختزاع الخصيوي مرتين مع احتمال حصول بعض المضاعفات وتحمل المريض آلام الاختزاع الأولي وتكاليفه مع فشله في بلوغ التشخيص الدقيق في معظم الحالات. فخلاصة القول ان اختزاع الخصية التشخيصي قد يكون مفيداً في بعض حالات غياب الحيوانات المنوية الانسدادي لاثبات وجود نطاف كامل في الخصية الا انه غير ضروري في حالات غياب النطاف غير الانسدادي الذي يستدعي الكشف الجراحي المجهري والمعالجة الناجحة .