لم يعد لجيل الأساتذة في كرة القدم اي تواجد وأصبحنا نشاهد في الوقت الحالي نجوماً وإتقاناً على مستوى المهارة وتطبيق الخطط وإجادة التكتيك والجري المستمر بطول الملعب وعرضه وعلى مدار كل الدقائق والثواني للمباراة وانحصرت الإثار وجمال اللعبة بقوة الأداء وسرعة التنفيذ وكمية المخزون اللياقي ومقدار التحمل والمقاومة عند الاحتكاك واللعب العنيف ولاشك ان هذا الاتجاه في كرة القدم افرز العديد من الطرق والخطط الجديدة والمختلفة عن ما سبق ومع هذا وحتى وقت قريب فقد كانت الملاعب تحتفظ بأسماء ولاعبين تخطت أدوارهم النجومية وتسجيل الأهداف وصنع اللعب الى ان وصلوا الى مرحلة التأثير الكلي والتدخل المباشر في التفاصيل الفنية والسيطرة على ايقاع اللعب وتحقيق النتائج والغريب ان هذا التواجد لمثل هذه النوعية من اللاعبين لم يؤثر او يمنع من تألق ونجومية كل من يشاركهم اللعب بل على العكس تماما فأنك تشعر وكأن كل لاعب من هؤلاء اللاعبين مدرسة خاصة او أستاذ فريد من نوعه تذوب المجموعة وكل من في الملعب بشخصيته وتصرفاته، وكلنا يذكر جريس وتيقانا وتريزور والعقل المدبر والقائد الفذ بلاتيني، تلك الفترة التي عجت بها القارة الأوربية وباقي دول العالم بتلك النماذج الرائعة. @@ تاهت فرنسا فتذكرت زيدان وخرجت البرتغال فتمنى سكولاري (فيجو) وابتعد (نيدفيد) فتراجعت التشيك وهكذا الوضع مع ايطاليا ورومانيا وألمانيا وباقي المنتخبات فالكل يبحث والكل يتساءل عن خليفة وبديل (لزولا) و(حاجي) و(ماتيوس) ولا احد يعرف عن الأسباب الحقيقية وراء اختفاء هذه النماذج من الملاعب والبطولات خصوصاً مع هذه الطفرة والوفرة في الأموال والبرامج والملاعب ومخرجات التدريب ومن وجهة نظري الشخصية اعتقد ان الأسباب تتركز بطبيعة كرة القدم التي ادخلت عليها الكثير من التحسينات والتعديلات التي اثرت على طريقة التفكير والتخطيط والتنفيذ بكل ماهو يخص ويحيط بشؤون كرة القدم، وعلى العموم فكل شيء في يورو 2008جميل فالملاعب رائعة والنقل التلفزيوني مبهر والجمهور يتفاعل وحوار الأفكار موجود وقوة التحدي في كل المباريات والتسهيلات لا يمكن ان تقارن بما سبق ولا احد يتمنى ان تتوقف المنافسة، والتي بكل تأكيد سوف تنتهي على يد مجموعة التلاميذ واللاعبين وليس للأساتذة اي تأثير فيها، فكرة القدم كانت جماعية يبرز فيها أحد الأفراد والآن جماعية ليس للفرد فيها اي مكان.