دعا الكاتب والمفكر العربي السعودي عبدالله محمد الناصر رجال الفكر والثقافة العرب إلى وقفة جادة لبناء ثقافة تليق بالامة وبالاجيال القادمة. واكد في حديث لوكالة الانباء الاردنية -بترا - اهمية التواصل بين المثقفين العرب لمجابهة حالة الفوضى في الثقافة العربية التي تتجلى بوجود قنوات تبث اللهجات العربية الضيقة وبعض البرامج والرسائل التي تؤدي إلى هبوط العقلية العربية والثقافة العربية. وقال "ان هذه الرسائل موجودة في الكثير من القنوات التي انشئت في سمائنا" مشيرا إلى ان هناك الكثير من المواد التي تسيء في الواقع إلى الثقافة العربية. وقال ان الحكم على الامم يأتي من خلال ثقافتها اذ تعتز العديد من الامم بثقافتها ولكن "نحن في العالم العربي نشعر بهزة عنيفة تجاة قوميتنا وتجاة لغتنا وادبنا". واضاف كلما "ضعفت الامة سياسيا وصناعيا واقتصاديا كلما ضعفت ثقافتها". وبين ان مشكلتنا في العالم العربي ان لدينا الاستعداد لتقبل الضعف وتقليد الاخر موضحا"انه في بعض الاماكن في الدول العربية لا يتحدث اليك الشخص الا باللغة الانجليزية وهذا خطأ "فادح" داعيا المثقفين إلى التخلص من هذا الضعف. وقال الناصر ان العولمة تغزو بيوتنا بوجود الاتصالات الحديثة والانترنت والصحافة السريعة وكل وسائل التقنية الحديثة التي تؤثر في الكثير من الامور الحياتية. ودعا الامة إلى ان تأخذ من العولمة ما يفيدها وما تستفيد منه بحيث نحتقظ بشخصيتنا وان لا نتحول إلى امة مستهلكة تأكل وتشرب وتنام وتموت مشددا على اهمية الاعتزاز بشخصيتنا وتاريخنا وثقافتنا وفي الوقت ذاته ان نستفيد من تجارب الدول المتقدمة. وقال ان المثقف ليس هو صانع قرار سياسي ولكن المثقف هو صانع فكر وصاحب قلم. ودعا المثقفين العرب إلى ممارسة دورهم لمواجهة التحديات التي تواجة الامة العربية ليكون لهم صوتهم ويدافعوا عن قضايانا مبينا ان هناك قصورا من المثقفين العرب. واكد اهمية الاعلام الحر في التعبير عن واقع وفكر الانسان العربي وان يبحث في القضايا العربية بكل تجرد وامانة ويعمل باخلاص من اجل المواطن والوطن بهدف الارتقاء بمستوى الاعلام. يشار إلى ان الناصر نشر العديد من المؤلفات من اهمها: اميركا العقلية المسلحة - الذي صدر العام الماضي عن دار رياض الريس للكتب والنشر في لبنان حيث تضمن عشرات المقالات النقدية السياسية والثقافية. ويعتبر كتابه "كتابات معاندة" الذي صدر العام 2002في بيروت من المؤلفات المهمة في العالم العربي التي يدق فيها ناقوس الخطر حول ما يجري في العالم العربي وهو عبارة عن هواجس في السياسة والفكر والثقافة والاجتماع ويرى فيه ان المحايدة والميل إلى الدعة من قبل الكاتب هو موقف من مواقف الخذلان التي تتنافى مع اخلاق الكتابة كمهنة شريفة تنادي بالعدالة والمحبة ورفع الظلم.