لو توفر هذا الكتاب لأي مستثمر سعودي، أو تمت ترجمته منذ 10سنوات وأتيحت قرأته لبعض الذين تعرضوا لخسائر فادحة في سوق الأسهم، ربما قلصوا خسائرهم، وتجنبوا بعض الأسهم التي كانت أسعارها مرتفعة عندما كانت السوق مرتفعة بشكل غير معقول، وانطلق المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم السعودية فوق مستوى 12000نقطة، ذلك المستوى الذي بدأت عنده تحذيرات المحللين والمراقبين تملأ الصحف، أي قبل أن يصل المؤشر إلى مستوى 20000نقطة. بنيامين جراهام؛ مؤلف الكتاب، غني عن التعريف وهو خير من كتب في هذا المجال، فقد تتلمذ على يديه كثيرون من مشاهير سوق المال، لا شك أن كثيرين من القراء يعرفون واحداً منهم على الأقل، إنه المستثمر الأسطورة "وارن بافت". يركز هذا الكتاب على الحديث عن الأنماط التاريخية للأسواق المالية التي تعود إلى عقود عديدة. ويوضح أنه لكي ينجح الشخص في استثمار أمواله، على نحو يتسم بالذكاء، عليه أن يتسلح بالمعرفة التي تمكنه من المفاضلة بين الأنواع المختلفة للأسهم والسندات في ظل الظروف المختلفة التي يصادفها في حياته. هذا الكتاب ليس من الكتب التي تخبرك كيف "تكسب مليون دولار"؛ لأنه لا توجد في "وول ستريت" ولا في أي مكان غيره سبل سهلة لتحقيق الثراء. أولى هذا الكتاب جُل اهتمامه للمبادئ الاستثمارية ومواقف المستثمرين، مع توضيح العناصر المهمة لاختيار الأسهم العادية بأسلوب واقعي.إن المستثمرين الذين يتصفون بقدر كبير من الذكاء هم الذين يأخذون أرباح السهم كما هي. وهو الأمر الذي يستلزم ضرورة توخي الحذر من العوامل المحاسبية بجميع أنواعها، خاصة التي تعرقل القدرة على مقارنة الأرقام بعضها ببعض. يعتبر كتاب "المستثمر الذكي" واحداً من أفضل الكتب المتخصصة في مجال الأسهم والسندات والأوراق المالية منذ عام 1949، ومع أنه كبيراً نسبيًّا من حيث الحجم، إلا أنه شيق ويقدم إرشاداً للمستثمر ويساعده على تطوير السياسات والأساليب التي تجعلك مستثمراً ذكيًّا بحق