ساهمت أسرة العجلان ممثلة في الشيخ عجلان العجلان واخوانه في ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال بشكل واقعي وملموس، وذلك من خلال تقديم مشروع سكني لجميع أبناء عمومتهم وأبنائهم يضم أكثر من 70فيلا سكنية بتكلفة اجمالية 100مليون ريال سعودي، ولا شك أن هذه الخطوة تتماشى مع عقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا وديننا الحنيف، أسأل الله العلي القدير أن يتقبل من هذه الأسرة الكريمة وغيرها من الأسر الداعية لمبدأ التكافل الاجتماعي من خلال التواصل بين رجال الأعمال وأفراد المجتمع. تحية إكبار وتقدير لأسرة العجلان ولرئيس مجلس إدارة شركة عجلان عبدالعزيز العجلان واخوانه على جهودهم الصادقة. السؤال الذي يجب طرحه في هذا المقام يتمثل في: ماذا لو أقدم كل رجال الأعمال على مثل هذا العمل الخيري؟! ونشط الجميع لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف. إن ذلك سيسهم بصورة كبيرة في حل كثير من المشكلات التي تؤرق مجتمعنا مثل مشكلة السكن والبطالة ورعاية الأيتام والأرامل وتبني مشاريع خيرية كبيرة تساعد الشباب على الزواج والعمل... وغير ذلك من الأعمال التي يمكن أن يقوم بها رجال الأعمال تجاه مجتمعهم ووطنهم والذي فتح أمامهم المجالات الواسعة للعمل والكسب وتكوين ثرواتهم التي حققوها من خلال هذا الوطن الغالي. ولعل خطوة أسرة العجلان تكون بداية حقيقية للمشاركة الفعالة من رجال الأعمال لخدمة مجتمعهم وتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية تجاهه خاصة في ظل زيادة الطلب على السكن وارتفاع أسعار الوحدات السكنية، حيث تشير الدراسات إلى أن هناك مليون وحدة سكنية يحتاجها المجتمع في الوقت الحالي بالإضافة إلى ثلاثة ملايين وحدة خلال الخمس سنوات القادمة والذي يتطلب العديد من الخطوات، وذلك لتجنب ارتفاع الأسعار الحادث في القطاع العقاري والذي ترجع أسبابه على سبيل المثال لا الحصر إلى: 1- ارتفاع أسعار مواد البناء الأساسية مما أسهم في زيادة تكلفة البناء. 2- عدم توافر مشاريع عقارية إسكانية ضخمة من قبل القطاع الخاص تتماشى مع الزيادة الكبيرة في الطلب على السكن. 3- النمو والنهضة الاقتصادية التي تشهدها المملكة في جميع القطاعات والتي صاحبها ارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنفاق الحكومي على المرافق والخدمات. 4- النمو السكاني الكبير وزيادة الشريحة العمرية ما بين 15- 45عاماً والتي تولد مزيداً من الحاجة والتي أدت إلى حدوث فجوة واضحة بين العرض والطلب. لذلك، نتمنى أن يخطو بعض رجال الأعمال وبالذات أصحاب الاستثمارات الكبيرة على نفس خطوات هذه الأسرة الكريمة ومن المهم أن تقوم الغرف التجارية الصناعية بالمملكة ووسائل الإعلام المختلفة لتوعية مجتمع الأعمال بأهمية المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق رجال الأعمال والتي من الضروري تكريسها، ومن المهم أن تبذل مجهودات كبيرة لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وثقافة العطاء التنموي بين رجال الأعمال والشركات الكبرى في المملكة. وهذه الثقافة يجب أن تنتشر من خلال إبراز الواجب الأخلاقي والديني والوطني الذي يحتم على رجال الأعمال أن يقوموا به وأيضاً من خلال وضع القوانين المحفزة لرجال الأعمال والتي تجعل من عطائهم حافزاً لانجاح وترويج أنشطتهم التجارية، وهذا سيكون صلة وطيدة بين رجل الأعمال وبين أفراد المجتمع نتيجة لهذه المشاركة الاجتماعية البناءة. @ مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية