هددت أمس الخطوط العربية السعودية، على لسان مديرها العام المهندس خالد الملحم، بفرض غرامات مالية فورية على المسافرين المتخلفين عن السفر لعدم التزامهم بإبلاغ "السعودية" عن العدول عن السفر أو إلغاء الحجز ذاتياً، دون أن يكشف مقدار هذه الغرامات أو موعد تطبيقها في المستقبل. وبرر المهندس الملحم، توجّه الخطوط السعودية لتطبيق الغرامات المالية هذه إلى حجم الخسائر الفادحة التي تتكبدها "السعودية" جراء تخلف المسافرين عن السفر بعد تأكيد حجوزاتهم، لكن الملحم لم يكشف حجم هذه الخسائر أو الخوض في تفاصيلها. وقال الملحم أثناء سرده للخطة التشغيلية التي بدأت فيها الخطوط السعودية للموسم الحالي: "لا نزال نعاني إلى حد كبير من خسائر فادحة بسبب تصرفات بعض المسافرين.. العام الماضي أدت هذه التصرفات غير المسؤولة إلى إهدار نحو 4ملايين مقعد وبالتالي عدم استخدامها لخدمة ركاب آخرين هم في حاجة للسفر". واعتبر المهندس الملحم، أن تخلف المسافرين عن حجوزاتهم المؤكدة وعدم الإبلاغ بذلك تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بصورة الخطوط السعودية أمام عملائها، حيث يجد الراكب بعد صعوده للطائرة مقاعد شاغرة في ذروة الموسم ناتجة في الأساس عن تخلف بعض الركاب عن السفر". ولفت إلى أن شركات الطيران الأخرى تطبق غرامات مالية فورية على المسافرين المتخلفين عن السفر، مضيفاً: "الخطوط السعودية لم تلجأ إلى الآن لمثل هذا الإجراء وقد تضطر إلى تطبيقه في المستقبل تحت وطأة الخسائر الكبيرة والمستمرة في هذا الخصوص". وأثنى المهندس الملحم على شريحة المسافرين الحريصين على التخطيط المسبق للسفر وإبلاغ "السعودية" مسبقاً بالعدول عن السفر أو الإلغاء عن طريق الخدمات الذكية، الأمر الذي يمكنّ الخطوط من استخدام هذه المقاعد لخدمة ركاب الانتظار. في المقابل، بدأت الخطوط الجوية العربية السعودية تطبيق خطتها التشغيلية لموسم الصيف لهذا العام والتي تهدف إلى مواجهة الزيادة القياسية في حركة السفر بين مختلف مناطق المملكة وحول العالم بتوفير كافة الاستعدادات والتجهيزات اللازمة بالمحطات الداخلية والدولية لخدمة المسافرين في مختلف مواقع الخدمة وعلى متن الطائرات. وقال المهندس خالد بن عبدالله الملحم مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، ان هذه الخطة تهدف إلى توفير سعة مقعدية تزيد على سبعة ملايين مقعد من أجل خدمة الحركة المتزايدة خلال هذه الفترة مع توفير كافة الاستعدادات الميدانية والفنية والاستغلال الأمثل للموارد البشرية المتاحة بالإضافة إلى وجود الخطط التشغيلية البديلة لمواجهة الظروف التشغيلية المختلفة خاصةً بالمحطات التي تشهد كثافة عالية في حجم الحركة خلال موسم الصيف. مواسم عديدة في موسم واحد. وأشار إلى أن موسم الصيف لهذا العام يمتد خلال الفترة من 21جمادى الآخرة إلى 10شوال 1429ه التي توافق من 25يونيو إلى 10أكتوبر 2008م، وتمتد إلى مئة وثمانية أيام وتشمل إلى جانب الحركة الضخمة خلال الصيف، ذروة موسم العمرة الذي يمتد إلى نهاية شهر رمضان المبارك، يضاف إلى ذلك إجازة عيد الفطر السعيد والعمليات التشغيلية لنقل المدرسين، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً تعمل الخطوط السعودية على مواجهته من خلال التخطيط المسبق والاستعدادات الميدانية وتعزيز التعاون مع الجهات الحكومية المعنية بالمطارات الداخلية والدولية لضمان انسياب وسهولة الحركة بما ينعكس إيجاباً على مستوى الخدمات المقدمة للعملاء الكرام. وتطرق الملحم بإيجاز إلى ما تضمنته الخطة من استعدادات مكثفة تشمل توفير الكوادر البشرية المتخصصة في مجالات الطيران والخدمة الجوية والخدمات الفنية مع زيادة أعداد الموظفين في مختلف مواقع الخدمة الميدانية وتقليص الإجازات وتأجيل برامج التدريب مع الحرص على تداخل النوبات لتوفير الأعداد اللازمة من الموظفين على مدار الساعة، إلى جانب الاستعانة بشركة متخصصة لتأمين عشرات الموظفين للعمل بمركز الاتصال الموحد للحجز لتحقيق مستوى أفضل وأسرع في الإجابة على الكم الهائل من الاتصالات التي يتلقاها المركز خاصةً خلال المواسم بهدف الوصول إلى نسبة الإجابة على الاتصالات لأكثر من 80%، منوهاً إلى إمكانية الاستفادة من خدمات موقع "السعودية" على الإنترنت بعد تطويره مؤخراً في الحصول على الخدمات اللازمة والمعلومات المطلوبة. كما شملت هذه الاستعدادات أيضاً، توفير المعدات والتجهيزات بالمحطات الداخلية والدولية والتي تشمل باصات نقل الركاب ورافعات المرضى ومعدات الخدمات الأرضية ونقل ومناولة العفش مع توفير 400عامل مؤقت خلال هذه الفترة لضمان سرعة مناولة العفش بالمحطات المختلفة وبالتالي تجنب أي تأخير للرحلات قد ينتج عن أي بطء في إجراءات المناولة والخدمات الأرضية، هذا إلى جانب التوسع في توفير أجهزة الخدمات الذاتية لإصدار بطاقات صعود الطائرة بالمطارات وبمكاتب المبيعات في مختلف مناطق المملكة. وفي معرض تناوله للخطة التشغيلية لموسم الصيف، أكد الملحم أن الخدمة المتكاملة والمثالية تستند إلى طرفين هما الخطوط السعودية والمسافرين الكرام، وأن التعاون المتبادل بينهما يساعد ولا شك في تقديم الخدمات بالمستوى الذي نسعد به جميعاً. وأشار إلى أهمية الاستفادة من الإجراءات التي أعلنت عنها "السعودية" مؤخراً والخاصة بإصدار بطاقات الصعود إلى الطائرة مسبقاً لدرجتي الأولى والأعمال على بعض المحطات الدولية خلال فترة تتراوح من 15إلى 7أيام قبل موعد السفر.