يعد الإمساك واحداً من اضطرابات الجهاز الهضمي والتي تؤثر بشكل سيئ على صحة الجسم وحيويته، فالإمساك يعني وجود المزيد من الفضلات والسموم داخل الجسم لمدة تزيد على المدة الطبيعية والتي من المفترض ان يتخلص الجسم خلالها من الفضلات والسموم الزائدة بواسطة عملية الإخراج المنتظمة يوميا والتي تعد الوسيلة الأولى والطبيعية للتنظيف اليومي للقولون وترجع الأسباب الرئيسية لحدوث الإمساك إلى قلة محتوى الغذاء اليومي من العناصر الغنية بالألياف وخاصة الطبيعية مثل تلك الموجودة في معظم الخضروات الطازجة والفواكه، وللألياف الطبيعية دور هام في كل من عمليات الإخراج المنتظمة وكذلك عمليات الهضم والامتصاص، حيث تساعد الألياف على بقاء المواد الغذائية لأطول فترة ممكنة في الجهاز الهضمي وخاصة في كل من المعدة والأمعاء الدقيقة والقولون وهذا يعرضها لعملية هضم والتعرض لكافة أنواع وإشكال العصارات الهاضمة وبذلك يحصل الجسم على الاستفادة الكبيرة وشبة الكاملة من كل أنواع الغذاء الذي يتناوله يوميا وبدون الألياف تقل فرصة إفراز العصارات الهاضمة فيحدث سوء الهضم وسوء الامتصاص إلى جانب تحول المواد الغذائية إلى كتل صلبة وصعبة الحركة فيؤدي ذلك إلى حدوث الإمساك وهو بالطبع غير مضاره الصحية إحساس مزعج ومقلق للراحة ويشعر الشخص بالضيق والانزعاج ولا يستطيع القيام بمهامه اليومية الحيوية وتساعد الألياف على زيادة ترطيب الكتلة البرازية وتغير من طبيعتها الجافة بواسطة خاصية امتصاص الماء التي تتميز بها الألياف مما يساعد على سهولة التخلص من الفضلات والى جانب دور الألياف الحيوي في الوقاية من الإمساك فإنها تلعب دورا هاما في الوقاية من سرطان القولون والأمعاء الغليظة وذلك بسبب عدة آليات تقوم بها الألياف منها: - تقليل وقت مرور الكتلة البرازية من الامعاء وبالتالي فإنها تقلل من وقت التلامس بين المواد المسببة للسرطان وبين الخلايا مما يقلل من تأثيرها الضار - تؤثر الألياف الغذائية على الكائنات الدقيقة الموجودة في الامعاء وقد توقف نشاطها وبالتالي يمنع تكون المواد المسرطنة والتي قد تكونها هذه الأحياء . - تمتص الألياف كميات من الماء مما يجعل المواد الكيمائية المسرطنة أقل تركيزاً وبالتالي يقل خطرها على الامعاء. الألياف ومرض السكر: يجب الإشارة إلى ان الألياف الغذائية هي عبارة عن مواد نباتية مقاومة للهضم وتعد بالطبع جزءا مهما من مكونات الغذاء وتشمل الألياف الغذائية مركبات السليلوز والهيميسليلوز والبكتين والصموغ واللجنين وجميع هذه المركبات سكريات عديدة عدا اللجنين والذي يعتبر مادة صلبة ويتواجد في العديد من النباتات. ويدخل السليلوز في تركيب جدار الخلية وله خاصية نفاذية عالية الدقة وفي منتهى التنظيم حيث يسمح بمرور كل من الماء والأملاح والفيتامينات الذائبة في الماء والسكر بالقدر الكافي الذي تحتاجه الخلية، إما ما يفوق احتياج الخلية فإما يبقى خارج الخلية لحين الحاجة إليه أو يتوجه إلى الاوعية الليمفاوية تمهيداً للتخلص منه بإحدى وسائل الإخراج، ويتحكم جدار الخلية بهذه الخاصية النفاذية العالية الدقة بنسب كل من السكر والماء والضغط الاسموزي داخل الخلية مما يساعد على قيامها بوظائفها الحيوية بشكل صحي وسليم ومن هنا تأتي أهمية دور السليليوز في جدار الخلية ويدخل البكتين أيضا في تركيب جدار الخلية ويعمل كمادة رابطة بين الخلايا وبعضها. وقد أثبتت الأبحاث أهمية الألياف في الحد من مرض السكر أو بمعنى أدق ضبط معدل السكر بالدم وذلك عن طريق عدة طرق منها أولا ان استهلاك الألياف بكميات يؤدي إلى الحد من مرض السكر حيث إن السكريات العديدة التي تحويها الألياف تمتص ببطء في الامعاء مقارنة بالسكريات البسيطة مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بطريقة أقل وخلال مدة أطول وثانيا أن الألياف تعمل كحاجز يحد من امتصاص السكريات بواسطة الأمعاء مما يؤدي إلى طول الوقت اللازم لارتفاع السكر في الدم وبالتالي يظل مستوى السكر في الدم في الحدود الاعتيادية. وثانيا إن استهلاك الألياف لوقت طويل يؤدي إلى زيادة مستقبلات الأنسولين من الخلايا ويؤدي إلى زيادة نشاط الإنزيمات المسؤولة عن تمثيل الجلوكوز وأخيرا وثبت حديثاً إن الألياف تؤدي إلى التقليل من الحصول على الطاقة عن طريق الدهون وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة تمثيل الجلوكوز نتيجة لنقص الأحماض الدهنية الحرة في الدم حيث إن ارتفاع نسبتها يقلل من كفاءة الأنسولين في خفض سكر الدم. وننصح بتناول الألياف بكميات معتدلة (20- 35جراماً يومياً) حيث إن الكميات الأكبر من ذلك أو المبالغ فيها قد تؤدي إلى حدوث بعض المشاكل مثل الشعور بالانتفاخ وآلام معوية والإسهال، بخلاف ما قد يحدث من التأثير على امتصاص بعض العناصر المعدنية الهامة مثل الكالسيوم والحديد والزنك وأيضا هضم وامتصاص البروتينات بسبب إنزيم الترباسين والكيموتربسين. والجدير بالذكر ان أفضل أنواع الألياف توجد في الحبوب والبقول والخضروات الطازجة والفواكه مثل الخس-الفلفل الأخضر - ورق الملفوف-البرتقال- التفاح- الفراولة.