الجنس هبة الله سبحانه وتعالى للإنسان ليتمتع به حسب التعاليم السماوية الحنيفة والقواعد الشرعية وهو اندماج شخصيتين خلقهما الله ليكونا متكاملين جسدياً ونفسياً. فالنشاط الجنسي الحلال الناجح هو اندماج متكامل بين رجل وامرأة خال من الشعور بالعار ولا تعوقه أية عقبات ذهنية او اضطرابات نفسية او امراض عضوية. وتتميز ممارسة الجنس عند الإنسان عنها لدى الحيوان بما يحيط بها من عواطف سامية وحنان ومحبة واحترام متبادل وما يربطها من مسؤوليات أخلاقية. فمن الأصول المهمة أن لا تكون ممارسة الجنس واجباً مفروضاً أو وظيفة تؤدى بدون شعور داخلي وان لا تكون سهلة المنال دون أي بذل عاطفي. فهي مسؤولية اخلاقية مبنية على العاطفة المتبادلة وبذل كل ما يمكن لإسعاد الشريك قبل الذات. اما تحريم الجنس الحلال او وضع العقبات أمامه أو نبذه والإساءة إليه، فهو هدم لهبة آلهية مشرقة ونكران للفطرة. فقد خلق الله الإنسان وخلق معه الرغبات الجنسية لتؤدي دوراً فيزيولوجياً وبالنتيجة تتحقق سنة الحياة . ولكي يتمتع كل من الذكر والأنثى معاً بالجنس بنجاح وصفاء على كل من الزوجين فهم الجنس فهماً تاماً بدون أي التباس أو عائق وبدون أي تصنع وضمن الحدود الشرعية والمسؤوليات الاجتماعية والأخلاقية والتربوية وإلاّ عاد الجنس الى حيوانية أحط من درك وأدنى من أي مستوى ويصبح ملوثاً وأحياناً خطيراً إذا ما مورس بالإكراه أو عنوة او اغتصاباً. ويكون مستوى الجنس ونظافة ممارسته بمستوى الذي يمارسه والشذوذ عن الطرق الطبيعية يؤدي الى خسارة الاستمتاع الصحيح به ونبذه وتلطيخ سمعته. وأما تاريخياً فإن المرأة كثيراً ما حرمت من الاكتفاء الجنسي وظلت شخصية ثانوية في رباط العلاقة الجنسية بدون اتاحة الفرصة لها لتحقيق نفس الشعور الذي يتمتع به فاعتبرت كآلة لإنجاب الأولاد بدون أي اهتمام بمتطلباتها الجنسية. والواقع ان لدى المرأة نفس العوامل الفيزيولوجية والرغبات الجنسية التي تتفاعل في الرجل الذي يجب عليه بعث الاطمئنان في نفس زوجته لتشاركه بكفاءة كاملة وبكل اندفاع ومحبة وحنان في تأدية العمل الجنسي بنجاح وهما بذلك يؤكد أن الرغبة في أن يهب كل منهما جسده وروحه لشريكه وبذا ترتفع العلاقة إلى أسمى المستويات ويتكامل كل من الزوجين بالآخر. ومجمل القول هو ان العملية الجنسية ليست سباقاً فردياً وعملية أنانية لإرواء الرغبات الجنسية بدون أي اعتبار لأفضليات ورغبات الزوج او الزوجة بل انها دمج كامل ومشاركة وعطاء متبادل بين الزوجين في جو من المودة والمحبة والحنان والاحترام والاستجمام والاسترخاء. القلق والخوف وهناك عوامل عديدة تؤثر في العمل الجنسي وتمنع الوصول الى ذروة الاكتفاء والتمتع به ومنها القلق والخوف من الفشل وعدم التواصل الجنسي حول افضليات ومتعة كل من الزوجين بالنسبة الى ممارسته والشعور بالذنب والغضب والكراهية والقنوط واعتبار الجنس كواجب وظيفي بحت، والشذوذ الجنسي (اللوطية) والجهل وعدم الثقافة والأنانية وفقدان العاطفة والاحترام. وهذه العوامل وغيرها تشوه صورة الجنس النقية الصافية وتجعله جحيماً يتعذب فيه كل من الزوجين وينبذه في حين انه سعادة قصوى حين يمارس على الوجه الكامل. وهنالك العديد من التوجيهات القيمة والأساسية لكل من الرجل والمرأة للاستمتاع بالجنس بطريقة كاملة متكاملة لبلوغ ذروة الاستمتاع واللذة ولمساعدة الزوجين في المشاركة معاً من خلال تقديم المتعة والحصول عليها في جو من الألفة والحب والاحترام المتبادل. ويمكن أن يكون الجنس، بل يجب أن يكون مثيراً، حتى بعد المشاركة لفترة طويلة مع الشخص نفسه بدون أن يصبح روتينياً وواجباً زوجياً يفقد رونقه ولذته. واليكم بعض النصائح : علينا أولاً التشديد حول أهمية التثقيف والممارسة والحافز والثقة بالنفس والاعتداد بالذات والمواصلة الجنسية بين الزوجين. فالشخص الخبير بالجنس هو فرد ذو فن وشجاعة وثقة واحترام ومراعاة للآخرين واهتمام وصدق وصفاء يتمتع بإحساس نابض بالدعابة واللطف ويعرف كيف يجمع بين الرومانسية والاسترخاء والمهارة الجنسية والحب لإيجاد لوحة جنسية باهرة يمكن له ولزوجته ان يستمتعا بها معاً. كما ان على كل شخص ان يعتبر الجنس كانجذاب جسدي وعاطفي عميقين بين شخصين يرغبان اشباع بعضهما البعض من دون أي أذى أو اكراه وتبادل مشترك للذة، كما أنه تآلف ووسيلة لتقديم المتعة وتلقيها والاستمتاع الكامل بها كما اباحها الله سبحانه وتعالى حسب الأسس والارشادات الآلهية الحنيفة. وينبغي النظر الى الجنس على انه تجربة ممتعة سارة وليس واجباً ويجب أن يبدأ بانجذاب ورغبة جنسية قوية ومتبادلة ومداعبة مطولة وشيقة في جو من الاسترخاء والمرح والتبادل العاطفي والرومانسية والكلام المعسول والإطراء والألفة والمودة والصبر دون أي تسرع لبلوغ النشوة. ويجب إضافة نكهة مختلفة في الحياة الجنسية وتنويع الأساليب الجنسية حسب الرغبات والتفضيلات المتبادلة بين الزوجين وتجنب الرتابة والامتناع عن تقليد الطرق الجنسية المتداولة في بعض الأفلام والمجلات بل تطبيق الوسائل الجنسية الفردية والمقبولة مع التركيز على الأحاسيس أكثر من الذهن والاهتمام والاستمتاع بها مما يساعد كلاً من الزوجين على تعلم المزيد حول جسميهما ويقود الى تعزيز عاطفي وجسدي كامل. وعليهما أيضاً ترك العنان لمنعكساتهما الحسية والانتشائية لتتدفق بشكل طبيعي بدون المحاولة بالتحكم بها وبدون الالتزام ببعض القواعد الثابتة. فالوسيلة المثلى لبلوغ اللذة القصوى تعتمد على شخصية كل من الزوجين، ومن الضروري التركيز على المناطق المثيرة للغريزة في جسديهما مع المحافظة على جو حميم من المرح والاثارة الجنسية بعيداً عن أي من التفكير بعوامل خارجية. وعلى الرجل أن يشرع ويتفاعل بشكل إيجابي مع ما تقدمه الزوجة وتبادر به ووضع نفسه في مزاجها وتوقع ما تفضله وإيجاد وضع جنسي يؤدي الى الارتخاء والتنبيه معاً والتركيز على الحب والمداعبة الرومانسية في جو خال من التوتر والاكراه والاسراع. على الرجل أن يكون صادقاً ودمثاً ومحترماً وراعياً ومؤثراً ومهذباً مع الأخذ بالاعتبار ما يريح زوجته ويرضيها ويعجبها ويزيد ألفتها بشدة واظهار الاحترام العميق والعاطفة الجياشة والملاطفة والاطراء قبل الممارسة الجنسية وأثنائها وبعدها وبذل الجهد الكلي لتبلغ نشوتها الجنسية. وعلى المرأة أن تشارك في الاتصال الجنسي بكل رضى وتوقع إيجابي ورغبة جياشة وتجاوب فعال واثارة جنسية لزوجها حسب رغباته وتبادل العواطف معه في جو من الاسترخاء والمرح والحب والحنان والمودة وتبديد مخاوفه وقلقه من الفشل ومساعدته على الاستمتاع الكامل بالمجانسة وبلوغ النشوة والقذف بكل ابتهاج وامتنان. لقد ناقشنا في هذه المقالة بعض القواعد الأساسية للاستمتاع الكامل باللذة الجنسية عند الزوجين وأملنا استكمالها بمقالات أخرى متتابعة حول هذا الموضوع الاساسي للسعادة الزوجية ان شاء الله.