سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عدم تلبية طلبات التأشيرات وتدني مستوى الثقة في المنتج السعودي أبرز العوائق التي تواجه مؤسسات التدريب الأهلية أحمد الطويل مدير عام أكاديمية الفيصل العالمية ل "الرياض":
أكد الأستاذ احمد بن عبدالرحمن الطويل مدير عام أكاديمية الفيصل العالمية ان الحاجة ملحة لوجود نظام للاعتماد الأكاديمي يقوم على التقويم المستمر للمنشآت والمؤسسات التدريبية الأهلية وفق معايير يجب توافرها في برامجها وفي مستوى أساتذتها وإمكانياتها ومعاملها وأسلوب إدارتها، وأن يعمل هذا الاعتماد الأكاديمي على إصدار قائمة بالمؤسسات التدريبية التي اجتازت نظام الاعتماد ودرجاتها وتصنيفها وفق هذه المعايير الصارمة. وحذر الطويل في حواره مع "التدريب والتوظيف" من سيطرة الصبغة التجارية على مشاريع التدريب مشيرا إلى أهمية توخي الاحتياطات اللازمة للتأكد من مخرجات المنشآت أو المؤسسات التدريبية الأهلية وأن لا تقل من حيث الجودة ومستويات التأهيل عن مخرجات المؤسسات التعليمية والتدريبية الحكومية. الطويل تطرق لجملة من الموضوعات المرتبطة بالتدريب فإلى الحوار.. النظرة إلى التدريب @ "الرياض": بداية.. شهدت النظرة إلى التدريب، كعنصر أساسي في تطوير العنصر البشري، تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.. أنتم كأحد أبرز المستثمرين في صناعة التدريب كيف تقيمون النظرة الحالية للتدريب؟ - "الطويل": يمكن القول إن النظرة إلى التدريب قد تغيرت في السنوات الأخيرة عما كان سائداً في المجتمع من قبل، وقد ساعد على ذلك المستوى الرائع لخريجي بعض المراكز التدريبية، حيث ظهر هؤلاء الخريجون بأعلى مستوى من الخبرة والجودة والإتقان في أماكن العمل التي التحقوا بها، وكانوا بحق عنواناً مشرفاً للأثر الذي يمكن أن تحدثه عملية التدريب ذاتها، متى كانت جادة وملتزمة بالأسس والمعايير التدريبية الحديثة، ومواكبة للاحتياجات الفعلية لسوق العمل. وتنطلق نظرتنا إلى التدريب من كونه صناعة وليس مجرد مقررات دراسية أو أكاديمية يتم تلقينها للطلاب، كما هو في حال التعليم، فللتعليم فلسفة وللتدريب فلسفة، والخلل الكبير نجم من الخلط بينهما. والتدريب يحتاج إلى تطوير مستمر كما هو الحال في التكنولوجيا الحديثة. التدريب حراك وتطور دائم وتحتاجه كافة شرائح المجتمع بكافة مستوياتها التعليمية. وقد حرصنا في أكاديمية الفيصل العالمية على أن نعمق هذه النظرة، وأن نطرح نموذجاً مختلفاً من الحلول التدريبية والتعليمية، التي تواكب مستجدات العلم والمعرفة، وفي الوقت نفسه ترسخ مفهوم التدريب كصناعة لها أسسها ومقوماتها ووسائلها ومخرجاتها الذين يمثلون الطاقات البشرية المؤهلة والمدربة والقادرة على خدمة وطنها في أكثر من مجال. لكن الاستثمار في صناعة التدريب، عكس أي صناعة أخرى، استثمار طويل الأجل، لذلك فهو يتطلب العناية بالجودة والكفاءات وبناء منشآت أو مؤسسات تدريبية قادرة على الصمود والمنافسة فترة طويلة، وهذا يتطلب ضرورة تطبيق الجودة وفق المعايير المعتمدة لها سواء من الهيئات الدولية العاملة في نفس المجال، أومن الجهات المرخصة للمؤسسات التدريبية، وبهذا تتحقق الأهداف الوطنية التي تناط بصناعة التدريب. صناعة التدريب @ "الرياض": الخبراء يؤكدون أن صناعة التدريب في المملكة لها سوق واعدة وكبيرة، ويزداد الطلب عليها يوماً بعد يوم... كيف تستشرفون مستقبل التدريب في المملكة؟ وكيف ترون أثر التكتلات (بين بعض المؤسسات التدريبية) على سوق التدريب؟ - "الطويل": مما لا شك فيه أن المملكة تشهد في الوقت الراهن نهضة شاملة في مختلف الميادين، تنطلق من التوجهات التطويرية والإصلاحية للقيادة الرشيدة، أيدها الله، والتي تستهدف رخاء الوطن وسعادة المواطن ورفاهيته، وابرز مثال على ذلك الحراك الاقتصادي والاستثماري الكبير الذي تشهده المملكة، والمشروعات التنموية الكبرى التي يجري تنفيذها في مختلف المناطق، خاصة فكرة إنشاء المدن الاقتصادية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ حوالي عامين، والتي تهدف إلى أن تكون كيانات اقتصادية، وعمرانية وحضارية قائمة على أسس تجارية، وصناعية الأمر الذي يبشر بمستقبل زاهر لهذا الوطن. وهذه النهضة الشاملة تقوم في الأساس على العنصر البشري الذي يحمل على عاتقه مسؤوليات التطوير والتقدم والبناء، والذي لن يكون قادراً على تلبية احتياجات خطط ومشروعات التنمية، ما يجعل التدريب ضرورة وطنية لتلبية متطلبات هذه الكيانات الاقتصادية من القوى البشرية، وسد النقص الذي يعاني منه سوق العمل، خاصة في التخصصات الفنية والمهنية ما لم يكن مسلحاً بالخبرة والتدريب الحديث الذي يواكب المستجدات التقنية ويجيد التعامل مع وسائلها ومستحدثاتها. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فإن إحدى نتائج العولمة أنها ألغت الحواجز والمسافات بين الدول والثقافات والتجمعات البشرية ذاتها، فأصبح العالم كما يقولون قرية صغيرة، خاصة بعد ثورة الاتصالات والانفجار المعرفي والتدفق المعلوماتي الذي تعتبر شبكة الإنترنت أبرز وجوهه، كل ذلك هيأ الساحة العالمية لتبادل المعرفة والتجارب والخبرات التعليمية والتدريبية، كما فتح المجال واسعاً أمام الجهات المعنية بصناعة التدريب لأن تمد أذرعتها خارج حدود وطنها، وأن تمارس نشاطها في بلاد وأماكن أخرى غير بيئتها المحلية، وأمام هذه الرغبة في الانتشار والتوسع، ولأن العصر لم يعد فيه مكان للكيانات الصغيرة، كان من الضروري أن تلجأ هذه الجهات لعقد تحالفات وشراكات مع مؤسسات ومراكز تدريبية أخرى لتعزز مكانتها، وتصبح قادرة على أداء رسالتها التدريبية بقدر عال من النجاح. وفي هذا الإطار فقد أقدمت أكاديمية الفيصل العالمية على عقد عدة شراكات وتحالفات مع عدد من الجامعات والمراكز التدريبية الكبرى على المستويين العربي والعالمي، فلدينا أكثر من مائتي شراكة دولية في كافة التخصصات، ونخطط حالياً لفتح أسواق جديدة في عدد من الدول عن طريق شركائنا وحلفائنا في مجالات التدريب والتطوير، كما أن الأكاديمية ترتبط بشراكة استراتيجية مع الجامعة الأردنية من خلال تقديم الدبلوم الحكومية الالكترونية، والدبلوم العالي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في التربية، بالإضافة إلى تقديم حلول تدريبية وخدمات استشارية تخصصية متقدمة لجميع الجهات بالشراكة مع جامعة أوهايو الأمريكية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التكامل والتعاون العلمي والأكاديمي في مجال تدريس الدبلوم العالي في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التربية في ظل الحاجة الماسة لتدريب المعلمين على تكنولوجيا المعلومات في المدارس الأردنية وفي الدول العربية المجاورة، وبموجب الاتفاقية تتولى الجامعتان الأردنية وأوهايو الأمريكية وبالتنسيق مع أكاديمية الفيصل العالمية مهمة الإشراف على وضع الخطط الدراسية اللازمة لمنح درجة مشتركة في دبلوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التربية بحيث يتم تطوير المناهج الدراسية للبرنامج بما يتلاءم مع المستجدات العصرية العلمية والتطبيقية في هذا المجال. كما أن الأكاديمية تقوم بموجب الاتفاقية بالتنسيق مع الجامعة الأردنية بطرح المساقات الدراسية وتحديد المدرسين وأماكن التدريس في المملكة الأردنية وخارجها وإجراء تقييم سنوي للأداء الأكاديمي للبرنامج وتسجيل الطلبة ضمن المعايير الأكاديمية المعتمدة في الجامعة الأردنية، ويعد هذا المشروع من مشروعات الأكاديمية الكبرى على مستوى العالم العربي والعالم، وهناك مفاهمات مع عدد من وزارات التربية والتعليم في عدد من الدول الخليجية والعربية لتنفيذ البرامج التعليمية في إطار هذه الاتفاقية لمنسوبي التربية والتعليم في تلك الدول. جودة مخرجات التدريب @ "الرياض": يشهد سوق التدريب السعودي توسعاً كبيراً من حيث إنشاء المؤسسات التدريبية.. السؤال: كيف ترون أثر هذا التوسع على مستوى وجودة التدريب ومخرجاته؟ - "الطويل": ليست المسألة إمكانية التوفيق من عدمها، الأساس هنا هو الفكر الذي يقود عملية التدريب، فالصبغة التجارية للتدريب الأهلي قد تلغي هدف إنتاج الكوادر البشرية المؤهلة لتحقيق هدف توطين الوظائف، فالتدريب ليس لتخريج حملة شهادات بقدر ما هو تخريج كوادر بشرية مدربة ومؤهلة للنهوض بدورها على صعيد التنمية والتعامل مع المستجدات العصرية الناشئة عن تطبيق التقنية الحديثة، إضافة إلى أداء دور متميز على صعيد خدمة المجتمع وتحويل المؤسسات التدريبية إلى منارات إشعاع ترصد هموم المجتمع ومشكلاته وتواكب آماله وتطلعاته وتسهم في تدريب ثروته البشرية وجعله أكثر قدرة على أداء متطلبات الأعمال. وعندما نحذر من سيطرة الصبغة التجارية على مشاريع التدريب فإننا نتوخى اخذ الاحتياطات اللازمة للتأكد من مخرجات المنشآت أو المؤسسات التدريبية الأهلية وأن لا تقل من حيث الجودة ومستويات التأهيل عن مخرجات المؤسسات التعليمية والتدريبية الحكومية، وهذا يتطلب وجود مؤشرات وضوابط محددة ومعايير علمية للتقييم والرقابة على الجودة النوعية وهو الدور المنوط بوزارة العمل في المرحلة المقبلة للتعاون مع الجادين من المستثمرين السعوديين في مشاريع التدريب الأهلي ودعمهم وإزالة كافة العراقيل التي تعترض قيامهم بدورهم، لأنه إذا كان تحقيق الربح مسألة مشروعة وأساسية في أي استثمار خاص فإن الأمر يختلف عن الاستثمار في حقل التدريب، فالهدف في هذا المجال لا ينبغي أن يكون ربحيا نظرا لحاجة قطاعات المجتمع للتخصصات التي يقدمها. اثر التدريب في علاج البطالة @ "الرياض": يكتسب سوق التدريب أهمية كبيرة مع تفاقم نسبة البطالة.. السؤال: كيف ترون أثر التدريب في معالجة البطالة؟ وكيف هو مستوى ثقة منظمات العمل الحكومية والخاصة بالتأهيل الذي تقدمه مؤسسات التدريب الخاصة؟. - "الطويل": لابد من الاعتراف أولاً بأن مشكلة البطالة في السعودية لم تكن أبداً ناتجة عن تراجع كمية الطلب على الأيدي العاملة الوطنية المدربة، بدليل وجود هذا الكم الهائل من العمالة الوافدة، وإنما هي نتيجة لاختلال العرض ونوعية الطلب في سوق العمل السعودي، وفي بداية الخطوات الأولى لإنشاء الأكاديمية، وفي مرحلة جمع المعلومات عن السوق السعودي، وربما كان واحداً من المحفزات على اختيارنا لنشاط التدريب، أننا وجدنا في إحدى الإحصائيات الرسمية السعودية ما يشير إلى أن مجموع القوى العاملة كان 5.3ملايين، بمعدل بطالة كلي 7.1% ومن هذا المجموع شكل المواطنون 2.27مليون عامل بمعدل بطالة 13% مقارنة ب 3.019ملايين عامل وافد، بمعدل بطالة 2.6%، وكان معدل المشاركة في قوة العمل للمواطنين لنفس الفترة آنذاك (1992) 36.3%، والاستنتاج من ذلك أنه بينما كانت نسبة المواطنين 77.3% من مجموع السكان كانت نسبة مشاركتهم في قوة العمل 42.9% ونصيبهم من البطالة 78.8% وهذا ما يؤكد أن البطالة في السعودية ليست نتيجة لتراجع كمية الطلب على العمل، بل لاختلال العرض ونوعية الطلب في ظل انخفاض الأجر التحفظي للوافد وقلة الخبرة لدى السعودي وعدم تناسب التعليم والتدريب مع حجم الطلب ونوعيته، ومن هنا تأتي أهمية التدريب بالنسبة لسد النقص في تخصصات ومهن معينة يكثر عليها الطلب في سوق العمل، إذ إن ما يحدث هو طلب متزايد وعرض غير قادر على الوفاء بهذا الطلب، فلا يكون هناك مناص من اللجوء إلى العمالة الوافدة لتلبية هذا الطلب، وهذه الظاهرة بدأت تتراجع تدريجياً مع زيادة الإقبال على التدريب وجعله أسلوب حياة ووسيلة تقدم بالنسبة للشباب السعودي. العلاقة التكاملية بين مخرجات التدريب وسوق العمل @ "الرياض": وكيف أمكن لأكاديمية الفيصل العالمية أن تنشئ علاقة تكاملية بين مخرجات التدريب وسوق العمل؟ - "الطويل": المتأمل في مخرجات التعليم في المملكة يتبين له من خلال قراءة الإحصاءات والأرقام الموثقة أن هناك تضخما في عدد الخريجين والخريجات في مجال التعليم النظري وقلة الخريجين في التعليم التطبيقي. وقد ذكرت آخر الإحصاءات المنشورة من قبل وزارة التعليم العالي في المملكة أن أكثر من 80% من مخرجات التعليم العالي هم من خريجي التخصصات النظرية مما تسبب في إيجاد وفرة في الخريجين الأمر الذي شكل عبئاً على الدولة التي أصبحت تبحث لهم عن فرص عمل في تخصصاتهم وفي غير تخصصاتهم، بينما بقي سوق العمل في العلوم التطبيقية بحاجة للمواطنين ومعتمدة بالتالي على الوافدين لسد النقص الكبير. ومن هنا عملت أكاديمية الفيصل العالمية على إجراء العديد من الدراسات الشاملة عن احتياجات السوق وتوجهات الخطط التنموية وحاجة البلاد من التخصصات المختلفة، مع أخذ مرئيات ومقترحات القطاع الخاص، وخاصة قطاع التوظيف، حتى تمكنا من الخروج بتصور شامل بدأنا فيه حيث انتهى الآخرون واستفدنا من التجارب الناجحة القائمة وتلافينا سلبيات التجارب التي لم يكتب لها النجاح. فحص مخرجات التدريب الاهلي @ "الرياض": قبل أشهر عقدت إدارة التدريب الأهلي عدة اختبارات لمخرجات التعليم الأهلي، وجاءت نسب النجاح في آخر اختبار 60%.. كيف تنظرون لأهمية وجود مرجع لفحص مخرجات التدريب الأهلي؟ وماذا حول حاجة سوق التدريب لوجود هيئة رئيسية للاعتماد تعتني به وتنظمه؟. - "الطويل": في تصوري إن وجود مرجع لفحص مخرجات التدريب الأهلي أمر مهم جداً، حتى تتأكد كل جهة تدريبية من أنها تمضي في مسارها الصحيح، وذلك يمكن أن يتم عندما يكون هناك نظام للاعتماد الأكاديمي يقوم على التقويم المستمر للمنشآت والمؤسسات التدريبية الأهلية وفق معايير يجب توافرها في برامجها وفي مستوى أساتذتها وإمكانياتها ومعاملها وأسلوب إدارتها، وأن يعمل هذا الاعتماد الأكاديمي على إصدار قائمة بالمؤسسات التدريبية التي اجتازت نظام الاعتماد ودرجاتها وتصنيفها وفق هذه المعايير الصارمة، ووجود نظام للاعتماد الأكاديمي سوف يجعل المنشآت والمؤسسات التدريبية تحرص على أن تلبي هذه المعايير وتحصل على الاعتماد الأكاديمي والاعتراف لكي تحافظ على استمراريتها ونموها، ونتمنى أن تساهم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالتعاون مع وكالة التخطيط والتطوير بوزارة العمل في تبني هذا الموضوع وإيجاد آلية عمل مناسبة له يتم من خلالها وضع المعايير اللازمة والشروط المناسبة للموافقة على إنشاء منشأة أو مؤسسة تدريبية أهلية كفيلة بضمان مفهوم الجودة. مفهوم الجودة ونظام الاعتماد الاكاديمي @ "الرياض": معنى ذلك أنكم تربطون مفهوم الجودة في التدريب الأهلي بنظام الاعتماد الأكاديمي والاعتراف بالشهادات؟ - "الطويل": ليس ذلك فقط، بل إنه نتيجة له، فالمنشأة أو المؤسسة التدريبية التي تؤمن برسالتها ودورها تحرص على أن تطبق نظام الجودة في برامجها ومعايير مخرجاتها ومواصفات أساتذتها، وكلما أخلت المنشأة أو المؤسسة التدريبية الأهلية بهذه المعايير والمواصفات فإنها ستفقد عملاءها من المتدربين الذين يسعون لأن يتدربوا في مؤسسة تدريبية أهلية معترف بها لكي لا يواجههم مشكلات بعد تخرجهم تتمثل في صعوبة الحصول على وظيفة تؤمن لهم حياة كريمة، واعتقد أن نظام الاعتماد الأكاديمي ضمان حقيقي لقبول طلبات الاعتراف أو الرفض للمنشآت أو المؤسسات التي لا يتحقق بها مواصفات الجودة اللازمة، وهذا الرفض يدفع بها للحفاظ على معايير تدريبية محددة حتى لا تصبح رسالتها تجارية ربحية بالدرجة الأولى. تقييم مراكز التدريب الاهلية @ "الرياض": كيف تقيمون دور مراكز التدريب الأهلية ومخرجاتها، خاصة أن هناك بعضا منها يعمل دون وجود خطط جادة أو برامج تدريبية تطبق المعايير والأساليب الحديثة في التدريب؟ - "الطويل": مراكز التدريب في المملكة تعد تجربة جديدة نسبياً، والإشكالية الكبرى أن كثيراً من المستثمرين في هذا المجال دخلوا فيه كاستثمار ربحي فقط دون وجود الرغبة في التطوير أو المهارة في التكيف مع سوق التدريب، وهذا تسبب في تدني مستوى مخرجات تلك المراكز، وعدم وجود خطط واحدة لها، وبعضها له سنوات ولا زال على نفس النمط والفكر التقليدي الذي لا يواكب المستجدات التدريبية الحديثة، ولا يبحث عن المعايير العالمية المطبقة في التدريب، خاصة في ظل النقلة النوعية للمملكة. قصور الوعي بالتدريب @ "الرياض": بعض مخرجات التدريب، وبسبب قصور الوعي به، تنظر إليه كعنصر وقتي للتطوير يتبعه الحصول على الوظيفة والوقوف عند حد الإنتاج التقليدي في بيئة العمل..السؤال: كيف ترون الحاجة إلى استخدام التدريب كعنصر مستمر مع المورد البشري؟ - "الطويل": أولا التدريب يختلف من نوع إلى نوع، فالمهني غير الإداري والحاسوبي، وغيرها من أنواع التدريب، لذلك كثير من خريجي المعاهد تخرجوا من أجل الوظيفة فقط، ولم يكن لديهم الرغبة الجادة في البدء في تطوير مهاراتهم، لأن التدريب يجب أن يكون الشغل الشاغل للمتدرب في جميع شؤون حياته، حتى يستطيع أن يصل إلى المأمول. لذلك نجد الشركات الكبرى في عملية مستمرة لتدريب منسوبيها، مما يدل على أن التدريب لا يتوقف عند حد، ودائماً يحتاج الإنسان لمعرفة الجديد في عالم التكنولوجيا والمعرفة وغيرها. أقولها باختصار إن المتدرب يجب أن يشعر في البدء بهذه الأهمية، وأن يكون جاداً في تحصيله وجاداً في تطوير نفسه. عندها تقول إن هذا الشاب المتدرب سوف يصل إلى ما يريد بالتحدي مع الذات، وتطوير المهارات التي تجعله عملة صعبة في سوق العمل. تدريب الفتاة السعودية @ "الرياض": أنشأت المجموعة العربية للتعليم والتدريب مركزاً أكاديمياً لتدريب السيدات.. ما هي النظرة التي انطلقت منها المجموعة عند إنشائها هذا المركز، وما هو تأثيره المتوقع على تأهيل الفتاة السعودية للعمل ومواجهة متطلبات سوق العمل؟ - "الطويل": من وجهة نظري أن تدريب السيدات في المجموعة العربية للتعليم والتدريب، ممثلة في المركز الأكاديمي لتدريب السيدات، يمثل خطوة متقدمة في مجال تدريب الفتاة السعودية بفضل الإمكانات التي يوفرها هذا المركز من حيث التجهيزات الفنية والمادية والبشرية للقيام بالعملية التدريبية وفق أحدث متطلبات العملية التعليمية والتدريبية مع مراعاة الخصوصية التي تتمتع بها المرأة السعودية،، انطلاقاً من أننا يجب أن نسعى جميعاً لتوفير فرص التوظيف للمرأة السعودية التي تشكل نصف المجتمع من خلال تطوير وتحسين إمكاناتها للدخول إلى سوق العمل، ومنحها الفرصة لتولي الأعمال والوظائف التي تتناسب مع وضعها كإمرأة وفق شريعتنا الإسلامية، وخصوصية مجتمعنا السعودي حيث إن هناك الكثير من الوظائف التي تستطيع المرأة القيام بها. وأرى انه على المرأة والرجل العمل جنبا إلى جنب لخدمة هذا الوطن المعطاء الذي هيأ لأبنائنا وبناتنا كافة الفرص للتعليم والتدريب، ومن ثم توفير فرص العمل المناسبة لهم في مختلف القطاعات، خاصة أن عمل المرأة تحكمها ضوابط شريعتنا وخصوصيتنا الاجتماعية، فالمرأة تعمل الآن في العديد من المجالات مثل التعليم بكافة فروعه وتخصصاته، كما تعمل أيضا في المجال الطبي والمستشفيات، بل إنه أصبح لدينا العديد من السيدات في قطاع المال والأعمال، وهن في نفس الوقت عضوات في مجالس إدارات الغرف التجارية السعودية ولديهن أعمالهن الخاصة، واستطيع أن أؤكد لك أن عمل المرأة متاح ومتوافر متى ما كانت هناك الرغبة من قبلها للعمل والمشاركة في بناء وطنها. مدارس ونظريات التدريب العصرية @ "الرياض": تعددت نظريات ومدارس التدريب العصرية وتعددت الجهات التي تقوم بتبني تلك النظريات والمدارس..السؤال: ما هي الشعارات والتطبيقات الأكثر رواجا ومهنية في وقت الحاجة الماسة له؟ - "الطويل": إن التدريب صناعة، والتوجهات كثيرة، والمدارس في هذا المجال كبيرة ومتعددة، ونحن في أكاديمية الفيصل نرفع شعار صناعة التدريب، نستقي الخبرات والتجارب الدولية لكن نسعى لرسم خط خاص مميز يحقق لنا هوية مستقلة ومدرسة خاصة نفتخر بها، لأننا دائماً مستوردون حتى في عالم التعليم والتدريب، ونسعى لأن نكون في القريب من الرواد الذين ينشرون فكرهم وفلسفتهم التدريبية خارج حدود الوطن، وقد بدأنا ذلك فعلاً حيث يوجد لدينا أكثر من ألف متدرب خارج حدود المملكة. عوائق التدريب الأهلي @ "الرياض": ما هي أبرز التحديات التي تواجه مراكز التدريب الأهلية، والتي تنعكس على أدائها التدريبي وتحد من قدرتها على التوسع والتطوير لإمكاناتها ووسائلها التعليمية والتدريبية؟. - "الطويل": تواجه المؤسسات التدريبية في المملكة العديد من التحديات لعل أبرزها عدم تلبية احتياجاتها من التأشيرات الخاصة باستقدام الخبرات العربية والأجنبية، وعدم الثقة في المنتج السعودي من قبل بعض الجهات الحكومية والخاصة، والبيروقراطية في القطاع الحكومي مما يعطل عملية التطوير في المراكز ويجعلها تنشغل بأمور إدارية، واستعجال الربح من ملاك المراكز التدريبية وعملية الربح تحتاج إلى صبر طويل.