أعتقد أن المذيع اللبناني "طوني خليفة" هو من أكثر المذيعين الذين يغيّرون برامجهم الفضائية، فما يكاد يعلن عن انتهاء برنامج له حتى يطل علينا ببرنامج فضائي آخر، فتعتقد أنه ربما "أخيراً" قرر أن يغيّر مسار برامجه، وآن له أن يفعل بعد كل هذا التخبط والنقد، لكنه يصدمك حين تشاهده في برنامجه الجديد، ومنذ حلقته الأولى.. وتوقن ساعتها بما يقوله المثل "ريما مازالت على عادتها القديمة"!. هذا الشعور ترسخ فينا عند مشاهدتنا للحلقة الأولى من برنامجه الجديد "للنشر"، والذي بثته القناة اللبنانية "الجديد" مطلع هذا الأسبوع.. كان ضيف البرنامج " أيمن الذهبي"!. طبعاً.. ومن سيكون أفضل منه ضيفاً لافتتاحية برنامجاً فنياً اعتمد صاحبه على نشر غسيل خلافات الوسط الفني بكل تداعياتها المقبولة وغير المقبولة؟. كل أسس برامج "طوني خليفة" ما هي إلا نشر غسيل الفنانين، أخبار وقصص فضائحية مثيرة حد القرف، لا تجدها إلا في الصحف الصفراء.. وبرامج طوني!. ومن المؤكد أن استضافة شخصية مثل "أيمن الذهبي" تعتبر مادة دسمة لمثل هذه البرامج، لأنه رجل لا يمانع أبداً من التحدث علناً، وبكامل التفاصيل، عن حياته وعن خلافاته الزوجية مع مطلقته، وأم أولاده، التي تزوجت غيره بعد وقت قصير من طلاقها منه!. وأجزم أن ضيوف باقي الحلقات لن يكونوا "أقل رقياً" من الضيف الأول، لأن ضيوف برامج هذا النوع هم ضيوف معدودين ومعروفين، ويتم استضافتهم "دائماً" لنشر الغسيل نفسه.. في كل برنامج من برامج هذا المذيع الفلتة!. تبني الفضائيات لهذا النوع من البرامج استهانة بالمشاهد، وتشجيع للطرح الإعلامي اللا أخلاقي، كما أنه تغذية لنار الفتنة في الوسط الفني، الذي لا تنقصه وقود جديدة تصب فوقه "ففيه من الفتنة والنيران ما يكفيه"!. أتمنى ممن يشجعون الإقبال على مثل هذه الفضائحيات أن يفكروا قليلاً بالأطراف البريئة المتضررة من تداول تفاصيل الفضائح علناً. فإذا كان الفنانون "آباء وأمهات" لا يدركون حجم الجرم الذي يتناثر من أفواههم تجاه بعضهم البعض، فعلى الإعلاميين أن لا يتناسوا أن هناك أطفالاً ستؤذيهم الألفاظ الجارحة والفاضحة - والتي لا تمت بصلة لعالم الأبوة والأمومة - وكل ذنب هؤلاء الأطفال أن الله ابتلاهم بأب مثل هذا الفنان، وأم مثل تلك الفنانة!.