مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    ماجد الجبيلي يحتفل بزفافه في أجواء مبهجة وحضور مميز من الأهل والأصدقاء    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    محترفات التنس عندنا في الرياض!    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    على يد ترمب.. أمريكا عاصمة العملات المشفرة الجديدة    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    المالكي مديرا للحسابات المستقلة    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    أسرة العيسائي تحتفل بزفاف فهد ونوف    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    أكبر مبنى على شكل دجاجة.. رقم قياسي جديد    استعادة التنوع الأحيائي    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    العريفي تشهد اجتماع لجنة رياضة المرأة الخليجية    أجواء شتوية    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    قراءة في نظام الطوارئ الجديد    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    الرياض .. قفزات في مشاركة القوى العاملة    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    الذاكرة.. وحاسة الشم    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    إرشاد مكاني بلغات في المسجد الحرام    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوق عكاظ يستعيد وهجه الثقافي والسياحي
تاريخه يعود إلى العام 500م و تعاقبت عليه الحضارات حتى صدر الإسلام
نشر في الرياض يوم 12 - 06 - 2008

يقع سوق عكاظ في شمال شرق مدينة الطائف وقد اثبتت لجنة مشكلة من عدد من الباحثين والجهات الرسمية مؤخرا برئاسة معالي محافظ الطائف الاستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر ان موقع السوق يبعد عن مطار الحوية مساحة عشرة كيلو مترات من الجهة الشرقية، وعن الطائف اربعين كيلو مترا تقريبا، وهو المكان الذي يلتقي فيه الوديان وادي شرب ووادي الاخيضر شرقية ماء يطلق عليه المبعوث عنده الحرة السوداء وجنوبيه اكمة بيضاء يقال لها العبلاء من العهد الجاهلي الى الآن، وشماليه هو الفاصل بين وادي شرب ووادي قرن المعروفين بهذين الاسمين.
وقد حددت اللجنة المختصة التي تم تشكيلها مؤخراً رسماً كروكياً لتوضيح الموقع كما هو حالياً. وهو سوق تاريخي بني عام 500ميلادية واستمر حتى صدر الإسلام إلى عام 129ه، وهدم على يد الخوارج، وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق عكاظ في صباه محارباً ومتسوقاً ثم بعد الوحي داعياً إلى الله، وقيل إنه ظل لعشر سنوات يحضر مواسم سوق عكاظ وسوق محينة وسوق ذي مجاز - حيث يؤم الحجاج هذه الأسواق الثلاث - يدعوهم إلى الإسلام ويبلغ رسالة ربه عز وجل وفي أسواق عكاظ أبان العصر الجاهلي استجار الرسول صلى الله عليه وسلم ببني عامر فأجاروه، وقد وقف عمر بن الخطاب قبل الإسلام في عكاظ مصارعاً لأقرانه.
وقديماً كان يرتاد سوق عكاظ حكام العرب أمثال أكثم بن صيفي وابن زرارة والأقراع بن حابس وغيرهم من سادة اليمن والبحرين وعمان ومندوب النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وحكماء عرب أمثال قس بن ساعدة وغيرهم وينزل بعكاظ القرشيون وخزاعة وغطفان وهوازن وعصل والمصطلق والأحباش وطوائف مختلفة من الشرق والبحرين واليمن واليمامة وعمان، وتدل بعض الاحصائيات ان سوق عكاظ يرد إليه في كل عام أكثر من تسعين ألفاً من شتى القبائل وتتم في عكاظ الحلول السياسية والحكم في المخاصمات والقضاء، وكان في بني تميم وممن تولى القضاء عامر بن الظرب العدواني وسعد بن زياد مناة، ولما جاء الإسلام كان يقضي في عكاظ محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، حيث كان أبوه قاضياً في عكاظ وأصبحت ارثاً لهم في الإسلام وكان آخر من تولى القضاء منهم هو الأقرع بن حاب.
المعلقات السبع
وفي ميدان الخطابة والشعر فقد كان عكاظ ملتقى ثقافياً مهماً لجميع النابغين في الشعر والخطابة، وبرزت في سوق عكاظ المعلقات السبع التي كانت تعلق في اشجار عكاظ، وتسمى بالمشجرات ثم علقت على ستر الكعبة فسميت بالمعلقات، كما سميت السموط ومن ألقابها المذهبات.
وفي ميدان التجارة كان سوق عكاظ يجمع بين وظيفتي الثقافة والتجارة وترد السوق جميع مستلزمات العرب والعجم قديماً من اليمن والجزيرة العربية وعمان والشام والعراق وخصص لها يوما الأحد والجمعة.
البيع في السوق
وايضا يجلب في السوق السمن والألبان والأجبان من البوادي والموشاة والأدم وأنواع الطيب والبخور والاسلحة والألبسة من الحرير والصوف والأحذية والمسير والعدني وجميع المعادن والمسك الذي يبعثه النعمان بن المنذر على ظهور الجمال ويستقدمها أحد أشراف العرب ويبيعها، وتباع الجلود المدبوغة التي تشتهر بها الطائف والثياب المطرزة فكانت تعد من أهم مصادر التجارة للعرب وفي عكاظ كان يتم تبادل الأسرى بين القبائل حسب حكم قبائلي وتدفع فيه الديات خاصة من كان لهم ديات ولم تدفع يقف في عكاظ ويطلب دفعها حتى يجبر اخصامه بدفعها بالحكم القبائلي، ومن الظواهر الغريبة كان ملك باليمن يرسل سيفاً يمانياً وأثواباً فاخرة ومركوباً فارهاً، فيقف رسوله ينادي هذه يأخذها أعز العرب، وكان كسرى ايضاً يرسل بسيف قاطع وفرس رائع هدية يشتري بها ود أحد اشراف العرب حتى يتم التعرف إلى اشرف العرب وأعزهم فيكسب ودهم وبيعت في عكاظ حلة ذي يزن اشتراها حكيم بن حزام ليهديها للنبي صلى الله
عليه وسلم ولكنه رفضها واشترى ابنا الحجاج حلتين من لطيمة كسرى، وكان
يبيع الفارس في عكاظ اسلابه ومغانمه وكثيراً ما أدى ذلك إلى كشف أمره وبالرغم من ذلك حافظت عكاظ على أخلاقيات العرب الحميدة فلا تباع المسروقات والبضائع المجهولة.
استعاد وهجه التاريخي
وقد اعاد عكاظ وهجه التاريخي والثقافي والتجاري العام الماضي وسط اهتمام القائمين عليه بعد توقف دام أكثر من 1300سنة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وافتتاح سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ومتابعة معالي محافظ الطائف الأستاذ فهد بن معمر وشهد اقبالاً منقطع النظير.
وعبر عدد من رجال الأعمال والمواطنين بالطائف عن سعادتهم بافتتاح مهرجان سوق عكاظ التاريخي العام الماضي الذي يربط الماضي بالحاضر، مؤكدين أن هذا السوق سوف يكون له الأثر الايجابي للجميع خاصة انه عامل جذب للزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها وتحدث عدد من رجال الأعمال والمواطنين بالطائف ل "الرياض":
الجانب الثقافي
وفي البداية يقول:الشيخ احمد ناصر العبيكان عضو مجلس التنمية السياحية بالطائف بان الطائف مصيف المملكة الاول ولها تاريخ عميق منذ القدم فهي تحتاج إلى الاهتمام والتركيز على الجانب التراثي لأهمية موقعها من مكة المكرمة العاصمة الإسلامية، مضيفا أن سوق عكاظ سوق يعيد للطائف اسمه من جديد.
وقال العبيكان: لابد أن يتناول سوق عكاظ جميع المعطيات الثقافية والأدبية لإبراز الهوية الحقيقية لهذا السوق مشيرا إلى أن الاهتمام الكبير بالجانب التراثي في جميع مناطق المملكة هو ديدن الحكومة السعودية منذ القدم مطالبا الأدباء والمثقفين بالاهتمام بهذا الجانب المهم الذي يعكس الصورة الحقيقية لهذا السوق، مشيراً إلى ان الاهتمام الكبير بالجانب التراثي في جميع مناطق المملكة مطالباً الأدباء والمثقفين بالاهتمام بهذا الجانب المهم الذي يعكس الصورة الحقيقية لهذا السوق والذي يجعل منه معلما مهما للطائف.
المقتنيات الأثرية
كما عبر الشيخ عبدالقادر العبيكان احد رجال الأعمال بالطائف عن سعادته بافتتاح سوق عكاظ.
وقال العبيكان: افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة لهذا السوق ماهو إلا دليل على اهتمام الدولة أيدها الله بهذا الجانب التراثي الذي يعيده لهذه البلاد أمجادها منذ القدم.
وطالب عبدالقادر ان يتم عرض المقتنيات الأثرية لان لسوق عكاظ تاريخا تراثيا قديما وعاملا مهما لجذب الزوار مطالبا المسئولين في هذا الجانب عدم تمكين العمالة من العمل داخل السوق حتى لا تضيع الهوية التراثية التي يتميز بها سوق عكاظ.
منبر أدبي
وعبر رجل الأعمال سفر النويشر عن أمله بان يحظى باهتمام المسئولين لينال المكانة التي يستحقها سواء من الناحية التاريخية او الناحية التراثية.
وناشد النويشر أن يكون الجانب التراثي الاقوى في هذا السوق.
كما طالب الأدباء والمثقفين بالاهتمام بهذا السوق ليعكس مدى قوته عندما كان منبرا أدبيا وثقافيا فيما مضى، متمنيا ان تكون الهوية التراثية لهذا السوق كاملة حتى يجتذب الزوار والسياح لهذه المدينة الجميلة التي بدأت تأخذ حقها السياحي لانها مصيف المملكة الأول.
زوار المهرجان
وأشاد عدد كبير من الزوار لمهرجان سوق عكاظ التاريخي والذي يقام لأول مرة في الطائف، حيث أوضحوا أن فكرة إعادة وإقامة مهرجان سوق عكاظ فكرة رائعة وجميلة وأعادت إلى الأذهان سوقا كان ولايزال رمزا للثقافة العربية منذ مايقارب 1300عام وذكروا أن هذا الانجاز العظيم يجير للقائمين على سوق عكاظ وعلى رأسهم معالي محافظ الطائف الاستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر والذي لم يأل جهدا في إبرازه بالشكل اللائق، كما أشادوا بفعاليات وبرامج المهرجان والتي جاءت متنوعة لتلبي رغبات زوار السوق من برامج ثقافية وحفلات الفنون الشعبية بالاضافة إلى عرض الكثير من المهن والحرف القديمة في السوق.
دمج القديم بالحديث
ويقول محمد خراص الخماش إن ابرز مايميز السوق هو بناؤه، حيث تم دمج القديم بالحديث وكنت أتوقع أن بناء السوق قديم جدا وعلى حالته السابقة ولكن بلا شك مع مرور الأيام والسنين غيرت الكثير من ملامح السوق مما حدا بالقائمين بإعادة بنائه ولكن بطابع قديم وهذا أضفى عليه شيئاً من الروعة والجمال، فهو يقام لأول مرة وكم هو رائع أن تجد هذا التنظيم الجميل والإعداد الجيد بهذا المستوى، ونتمنى أن نرى في يوم من الأيام سوق عكاظ مقصدا سياحيا للمصطافين من المملكة وخارجها ومشابها للجنادرية التي أصبحت الآن مهرجانا عالميا.
مجهود يستحق التقدير
ويشاركه الرأي المواطن عبدالرحمن الثقفي الذي قال ان فكرة إعادة السوق إلى هذا الشكل الحالي مجهود كبير يستحق التقدير، حيث ان سوق عكاظ كان ولايزال يحتل مكانه في نفوس العرب فما شاهدناه من معارض متنوعة وبرامج وفعاليات وتواجد كبير من قبل الزوار بلا شك دليل على الأهمية التي يحظى بها السوق، ونحن نتمنى ان يتطور السوق في الأعوام القادمة ليصبح ملتقى عالميا ورمزاً ثقافياً ووجهة سياحية يقصدها العديد من الزوار والمصطافين خلال زيارتهم للطائف المأنوس.
زيادة الوقت
ويقول المواطن محمد حسن الخديدي في الحقيقة أعجبت بما رأيته العام الماضي من فعاليات جميلة ورائعة، حيث إن هذه الزيارة الأولى التي أقوم بها لسوق عكاظ إلا إنني دهشت لما رأيت من حسن في التنظيم والإعداد والتنوع في البرامج والفعاليات والتي تناسب الكبير والصغير والنساء وان كنت أتمنى زيادة وقت المهرجان، حيث إن فترته الماضية تعد فترة قصيرة ونرغب في زيادتها.
خيام السوق
ويرى عبدالله عويش البقمي ان المعارض المصاحبة لسوق عكاظ ساعدت على جذب الزوار اليه حيث إن المعرض الذي شاركت به دارة الملك عبدالعزيز والصور التي عرضت فيه كانت رائعة وتشهد حضورا كبيرا، كما أن جناح الهيئة العامة للسياحة والآثارظهر بالشكل المطلوب.
وأضاف إنني أعجبت بالخيام التي أقيمت في السوق كخيمة حسان بن ثابت والنابغة الذبياني والخيام النسائية أضف إلى ذلك الحرف والمهن التي أقيمت ضمن فعاليات السوق كل ذلك بلا شك يساهم في إحياء الحركة الثقافية في المنطقة والدليل على ذلك الحضور الكبير لكثير من الأدباء والمثقفين والشعراء لهذا السوق والمشاركة فيه ونتمنى الاستمرار في إقامة هذا السوق ودعوة المثقفين والأدباء من خارج المملكة للمشاركة فيه والإسهام في دعم الحركة الثقافية.
الخطوات المنجزة
الجدير بالذكر بان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وجه بتجهيز هذا الموقع بما يتناسب مع مكانته الثقافية والأدبية والتجارية عبر التاريخ وذلك بعد ان قام سموه بزيارة الموقع والوقوف على الخطوات المنجزة حتى الآن من قبل اللجنة، بالاضافة الى ماتم انجازه على ارض الواقع من برنامج التصور الاولي لتطوير السوق بعد مناقشته وعرضه على انظار سموه..
ووجه معالي محافظ الطائف الاستاذ فهد بن عبد العزيز بن معمر كافة الجهات العاملة باتخاذ خطوات تنفيذية والاستفادة من عامل الوقت المتاح بما يساعد اللجنة على انجاز العمل المطلوب خلال الفترة المقبلة والاسراع في التهيئة والتجهيز للموقع..
وقد شهد الاجتماع الذي عقد لهذا الغرض حضوراً كثيفاً من كافة الجهات الحكومية والمختصة تفاعلاً كبيراً وابدى الحضور تجاوباً لافتاً خاصة وان المهرجان السياحي والثقافي الذي انطلق بالسوق خلال دورته الاولى حصد نجاحاً ملموساً وكان ذلك دافعاً للمضي بالمهرجان في دورته الثانية صوب آفاق أوسع من التطوير..
وبين معاليه ان سوق عكاظ التاريخي كلبنة جديدة في الحراك السياحي الذي تعيشه الطائف وقال إننا نسعى الى أن يكون للسوق استقلالية مع دعم برامجه بأفكار إبداعية ليتناسب مع مكانة هذا الموقع الثقافي العريق.
وقال معاليه: نحن نعمل منذ انتهاء موسم صيف العام المنصرم على تطوير سوق عكاظ ووضع خطوط عريضة لمراحل العمل بالدورة الجديدة، ونتطلع الى تحقيق نجاح يضاهي ماتحقق خلال العام المنصرم بإذن الله.
اللمسات الأخيرة
وقد شهد موقع سوق عكاظ التاريخي بشمال محافظة الطائف هذه الايام حركة غير اعتيادية من قبل اللجان التنفيذية لوضع اللمسات الأخيرة لتشغيل المرحلة الثانية من المشروع وتجهيز الموقع لاستقبال مهرجان سوق عكاظ بعد توسعة الموقع بدورته الثانية والذي سيرعاه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة خلال صيف العام الحالي بإذن الله..
وقد عقد معالي محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية بالطائف عدداً من الاجتماعات التنسيقية، بالاضافة الى تنفيذ جولات ميدانية متكررة للوقوف على ماتم تنفيذه بالسوق خلال الفترة الماضية وتوثيق خطوات العمل بالمرحلة التطويرية للموقع وتزويد السوق بخدمات ومرافق متنوعة، بالاضافة الى تطوير الموقع الرئيسي لحفل افتتاح مهرجان العام الحالي وإضافة مساحات أكبر للسوق ليجمع كافة الفعاليات والانشطة وربط الموقع بشبكة طرق حديثة حتى يسهل على الاهالي والزوار ارتياد المكان مع وضع لوحات ارشادية بطريق
الطائف - الرياض والتقاطعات المؤدية الى موقع المهرجان..
جهود الجهات المختصة
وشهد موقع سوق عكاظ تكامل جهود عدد من الجهات المختصة ودعم مباشر من أمانتي جدة والعاصمة المقدسة وبلدية الطائف لاستكمال أعمال الزفلتة والرصف والانارة وتنفيذ مشاريع تشجير ونشر المسطحات الخضراء بالموقع علاوة على قيام اللجان بتحديد مواقع لاقامة مطاعم ومقاصف واماكن تسوق وتوفير متطلبات سياحة الاسرة وتأمين وسائل ترفيهية وتطوير مواقع المحاضرات والندوات والفعاليات الثقافية والادبية المختلفة، وسيكون مهرجان العام الحالي ثرياً بالفعاليات والفنون الشعبية، حيث تشارك فرق من مختلف محافظات منطقة مكة المكرمة، بالاضافة الى دعم الحرف اليدوية والمهن التقليدية الشعبية القديمة بالموقع ليكون ملتقى للتراث الشعبي وساحة للبرامج الثقافية والفعاليات المنبرية بما يعكس الاهمية التاريخية والشهرة العريقة لسوق عكاظ ويمنح الطائف جاذبية سياحية إضافية ومقوماً يدفع بصناعتها السياحية صوب آفاق أوسع من النجاح في ظل الدعم اللامحدود من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة والتفاعل من كافة القطاعات.
وقد عرضت اللجنة الاستشارية التنفيذية لتطوير سوق عكاظ التاريخي بمحافظة الطائف في وقت سابق تصوراً أولياً لتطوير الموقع على صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ضمن الخطة الهادفة الى تعزيز فعاليات المهرجان السنوي، الذي يقام بالسوق بما يتواكب مع أهميته التاريخية والثقافية والتجارية والسياحية خاصة بعد النجاح الذي تحقق لهذا الملتقى خلال صيف العام الحالي في ظل الحرص الذي أبداه سموه أن يكون السوق أحد أهم المعالم السياحية بالمنطقة والمملكة عموماً، وقام فريق العمل باستعراض التصورات التطويرية التي تعتزم اللجنة إضافتها لهذا المعلم المهم خلال الفترة المقبلة بحيث ترتقي بالسوق والخدمات المقدمة والفعاليات التي ستشهد في دورته الثانية تطوراً في النوع والكم بإذن الله..
بناء قرية تراثية
يذكر أن مشروع المهرجان في دورته الاولى تضمن بناء وتجهيز قرية تراثية في فترة وجيزة على مساحة تقدر 60ألف متر مربع بها القباب والخيام ومسرح ومدرجات للجمهور، كما وردت في كتب التاريخ وتم تنفيذ ذلك في وقت قياسي بالإضافة إلى بناء منصة رئيسية قدم عليها حفل الافتتاح الذي رعاه سمو أمير منطقة مكة المكرمة وقدرت تكاليف المشروع وفق الدراسة 6ملايين ريال، وتتمحور فكرة المشروع حول إلقاء الضوء على هذا الموقع التاريخي الهام وتمكين الزائرين من الوقوف عليه من داخل المملكة وخارجها وذلك خلال الفعاليات التي انطلقت صيف العام الحالي، وكذلك تفعيل موقع سوق عكاظ التاريخي سنوياً بإقامة مهرجانات وفعاليات أدبية وثقافية وسياحية لإحياء النصوص الأدبية والموروثات الثقافية المنقرضة التي تختص بها الطائف دون غيرها وفتح منابر جديدة تلقي الضوء على مختلف الروافد الثقافية في بلادنا من شعر ونثر وقصة من نفس المكان التي أنجبت شعراء المعلقات والذي بقوا رمزاُ للشعر واللغة في العالم.
استقطاب المثقفين
وساهم المهرجان الأول لسوق عكاظ في دعم السياحة في الطائف واستقطاب المزيد من الزوار والمثقفين لهذا الملتقى السنوي، والذي سيكون إضافة مهمة لبرنامج السياحة بالطائف، كما شهد المهرجان أوبريت ملحمة (موطن الضاد) الذي تم عرضه في حفل تدشين الفعاليات وهو من الحان وغناء الفنان الدكتور عبد الله رشاد، وقام بالتمثيل الدرامي فيه كل من الفنانين محمود ياسين ومحمد ثروت ومحمود الجندي ولطفي بوشناق وفؤاد الكبيسي ومحمد حمزة ومجدي شجوني، وشارك في عروض الملحمة أكثر من (270) شخصاً كما كان هناك برنامج نسائي حافل تضمن محاضرات وندوات ومعرض للمأكولات الشعبية ومعرض للحرف وغيرها من المناشط الجاذبة..
وشهدت الدورة الأولى متابعة معالي محافظ الطائف ورئيس لجنة المهرجان الأستاذ فهد بن عبد العزيز بن معمر وتعاون كافة الجهات الحكومية والقطاعات ذات العلاقة بما انعكس على النجاح الذي تحقق بفضل الله ومن المتوقع أن يكون للأعمال التطويرية التي نفذت خلال الأشهر الماضية كبير الأثر في إبراز هذا السوق كأحد أهم روافد السياحة الداخلية ودعم السياحة الثقافية التي باتت تجتذب الكثيرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.