يقول صديق إنه بنى استراحة، وصرف عليها تجميلاً ومسبحاً وحارساً وخيمة رجال وأخرى نساء. واستمرت حالة تمتعه وعائلته فيها زهاء الشهرين أو الثلاثة، بعدها ملّ الأهل، وخصوصاً الشبان والشابات، ووجد أن المتمتع الوحيد هو الحارس، يدعو أصحابه، يطبخ، يسبح، ينام. وحاول بيعها أو تأجيرها، ووجد خلف الأخيرة مسؤوليات متعددة يصعب تخطيها. عادة "الاستراحة" أو مفردتها جديدة. فقد عرفنا الكشتة (الرحلة الخلوية حيث الربيع والغدران). وقرأنا عن "المقناص" وهي كانت متع أهل نجد والخليج. ويدخل ضمن الكشتة أيضا البحث عن الفقع (الكمأة) وكل تلك الفعاليات كانت ذكورية. مما يؤسفني الآن أن أخبار الصحف تورد إلينا تفاصيل عن جرائم وآثام يجري القبض على فاعليها في "استراحة". وقرأت عن معملين للخمر المحلي كان ميدان نشاط أصحابهما "استراحة". وشخصياً ارتبطت المفردة عندي بالخطيئة والشر والإيذاء بل والذنب. كلفت كثرة الاستراحات في أمهات مدننا السلطات الأمنية (الشرطة) والحضرية (البلديات) والارشادية (هيئة الأمر بالمعروف) الكثير من الجهد والوقت فوضعوها في برامج نوباتهم اليومية ودورياتهم. ليست هذه دعوة أو مطالبة بمنع الاستراحات فالترفيه وطلبه يكادان يكونان غريزة لدى الإنسان، لكنني فقط أقول إنها شاعت عندنا ويصعب البعد عن هواها والميل للتقليد.