يندرج اعلان فرنسا ارسال موفدين قريبا الى دمشق في اطار تأكيد رغبتها في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، الا ان ذلك لا يفترض ان يحصل على حساب لبنان، بحسب ما يرى محللون غداة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبيروت. وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي لوكالة فرانس برس ان ساركوزي "كان في لبنان لكن عينه كانت على سورية". وجمدت فرنسا اتصالاتها مع سورية في 30(كانون الاول) ديسمبر مطالبة دمشق بافساح المجال لانتخاب رئيس توافقي في لبنان، بعدما فشلت وساطتها لحل ازمة سياسية في لبنان استمرت 18شهرا. واعلن مصدر قريب من الرئيس الفرنسي السبت ان "ساركوزي سيرسل في الايام المقبلة موفدين الى دمشق هما مستشاره جان دافيد ليفيت و(الامين العام لقصر الاليزيه) كلود غيان للقاء الرئيس السوري بشار الاسد". واشادت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من الحكومة الاحد بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبنان والانفتاح الفرنسي على سورية. وقالت الصحيفة السورية نقلا عن مصادر فرنسية ان "المسؤولين الفرنسيين يعطون الاهمية الاكبر للانفتاح على سورية عبر تنشيط حركة التعاون والتواصل مع دمشق، نظرا الى الدور الكبير الذي تمارسه سورية في كل ملفات المنطقة من جهة ونظرا للمصالح الفرنسية الكبرى من عودة هذا التواصل بشكل خاص على صعيد الاستثمار والتعاون الاقتصادي المشترك". وتنقسم الاراء في بيروت حول اثر التقارب بين باريس ودمشق على لبنان. الا ان جهات اخرى تعبر عن قلق ازاء عملية الانفتاح هذه. وكتبت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة باللغة الفرنسية في عددها الصادر الاحد "هناك مصادر للقلق يفترض بباريس ان ترد عليها، لا سيما في ما يتعلق بهذه (الصفحة الجديدة) التي تفتح ربما من دون جدوى مع سورية". وقالت "عاش اللبنانيون خيبات امل كثيرة تجعلهم يدركون ان اتفاقا صغيرا بين الغرب وآل الاسد يجر غالبا مذبحة في لبنان". ويرى مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط بول سالم ان "المرحلة انتقالية واختبارية بالنسبة الى سورية"، مضيفا ان "فرنسا تريد ان تتأكد من حقيقة الموقف السوري" تجاه لبنان. ولم تستبعد الرئاسة الفرنسية قيام ساركوزي بزيارة سورية، معتبرة في اعلان صدر السبت ان "كل شيء رهن بتطور الاحداث ان على صعيد فتح سفارة سورية في لبنان او احترام السلم الاهلي في لبنان".