بعد ست سنوات كان فيها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الفتى المدلل للولايات المتحدة وحلفائها أخذ بريقه في التلاشي. في الأسبوع المقبل سيصل كرزاي إلى باريس لحضور مؤتمر المانحين الذي سيحضره ممثلو 80بلداً ومنظمة. وسوف يدعو المجتمعين إلى التبرع بخمسين مليار دولار لتمويل خطة التنمية الخمسية لإحياء قطاع الزراعة الهرم في أفغانستان وتعزيز التنمية الاقتصادية وتنويع الاقتصاد الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على تجارة الأفيون. ولكن ثمة قلقاً متزايداً في أوروبا والأمم المتحدة وحتى إدارة الرئيس جورج بوش من أن كرزاي ليس بالشخص القادر على معالجة مصاعب أفغانستان الكثيرة. وتساءل مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ما إذا كان كرزاي أهلاً للقيام بمعالجة الأمراض التي تعاني منها أفغانستان. وقال المسؤول متحدثاً بشرط عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية المسألة أن هناك الكثير من الحديث داخل الإدارة عن الحاجة إلى "قرص أذن" كرزاي من أجل دفعه للقيام بالشيء الصحيح. وأعرب مسؤولون أمريكيون عن مدى الإحباط من الرئيس الأفغاني لرفضه إلقاء القبض على أباطرة المخدرات الذين يديرون تجارة الأفيون في البلاد والتي يعتقد العديد من المراقبين الدوليين أن حركة طالبان تستخدمها للعودة إلى السلطة. وقال أحد كبار المسئولين في إدارة بوش ان الأخير لا يزال مفتون بكرزاي. وتساءل آخرون ما إذا كان البيت الأبيض سيقر سياسة أكثر صرامة ضد كرزاي في الوقت الذي ما تزال تواجه فيه القوات الدولية في أفغانستان تحدياً من طالبان وعندما لا يكون هنالك بديل واضح لكزراي وسط القادة الأفغان. ودافع سفير أفغانستان إلى الولاياتالمتحدة، سعيد جواد عن قيادة كرزاي وحذر من توجيه أصابع الاتهام للحكومة الوليدة. ووفقاً لدبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين فإن توتراً طرأ مؤخراً حول حادثة لم تلق كثير اهتمام خارج أفغانستان تتعلق برفض كرزاي إلقاء القبض على احد أمراء الحرب السيئ السمعة الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم. ويقال ان الجنرال دوستم هاجم أمير حرب منافس هذا العام وكاد يقتله وقد حاولت الجهات المسئولة عن تطبيق القانون إلقاء القبض عليه ولكن حكومة كرزاي تقاعست، وفقا لدبلوماسيين غربيين ومسئولين أفغان. وقد تنامت مشاعر الإحباط أكثر من الفساد وعدم فعالية حكومة كرزاي في السنوات الأخيرة. وفي عام 2006على سبيل المثال وقع اعضاء البرلمان الأفغاني على مذكرة احتجاج على ضعف أداء الحكومة وتدني نوعية بعض المسئولين الذين عينهم كرزاي. وقال دبلوماسيون غربيون ان أمراء الحرب وأباطرة المخدرات اشتروا حريتهم التي يتمتعون بها في جميع أنحاء البلاد برشوة أعضاء حكومة كرزاي. @ (خدمة نيويورك تايمز)