يرفع بعض المتزوجين من الرجال أصواتهم عالياً مطالبين أهل الرأي والفكر والمنصفين من أبناء مجتمعهم بالذود عن حقوقهم المهدورة..ولو أدى الأمر إلى تكوين جمعية تتولى الدفاع عنهم أسوة بجمعيات حقوق المرأة..ويرون في ذات الوقت أن جل الجهود المبذولة من كافة الجمعيات الحقوقية..والإعلام مصوبة تجاه هدف واحد لاغير وهو حقوق المرأة..وإظهارها على أنها الطرف المتضرر دائما وأبدا..وأن الذي ألحق بها الضرر وسامها سوء العذاب هو "ذاك الذكر المتسلط" ولا غير. ويضيفون..وفي غمرة هذه الحملات الظالمة "على حد قولهم" ضاعت حقوقنا نحن الفئة المسحوقة..وبتنا في وضع لا نحسد عليه..دخلنا عش الزوجية هروباً من مرارة العزوبية وقسوتها..وأملا في حياة زوجية سعيدة هانئة..فألفينا أنفسنا بمرور الليالي والأيام وقد وقعنا في فخ كبير..وسجن مؤبد لافكاك منه. متزوجون. نعم!!ولكن مع وقف التنفيذ..صرفنا كل ما نملك دون أن نجد المقابل المجزي من الزوجة..تحولنا إلى سائقين نجوب الشوارع في روحة وجيئة إلى الأسواق لجلب الاحتياجات التي لا تنتهي..وإلى المشاغل النسائية والخياطين..وإلى المدارس لإيصال الزوجة المصونة والأولاد..والعودة بهم إلى المنزل عند نهاية الدوام.. ولتهيئة كل المتطلبات يقف الراتب عاجزا عن الإيفاء بالمطلوب مما يدفعنا للأستدانة..وطلب القروض على الراتب البسيط..ببساطه تبدلت أحوالنا واختزلنا كل أمانينا في أمنية واحدة ولاغير وهي العودة للعزوبية فهي أرحم بكثير مما نحن فيه وكأننا نردد: ألا ليت العزوبية تعود يوما فنخبرها بما فعل الزواج يقول أحدهم لي والله إني أحسد العزوبي فرغم ما يعانيه إلا أنه في وضع أفضل ويكفيه أنه يعيش حراً طليقا.. وبدون مسؤوليات..أنا والعزوبي مشتركان في كثير من السمات فالأكل في الغالب من المطاعم.. "الفرق هو نفر وأنا أكثر من نفر" والثياب في المغسلة والله يخلي لنا "أبو هنود".. "والتسدح في الاستراحات" أكثر الأوقات..لكن الفرق أن العزوبي في أمان ولا أحد يسأل عنه لكن أنا دائما في انتظار أوامر السيدة الزوجة..طلبات إضافية..تعال خذنا من عند أهلي..أومن الاستراحة..أومن قصر الأفراح..أومن عند صديقتي أو أختي..أومن المشغل..أومن السوق..يعني يمضي اليوم في "ودي..وهات". وفوق كل ما أتكبد من أموال وجهد خارق في قضاء كافة المشاوير فأنا مطالب أيضا بالهدوء وحسن المعاملة والرومانسية..والابتسامة..وترتيب السفرات في الإجازات..وشراء الهدايا لقريباتها في المناسبات..وليتني أحصل في المقابل ولو على جزء بسيط من حقوقي..فالتكشيرة في انتظاري لحظة دخولي إلى البيت.. والملابس والذهب والمجوهرات لا ترتديها إلا ساعة خروجها لمناسبة ما..أما في البيت فالله لايوريك.. تلبس أسوأ مالديها..ناهيك عن سوء ترتيب المنزل..والأثاث المبعثر في كل مكان..ولولا وجود الشغالة لكان الوضع أدهى وأمر!! وفي رسالة تلقيتها عبر بريدي الإلكتروني يتحدث فيها صاحبها كثيرا عن ما يعانيه ويقول في ختامها "أرى في خروجي من المنزل تأشيرة رحمة للفكاك من التعاسة والجو الكئيب الذي أعيشه" ما سطرته هنا يعبر عن الحالة التي يعيشها بعض الرجال المتزوجين وليس كلهم..نقل لي بعضه مشافهة والآخر بواسطة رسائل تلقيتها..وكلها تؤكد وجود "الزوج الأعزب" وأنه حقيقة ماثلة في مجتمعنا وليست أسطورة..قد يساعد على وجودها تسلط المرأة.. أوتأثير البيئة المحيطة بالزوجة.. أوضعف شخصية الزوج. الزوج الأعزب عندما تتكالب عليه الظروف سيبحث دون شك عن مخرج.. قد يجده في الزواج من أخرى.. أو الخروج من الحياة الزوجية دون عودة. السؤال.. هل الزوج الأعزب ظاهرة تستحق الدراسة ؟