سجل WCIT 2008 اسمه في خارطة الأحداث التكنولوجية الأبرز في هذا العام بالنظر إلى حجم المشاركات ونوعيتها من خلال المعرض السادس عشر استضافته كوالالمبور خلال الفترة بين 19و 21مايو الماضي، وشهد التجمع التقني الذي يطلق عليه اولمبياد تكنولوجيا المعلومات مشاركة نحو 2500عارض من 80دولة. وأن سجل العرب حضورا بالمشاركة فإن صناعيين عرباً تساءلوا عن شح الصناعات العربية البرمجية متسائلين متى يتأهل العرب لمثل هذا الأولمبياد وبكثافة تؤكد دخول العرب هذا المجال الذي تتسابق جميع دول العالم على خوض غماره. الملاحظ أن تنظيم المعرض حمل رؤية جديدة تبنت تقديم أطروحات علمية جديدة بجانب استقطاب المسؤولين في القطاعين العام والخاص من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة من الحوار بخلاف الطرق التقليدية في بعض المعارض التي تركز على البيع فتكون المعارض أشبه بدكاكين. وشهد المعرض السادس عشر للتكنولوجيا عروضاً لأحدث المنتجات وخدمات وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إذ توحد العالم تكنولوجياً من خلال المعرض. @ وعزز من نجاح المعرض الموقع الاستراتيجي لماليزيا التي تعد بوابة مثالية لدخول الأسواق الآسيوية بجانب المشاركة المتميزة من قادة التكنولوجيا في العالم. ويعتقد صناعيون عرب أن نقل التقنية إلى البلاد العربية يبدأ من خلال هذه المعارض بالاحتكاك ومتابعة كل جديد، مشيرين إلى أن مشاهداتهم اليومية للمعرض جعلتهم يتعرفون على نمط جديد، إذ إن معظم الشركات كانت تقدم محاضرات تعريفية وتثقيفية، مؤكدين على أنه من المهم نقل مثل هذه التجربة إلى الأسواق العربية. ويرى محمد رشاد مدير شركة الزوايا الأربع الذي كان متواجدا في المعرض أن مثل هذه التجربة يجب نقلها إلى الأسواق السعودية التي تعاني من غياب صناعة المعارض، معتبرا أن أولى بوابات جذب المستثمرين هو الاهتمام بصناعة المعارض، ففي مثل هذا المعرض من الملاحظ أنه نجح قبل أن يبدأ بفضل التخطيط المدروس الذي يسير على نهج علمي بعيدا عن الارتجالية. ويشاطر رشاد الرأي المستشار محمود الخطيب، معتبرا أن طريقة التنظيم والعرض كانت مثار دهشته، فضلا عما احتواه المعرض من قيمة معرفية وعلمية، فالمعرض كما احتوى على فرص استثمارية رائدة، فإنه يقدم العلم والمعرفة ووضع المستهلك على حقيقة ما يتعاطاه. ويعتقد محمد الجزيري زائر للمعرض أن ما شاهده جعله يكون تواقا لتكرار مثل هذه التجربة أينما وجدت خاصة وأن المعرض احتوى على الكثير من التقنيات التي جعلته يقضي يومين متتالين في المعرض لمتابعة وتجربة التقنيات المطروحة، ويضيف الجزيري اعجبني في المعرض تعاطي الشركات مع عملائها وحرصها على تقديم كل جديد لهم، فضلا عن اعطائهم جرعات ثقافية حول المنتجات المطروحة وكيفية التعاطي معها. وكان عبد الله أحمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا قد افتتح المعرض بحضور حشد من قادة التكنولوجيا في العالم، وقال بدوي في حينه إن بلاده بصدد استخدام تكنولوجيا البطاقة الذكية لإدارة وتسهيل الدعم الحكومي للعاملين في القطاع الزراعي. وقال أثناء افتتاح المؤتمر الدولي السادس عشر لتكنولوجيا المعلومات أمس في كوالالمبور: ماليزيا كانت تعمل في السنوات القليلة الأخيرة على الحلول القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإيجاد حل لبعض المشاكل التي نواجهها مع سلسلة التموين الزراعي، مفيداً أن التكنولوجيا التي توفر أحدث المعلومات الحقيقية عن السوق للمزارعين، وللصيادين ومجموعة الشركات الصغيرة عن طريق شبكة الانترنت كانت من ضمن الحلول التي وضعتها ماليزيا. واعتبر بدوي هذا الإجراء واحداً من بين عدة طرق استخدمت فيها ماليزيا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإيجاد الحلول لمشاكل القطاع الزراعي والإنتاج الغذائي، مؤكداً في ذات الوقت أن بلاده مستمرة في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة بما فيها توسعة آفاق الاستثمار في البنية التحتية وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حتى تتمكن من رفع منافستها والمضي بالبلاد نحو عصر المعلومات. ولفت بدوي الى أن ماليزيا ستدشن في القريب العاجل خدمة "برودباند" التي ستصل 50في المائة من المنازل بحلول 2110بجانب خدمة الدفع الالكتروني التي تضم أكثر من 100وكالة حكومية. واستعرض المتحدثون في المؤتمر التطورات التقنية والآفاق المستقبلية لتكنولوجيا المعلومات، وافتتح اليوم الأول محاضراً جيم لويتسا بتقديم تقرير عن الكوكب الرقمي، تبعه الدكتور كريج باريت من "إنتل" بطرح مسألة تأثير التكنولوجيا في التعليم، كما تناول ستيفن فيلس من "ديل" مسألة تيسير التكنولوجيا المعلومات لتحديث الأعمال التجارية. ويقول داتو بادليشام عزالي رئيس الملتقى ان هذا التجمع التقني يهدف إلى تبادل السياسات والأفكار حول التكنولوجيا من خلال الجمع بين قادة مشروعات الأعمال والأكاديميين مشيراً إلى نجاح الملتقى في نسخته السادسة عشرة في كوالالمبور مع توجهها لأن تكون البوابة لاقتصاديات المعرفة المتصاعدة في آسيا، واصفاً الملتقى بأنه بمثابة أولمبياد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.