الرؤية الإستراتيجية الشاملة من أهم سمات خادم الحرمين الشريفين القيادية وهي سمة تتجسد في أنماط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية التي دشن الملك المفدى طفرتها الكبرى في المشروعات العملاقة على امتداد الوطن. وفي إطار هذه الرؤية الإستراتيجية لمستقبل الوطن والمواطن يبرز برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي كأحد مبادرات التنمية البشرية الرائده ذات البعد الاستراتيجي الذي يأخذ بعين الاعتبار احتياجات الوطن في حاضره ومستقبله من الأيدي العاملة الوطنية المتعلمة والمدربة والمؤهلة على أعلى المستويات . وهذا البرنامج الطموح الذي أعطى أولى ثماره بتخريج الدفعة الأولى من المبعوثين الذين أكملو دراستهم في عدد من أشهر الجامعات الأمريكية هو جزء من رؤية أشمل تتضمن عملاً جاداً لإصلاح وتطوير التعليم العام والعالي والتوسع في بنيات التعليم الجامعي حيث شوهد هذا القطاع أكبر قفزاته خلال الأعوام الأربع الماضية ليرتفع عدد الجامعات الحكومية من (8) إلى (20) جامعة دفعة واحدة مع توسع رأسي في أعداد الطلاب المقبولين في مسارات التعليم الجامعي العلمية بما في ذلك العلوم الطبية والهندسة والتقنية ونظم المعلومات بالإضافة إلى زيادة في اعداد الجامعات والكليات الأهلية. هذه الطفرة انعكست بشكل واضح على أعداد المقبولين في الجامعات العام الماضي وعلى زيادة فرص القبول في التخصصات العلمية التي تلبي رغبة الطلاب وتستجيب للاحتياجات الحقيقية لسوق العمل في المملكة والتي ما زالت تعاني نقصاً في الأيدي العاملة الوطنية في القطاعات الصحية والهندسية والتقنية ويعتبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. والذي تبلغ ميزانيته (10) مليارات ريال واستفاد منه حتى الآن أكثر من (20) ألف طالب وطالبة التحقوا بالجامعات ومؤسسات علمية وبحثية مرموقة في أمريكا وكندا ودول أوروبا وجنوب شرق آسيا وأستراليا ونيوزيلندا، هو ذروة سنام جهود النهوض بالتعليم الجامعي لأن أحد الأهداف الرئيسية لهذا البرنامج هو تأهيل كفاءات وطنية عالية تسد النقص في كوادر التدريس في الجامعات السعودية وتسهم في تطوير التعليم في هذه الجامعات وتوجد بيئة نشطة وفاعلة للبحث العلمي الذي كرست له المملكة في السنوات الأخيرة جهداً مثابراً وإمكانيات مادية ضخمة . إن تخريج هذه الدفعة من مبعوثي برنامج خادم الحرمين الشريفين ومعظمهم حصلوا على شهادات عليا (دكتوراه وماجستير) يؤكد بأن البرنامج سيحقق بعون الله أهدافه المنشودة فأول الغيث قطرة ومشوار الميل يبدأ بخطوة وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ليس مجرد خطوة بل خطوات كبيرة للأمام .